| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جميل روفائيل

 

 

 

 

الأربعاء 25 /1/ 2006

 


 


مرة أخـرى مع الأخ حبيب تومـي
 

 

جميـل روفائيــل

مـن حـق كل شـخص أن تكون لـه أفكـاره وأن يروج لـها بالأسـاليب المقـبولة إجتماعيـا ويدخل في حـوارات موضوعيـة وهادفـة مع الذين يختلفـون معـه في الـرأي ، وليس بالضـرورة أن تكون نتيجـة الحـوار الإتفـاق ، فيكفي مـا قـد يحصـل مـن تفاهـم وأحتـرام متـبادل وقناعـة بأن الإختـلاف في تقـييم القضايا ظاهرة صحية لتـشـخيص الأفضل وهو موجـود حتى داخل الأسـرة الواحدة .

لكـن عـندما تتجـاوز الأفكار قضايا الحـوار ، وتحـاول الإتيـان بأمـور شـبيهة بالتهم للآخـرين مـن دون إيـراد الوقائع والإعـتماد على الشـواهد والأدلـة التي تدخلها في إطار الحقائق ، فإنـها لـن تكون موثوقة ما يجعلهـا سـاعية إلى تمريـر الأفكار وبالتالـي مجـردة من متطلبات الصدقـية .

شـخصيا ، لا أنكـر أنني على رأي قومي وحدوي شـامل لشـعبنا دائمـا ولـن أحيـد عـنه يومـا لأنـني مقـتنع بـه تاريخـا وإرثـا وواقـعـا إجتماعـيا ، وفي حال عـدم وجـود أسـم قومي وحدوي لشـعبنا ( الكلداني الآشـوري السرياني ) في سـجلات الإحصاء فإنـني سـأسـجل ( آشـوري ) لأنه الأقـرب والأنسـب إلى المفاهيم التي أؤمـن بـها ، وقـد أوضحت ذلك مرات عـدة بجـلاء ووضوح في كتاباتي ومنها موضوعي المنشـور في مواقع عـدة بعـنوان ( إمـا الإسـم الموحـد ، وإلا آشـوري ) وهو موقف ألـزمت بـه نفسـي ولازلـت وسـأبقى كذلك لأنـه جـزء من أفكاري التي أعتبرها صائبـة كليـا ، وأنـا أفرق بيـن ( الآشـورية ) و ( الآثـورية ) ليس في اللفظ فقـط وإنـما أسـاسا أن الآشـورية مسـتمدة من تراث قومـي بينما الآثورية معـبرة عـن مدلول مسـيحي طائفي . .

تباينات الآراء
وبذلـك ، فإنـني على تبايـن مع كل الآراء التي أعتـبرها أنـها تحـاول أن تسـتمد من موروثات تاريخيـة وتراثيـة ، مسـميات طائفية دينية وتسـعى إلى عكسـها على أمـور قوميـة ، ما يؤدي إلى ربـط القوميـة بالمشـكلات المذهبية الدينية ، و يجعل القوميـة محصورة بمذهب وبعـيدة عن الشـمولية لكل المذاهب . . وهـو مـايتيـح الفرصة لرجال الدين بالولـوج في المتعرجـات السـياسية وبالمحصلة سـتتحول طوائفنا من دينيـة إلى سـياسية شـبيهة بـما آلـت إليـه الأمـور لـدى الطائفيين الشـيعة والسـنة في العـراق وما سـببته من صراعـات ومآسـي للعـراق والعراقيين .

وفي هـذا الإطار ، أرى أنـني على خلاف في الرأي مع الأخ حبيب تومي وكنـت على أسـاس ذلـك دخلت معـه في حوارات ، من دون ضغيـنة بينـنا أو تـفضيل لشـأن بالمطلق ، فالتـفاهم كان متوافـرا دائما على قاعـدة نحن أصحاب ولـك رأيك ولـي رأيـي .

ولايهمـني مـن قريب أو بعيـد ، إذا تناول الأخ حبيب أو غيـره جهة أوشـخصا بالثـناء أو النقـد ، فـذاك شـأنهم مـادام الأمـر في إطـار الخصوصيات بينـهم وبيـن تلك الجهة أو ذلك الشـخص . . لكن عـندما يمـس الأتهام عـملا أنـا في صلبـه ومـن المسـؤولين عمليـا و معـنويا عـنه ويتطرق إلـى أمـور تتـناقض وحقائق الواقـع التي أعـرفها ، فحينـئذ يكون من حقي الشـرعي الدفاع عـن ممارسـات ذلـك العمل ، لأنـني ضـمن لوائحـه ، وأن الأمـر يصبح مرتبطا بـي مـادام ذلك العمل الذي يدور في شـأنه الإنتـقاد أو الإتـهام ، على صلـة بـي وثيـقة بـي .

وإزاء هـذا ، فإنـه ليس من حقـي أو واجبي التدخـل في خلاف أو وفـاق بيـن الأخ حبيب أو غيـره مع الحركة الديموقراطية الآشـورية ( زوعـا ) أو أي تنظيم آخـر ، مـادام هذا شـأن لاعـلاقة لـي بـه ، لأنـه لايمسـني بشـئ ، خصوصا وإنـني لسـت منتـميا أو حتى مؤيـدا بالمطلق لأي تنظيم لشـعبنا أو غيـره . . وبالنسـبة لزوعـا بالذات ، فحقيقـة أنا أتـفق مع منطلقاتـها في أمور تخص ترسـيخ وحـدة شـعبنا ، ولكن في الوقت نفسـه أنـا أختـلف معـها في أمـور تـتعلق بالممارسـات ، وهـذا ليس مخفيـا فقـد كتبت عـنه ، وكان فيـه مـا إرتاح لـه المسـؤولون في زوعـا ومـالـم يعجبهـم ، فأهملوا نشـر قسـم من مواضيعي في مواقع ( زوعـا ) أو تـم نشـرها ثـم حـذفت ، ومـع هـذا فإنـني لـم أحقـد على زوعا وبقـيت على رأيي بأنـها تنظيم مهـم وقـوي وراسـخ لشـعبنا لايمكن إهمالـه أو تجاوزه ، ومـن حقـها كجهـة سـياسية أن لا تـروج لـما تـرى فيـه أنـه لا يتماشـى مع منطلقـاتها .

بيـت القصيد مع الأخ حبيب
وبعـد هـذه الأيضاحات ، سـأدخل ( بيت القصـيد ) الذي دعـاني إلى كتابة هـذا الموضوع ، وهـو مـا جاء في موضوع الأخ حبيب تومـي ( نأمل أن لا تـتورط حركة الزوعـا في متاهـات تـقويض كنيسـة المشـرق ) إذ يـقول :

" . . . من هنا كانت الحملة التي عرفت بنداء الى الآباء الروحانيين للكنيسة الكاثوليكية الكلدانية ليقوموا بدور معين ضد رأس الكنيسة ، والى شرذمة الكنيسة وتقسيمها الى اوصال مشـتـتة .
وقد حشدت حملة لجمع التواقيع لتأييد هذه الحملة التي كانت اشبه ما تكون دعوة الى التمرد او العصيان ضد الكنيسة ، وبالذات ضد رأس الهرم الكنسي .
لكن التنظيم الفولاذي المتماسك لمؤسسة الكنيسة الكاثوليكية للشعب الكلداني ، قد احبط هذه المحاولة وهي في مهدها . دون ان يكون لها أي صدى او تأثير في الأكليروس الكنسي او في الوسط العلماني .
ويتحتم علينا ان نجيب على سؤال مداره :
ولماذا حركة الزوعا بالذات ؟
والأجابة :
ان معظم او جميع الموقعين من القوش مثلا كانوا من المتعاطفين مع حركة الزوعا او المجلس الكلدواشوري التابع لها او احدى تنظيماتها الأجتماعية او الثقافية التي تمولها الحركة ، اما المستقلين الذين وقعوا على تلك المذكرة كان توقيعهم بعد اتصال اعضاء من تنظيم الزوعا معهم وحثهم على التوقيع .
ومن هنا فإن الحملة كانت من تحت ابط الحركة الديمقراطية الآشورية وفق كل المعطيات المتوفرة . " .

هـذا الكلام ، لـه علاقة بـي أنا بالذات ، لأنني كنت شـخصا رئيسـيا في حملـة ترسـيخ وحـدة شـعبنا التي تناولها الأخ حبيب ، ولا أدري ماهـو السـبب الذي دعـاه إلى تكرار ما نشـره قـبل أشـهر عـدة عـن حملة وحـدة شـعبنا بعـنوان ( أضواء على النـداء التحريضي ضد البطريرك والكنيسـة الكلدانية ) وكانت عليه ردود وإيضاحات في حيـنه من غيـري ومـني ، ثم يأتـي هذه الأيام ليكرر ما كتبـه ويقحمـه في خلافاتـه الشخصية أو السـياسية أو العـقائدية مع زوعـا ، من دون مناسـبة لذلك ،

ويحـاول الأخ حبيب أيضـا ، أن ينصـب من نفسـه مدافعـا عـن جهات دينيـة ، في الوقت الذي أن هذه الجهات الدينية لم تـنتـقد الحملة ولم تـعتبرها موجهة ضدها ، لا بـل بيـن رجـال الدين ، كبـارا وصـغارا ، مـن زودوا القـائمين على الحملة بعـنوانين رجـال الدين من مختلـف الطوائف المسـيحية لأرسـال النـداء إليـهم ، وهـم بشـكل عـام إمـا إمتـدحوها أو أبدوا ملاحظات بناءة ومفيـدة في شـأنها جـرى الأخـذ بغـالبيـتها ، و تـم نشـر قسـم من رسـائلهم وملاحظاتهم في حين لم ينشـر قـسم آخـر لأن مرسـليه إعـتبروه خاصا لأطلاع أعضاء لجنة نـداء وحـدة شـعبنا . . وأكـدوا جميعـا على ضرورة الإعـتماد على أبناء شـعبنا ( من كل الطوائف ) في داخل العـراق وخصوصـا حيث سـهل نيـنوى وما جاوره ، وعـدم الأهتـمام بالمشـاريع التي سـتذوب مع الزمن للذيـن يدعـون إقامة مراكز قومـية في سـانتييغو أو شـيكاغـو أو بلـدات ومحـلات في ديتـرويت أو مقاطعـات في جزيرة دانماركية أو حضارات بابلية وآشـورية ورهاويـة في كنـدا وأسـتراليا ونيوريلنـدة ودول أوروبيـة . . ألخ لأن بقـاء شـعبنا بمراكزه القومية وبلداتـه ومحلاتـه ومقاطعاتـه وحضاراتـه . . هـو بـبقائه شـامخا في دياره العـراقية وزوالـه هـو بزوالـه مـن دياره العـراقية ، لأن هـنا يكمن الماضي والحاضـر والمسـتقبل لاغيـر ، أمـا الأسـتنسـاخ ومـا شـابهـه فهـو ضـرب مـن خيـال السـراب وخـداعـه ، وتجاوز على كل المفاهيـم القوميـة التي تربط الشـعوب بأرضـها . .

ولكي أؤكـد أن ما جاء في موضوع الأخ حبيب بعـيد عن الحقـيقة ، سـأتـناول جوانب من الحملة الوحدوية التي قامت بـها مجموعـة مـن أبنـاء شـعبنا الغيـورة على وحـدة أمتـها وكرامتها ومسـتقبلها . . مـع التركيـز على الأمور التي تناولها . .

الحكم على الحقيقة للقـراء
بـداية ، أعيـد نشـر البيان الذي جـرت بموجبـه حملة نـداء ترسـيخ وحـدة شـعبنا ، لـنحتـكم إلى القـراء في شـأن مـا إذا كان قول الأخ حبيب التالي صحيحا ( . . الكلدانية ليقوموا بدور معين ضد رأس الكنيسة ، والى شرذمة الكنيسة وتقسيمها الى اوصال مشتتة . . هذه الحملة التي كانت اشبه ما تكون دعوة الى الـتمرد او العصيان ضد الكنيسة ، وبالذات ضد رأس الهرم الكنسي . )

( نــداء الى الاباء الروحانيين وابناء الكنيسة الكلدانية )
آباءنا الاجلاء في الكنيسة الكلدانية المقدسة ، الحريصين على وحدة امتهم ، والى الاصلاء من ابناء الكنيسة الكلدانية الذين لم ولن يتخلوا يوما عن هدفهم الاسمى والمقدس في لم شمل طوائف هذه الامة وتوحيدها ، والعمل يدا بيد مع ابناء الكنائس الاخرى في احقاق حقوق ابنائها في دستور العراق المنتظر ، كاملة غير منقوصة .
اباءنا واخوتنا بالامة :
لقد عاش اباؤنا على تراب هذا الوطن قبل ان يكون التاريخ ، وكانوا هم تاريخه وحضارته ، وشهدوا للانجيل لاكثر من عشرين قرنا ، تحت وطأة الاضطهاد والقتل والتشريد ، ومع هذا ثبتوا على ارضهم ومبادئهم واستطاعوا ان يسلمونا الوديعة ، واليوم حيث الظروف مهيأة لنا اكثر من اي وقت مضى ، بفعل المتغيرات الدولية وتحت شمس الحرية والديمقراطية التي اشرقت على شعب العراق . ولكي نثبت حقوقنا في دستور العراق الدائم ، علينا ان نتحد ونعمل معا بجميع طوائفنا لتحقيق ذلك ، ويجب ان نتذكر دائما بان حقوقنا برغم الديمقراطية ، سوف لن تقدم لنا من قبل الاخرين على طبق من ذهب ، ان لم نكن نحن المطالبون بها والمصرون على تثبيتها ، هكذا هي الحياة . وعلينا ان لا ننسى بان هناك من يريدنا مشتتين لصهرنا ومن ثم لتحقيق مطامعه في قرانا وارضنا التاريخية .
انه لمن المؤسف جدا قيام البعض من الاحزاب والافراد بالجذف بعكس التيار القومي الوحدوي الذي هو امنية الاغلبية ، ولأسباب عديدة ، فمنهم من هو مدفوع من قبل الغرباء ويخدم مصالحهم ، ومنهم بسبب عدم الالمام بمجريات الامور على الساحة العراقية ، او لسوء تقدير خطورة الموضوع ، واخرون بسبب قصر النظر او التعنت بين هذا وذاك ، والبعض لاسباب ومصالح شخصية .
وهكذا وجد الغرباء وبعض المنتفعين فرصتهم المواتية لخرق صفوفنا وبث سمومهم بيننا بواسطة اناس مأجورين من شعبنا مستغلين بهذا مشكلة التسمية ، واعتبر البعض من ابناء امتنا مشكلة التسمية بانها الجوهر ، وأن كانت باعثة على التمزق ، وكأن التسمية هي اهم من الشعب نفسه وحقوقه ، فافردوا لهذا الموضوع مساحة كبيرة من جهودهم ، التي لو استثمروها في الاتجاه الايجابي لحققت لنا مكاسب لايستهان بها.
وسرعان ما تفشى هذا الوباء بين ابناء امتنا ليصل حتى الى بعض مثقفينا للاسباب التي اوردناها اعلاه ، ليبدأوا جدلا تائها ونقاشا عقيما ، ادى الى تشنج المواقف وتوسيع الهوة بين فصائلنا بدلا من تضييقها وردمها ، ومع هذا ظل معظم المثقفين والغيارى من ابناء امتنا ينظرون الى هذا الموضوع (التسمية) كونه ثانويا قياسا بالعمل من اجل اقرار حقوقنا وتثبيتها في الدستور الجديد ، ومحاولين تجاوز المشكلة بالحكمة والتحاور العقلاني لما يحقق المصلحة العليا لشعبنا .
هذا ، في الوقت الذي كان امل ابناء امتنا ان تواصل الرئاسات الكنسية لطوائفنا موقفها الداعم لوحدة شعبنا ، وخاصة رئاسة الكنيسة الكلدانية التي ينضوي تحت خيمتها اكبر نسبة من ابناء امتنا ، ولم يخطر يوما ببالهم بان تتدخل هذه الرئاسة لألهاب الساحة القومية ، وتنجرف في تيار تفريق امتنا وتشتيتها .
ان الرسائل المنسوبة الى غبطة البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلي الى الحكومة العراقية والجمعية العراقية ولجنة كتابة الدستور ، والتي نشرتها بعض وسائل الاعلام ، وادعى مروجوها بانها بختم البطريرك وتوقيعه ، تعتبر طعنا واضحا وصريحا في وحدة امتنا وكذلك في الوحدة المنشودة لكنيستنا المشرقية العريقة ، وهي خطوة – ان صحت - على طريق المزيد من الفرقة والشقاق بين ابناء الشعب الواحد ، التي سوف تشتت الجهود المطالبة بحقوقنا وبالتالي سوف يخسر شعبنا فرصته التاريخية التي لا تعوض على ارض ابائه ، ان ارضنا وشعبنا على هذه الارض هما هويتنا ووجودنا ، وليس المهجر والشتات في ارجاء المعمورة . وبالاضافة الى كل هذا فان هذه الرسائل خلقت حالة من الارباك بين ابناء شعبنا، لسببين.
اولا : لحد الان لم يصدر اي تصريح رسمي من البطريركية بنفي الرسائل المزعزمة .
وثانيا : ان جميع ابناء الكنيسة الكلدانية ومعهم بقية ابناء شعبنا واثقون من موقف غبطة البطريرك مار عمانوئيل الثاني دلي الداعم لوحدة شعبنا ، اسما وهدفا ومصيرا ، والتي جسدها في رسالته الرسمية الى مجلس الحكم (السابق) والصادرة من البطريركية بعدد 25 في 22 كانون الثاني 2004 ومما جاء فيها :
( . . . إنـنا نحن المسيحيين " كلدوآشوريون " أصحاب الحضارة واللغـة السريانية أبناء هذا الوطن منذ عـهود بعـيدة نعـمل مع إخواننا المسلمين واليزيديين والصابئة يـداً واحدة وقلباً واحداً من أجل تقـدم وإزدهار العـراق ورفاه أبنائه ونطالب بالأعـتراف بحقـوقـنا المشروعـة الدينية منها والثقـافية والأجتماعـية والسياسية كاملة في دسـتور العـراق الجديـد).
وبعد اقل من شهر من نشر الرسائل المزعومة جاءت تصريحات غبطته التي عـرضتها قناة الشرقية في شهر تموز ( الماضي ) منسجمة مع هـذا الأتجاه الوحدوي السليم حيث أكد غبطته أنه رئيس المسيحيين الكلدان والطائفة الكلدانية وأن رجال الدين لهذه الطائفة لا يتدخلون في السياسة أبدا لا في الأحزاب ولا يقـودونها لأن ذلك يتعـارض مع مهماتهم الدينيـة . .
ان الدور عليكم الان يا اباءنا الاجلاء ، ويا اخوتنا في الامة ، يا من تجري في عروقكم دماء بابل واشور ، وقلوبكم تنـبض بمحبة المسيح ، وعقولكم تنيرها تعاليمه . ان غبطة البطريرك يجب ان يمثل اراءكم انتم والجموع التي هي مع وحدة هذه الامة ، لا ان يكون رأي قلة قليلة متعنـتة مفرقة او تلك التي تلهث وراء منافعها الشخصية وخدمة الغرباء ، صوت البطريركية يجب ان يكون صوتكم انتم وصوت الامة ، صوت المحبة ، صوت الوحدة ، صوت الحق والاكثرية التواقة الى العمل سوية مع اخوتنا من الكنائس الاخرى لتثبيت حقوقنا ، لا ان يكون صوت الذين حادوا عن الطريق ، ويريدون تقسيمنا الى قوميات ، والذي سيؤدي الى انهاء وجودنا على ارضنا التاريخية . ان المسيحية التي تجمعنا مع ابناء امتنا بالاضافة الى التاريخ واللغة والتراث وارض الرافدين ، هي اكثر بكثير مما يفرقنا من اسماء لكنائسنا .
فان صحت الرسائل المزعومة _ واملنا ان لا تكون صحيحة _ يكون غبطة البطريرك قد تغاضى عن كل هذا ، وهو بذلك يصبح في مجال الحملة لتمزيق اوصال امتنا من خلال رسائله هذه ، لذا فاننا نعول على كافة الغيارى من اباء الكنيسة الكلدانية وابنائها بالوقوف سدا منيعا امام هذه الحملة الظالمة ، والمبادرة لمناشدة غبطة البطريرك ليكون مع الوحدة كما الفناه ، لان هذه الحملة سوف لن تجلب لشعبنا غير الخسارة ومزيدا من الانحسار على ارض وطننا الام ، اننا نناشدكم ايها الاباء والاخوة بالدفاع عن وحدة امتنا بكل قوة ، لانها عاملا اساسيا لابد منه لترسيخ وجودنا في ارض الوطن ، وانها تمثل استمرار الشهادة للانجيل على هذه الارض وطريق الخلاص للجميع ، واملنا ان لا يؤدي الامر الى انقسامات في كنيستنا الكلدانية ، والذي لا نتمناه ان يحدث ابدا قبل ان تكون رئاسة كنيستنا الموقرة قد اصلحت هذا الخطأ الذي سيكلف كنيستنا وبالتالي امتنا انقساما اخر نحن بغنى عنه .
ان الموقعين ادناه يمثلون فقط عينة من الغالبية المؤيدة لوحدتنا القومية . وانطلاقا لما يمليه علينا ضميرنا نحن ابناء الكنيسة الكلدانية وحرصنا الكبير على مصلحة امتنا وكنيستنا نقترح الخطوط العريضة التالية لحل هذه المعضلة:
1. نهيب بالسيد البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلي بتجاوز رسائله (المزعومة) المرسلة الى المسؤولين في الحكومة العراقية ، وقيامه بمباركة وحدتنا القومية ، ومباركة خطوات الأخيار من ابناء امتنا في ادخالنا في دستور العراق كمجموعة قومية واحدة . والابقاء حاليا على التسمية الكلدواشورية التي تم تبنيها سابقا من قبل غبطته . واستمرارها في الدستور كما ورد في مسودة الدستور العراقي التي نشرتها جريدة الاتحاد (28 تموز 2005) الناطقة بإسم الاتحاد الوطني الكردستاني (الباب الاول :...... ويقر هذا الدستور الحقوق المشروعة للقوميات التركمانية والكلدوآشورية والارمن)
2. في حالة ان غبطة البطريرك مار عمانوئيل الثالث يرغب الالتحاق بالعمل السياسي الذي بدأه من خلال رسائله هذه ، لذا فان الواجب يدعوه لاكمال المشوار حتى نهايته ولكن مع موقف الغالبية من طائفتنا الكلدانية الداعية الى مواصلة التزام الوحدة . وإن كنا لا نتمنى لرجال كنيستنا ان يجرهم تيار السياسة ، بل ان يبقوا محصنين بتلك الهالة الروحية المقدسة التي يمنحها شعبنا لهم . وكما جاء على لسان غبطة البطريرك بانهم لا يتدخلون في السياسة لانها تتعارض مع مهامهم الدينية .
3. الدعوة الى عقد مؤتمر موسع برئاسة غبطة البطريرك وعضوية ممثلي طوائف شعـبنا الاخرى في العراق ، وممثلي احزابنا ومجالسنا المختلفة والشخصيات المستقلة والمنظمات الاجتماعية والمدنية .
4. يناقش المؤتمرون موضوع ادخال شعبنا في الدستور كمجموعة قومية واحدة وبأسـم واحد وليس كثلاث قوميات وبأسماء تشـتـتية هي ذات دلالات طائفيـة مفرقة ، مع التأكيد على طلب أستحداث منطقة (محافظة) في سهل نينوى تجمعـهم بقـدر الأمكان ، خصوصا أنهم كانوا في محافظة واحدة ( لواء الموصل ) قبل تقسيم اللواء الى محافظتين علما أن قانون أدارة الدولة يسمح بتعديل حدود المحافظات وأستحداث وحدات أدارية جديدة .
5. نقترح ان يناقش المؤتمرون رسالة السادة مجلس مطارنة نينوى ، وتبنيها كاحدى الوثائق الرسمية الى الجهات المعنية في الحكومة والجمعية الوطنية العراقية ، لما تحمله هذه الرسالة من شعور وحدوي عميق ، وروح مسيحية نقية وسامية .
6. نقترح ان يعقد المؤتمر تحت شعار " مؤتمر المحبة والمصالحة والوحدة القومية " .
7. بالنظر للظروف الامنية الصعبة في بغداد ، بالامكان عقد المؤتمر في احدى بلداتنا ، مثل بخديدا ، تللسقف ، برطلة ، القوش ، تلكيف ، كرمليس او عنكاوا .)

هـذا هو نص النـداء الذي جرت بموجبه حملة ( جمع جمع التواقيع لدعم وترسـيخ وحـدة شـعبنا ) وشـخصيا لا أجد فيه شـيئا مـما ذكره الأخ حبيب ، إلا ّ إذا إسـتخدمنـا النوايا والمواقف الشـخصية والحاجـة الذاتية في تفسـير الأمـور . . وأيضا ، إلا ّ إذا إعـتبرنا إنـتقاد ممارسـات رجال الدين سـلوك محـرم ، على رغـم أن ديـننا المسـيحي لا يعـطي حصانة مطلقـة لرجاله مـهما كانت منـزلنهم . . ونحن منـذ الصغر كنـا دائما نسـمع من آبائنـا ( إسـمعوا أقوالهم ـ المسـتمدة من الأنجيل ـ ولا تفـعلوا أعمالهم التي يمارسـونها في حياتهم العاديـة ) . . ولـذا ، هل إبـداء الرأي في ممارسـة مـا لرجـال الدين يمثل عصيانا ضد رأس الكنيسة ، و شرذمة الكنيسة وتقسيمها الى اوصال مشتتة . . و دعوة الى التمرد او العصيان ضد الكنيسة ، وبالذات ضد رأس الهرم الكنسي . ؟ . . نعـم ، يمكن أن يكون هـذا صحيحا ، إذا حددنا موقـفنا من رجال الكنيسـة بمنطق العصور الوسـطى وحرق المعارضين . . فهل ياأخ حبيب ، أنت تتحدث معـنا بعقلية العصور الوسـطى أم بديموقراطية النرويج حيث تقـيم وتعيـش أم بواقع تشـتت شـعبنا الذي تزداد مأسـاته يوما بعـد آخـر ويرغم على هجرة أرضـه وتهضـم حقـوقه وتسـلب إرادتـه بحيث لم يصل إلى البرلمان العراقي في الأنتخابات الأخيرة إلا نائب واحـد منتخب من قبلـه ؟ ! !

ونؤكـد أن البيـان ليس تحريضا وموجها ضـد أحـد من كنيسـتنا ، كبيرا أو صغيـرا ، وكان مؤثرا في أوسـاط شـعبنا ، ومنها أوسـاط كنائسـنا ، بدليل رسـائل التأييد التي وصلت لجنة النـداء من رجال من الكنيسـة ، كبارا وصغـارا ، أثـنوا على البيـان وأيدوه ، وقسـم من هـذه الرسـائل منشـور مع إصدارات الإعـلام اليومي لنـداء وحـدة شـعبنا وأطلع القـراء عليـه ، ويمكن لمن يشـاء مراجعـة المنشـور عن حملة النـداء في المواقع ، ومنها موقع ( تللسـقف ) الذي خصص حقـلا خاصا بعـنوان ( منبر وحـدة شـعبنا ) ولا يزال الحقل موجودا بارزا في الموقع ويتضمن كل ما نشـر عن لجنـة النداء ، ويمكن الرجوع من خلاله إلى كل ما يتعـلق بالمنشـور عـن هـذه الحملة التاريخية التي مثلت تحركا مهمـا لأجـل ترسـيخ وحـدة شـعبنا الأزليـة .

الحملة شـعبية ومسـتقلة
وقـد خلط الأخ حبيب تومي ، من دون إدراك للحقيقـة ، بين حملة نداء ترسـيخ وحدة شـعبنا والحركة الديموقراطية الآشـورية . . ولتوضيح الأمور والتأكيد أن الحركة الديموقراطية الآشـورية لم يكن لهـا دخـل في الموضوع ، نشـير إلى بعض الحقائق ونحن على إسـتعداد لتوضيح المزيد لمـن رغب وطلب ذلك من خلال أسـئلة معـينة ومحـددة . . يقـول الأخ حبيب (ويتحتم علينا ان نجيب على سؤال مداره :
ولماذا حركة الزوعا بالذات ؟
والأجابة :
ان معظم او جميع الموقعين من القوش مثلا كانوا من المتعاطفين مع حركة الزوعا او المجلس الكلدواشوري التابع لها او احدى تنظيماتها الأجتماعية او الثقافية التي تمولها الحركة ، اما المستقلين الذين وقعوا على تلك المذكرة كان توقيعهم بعد اتصال اعضاء من تنظيم الزوعا معهم وحثهم على التوقيع .
ومن هنا فإن الحملة كانت من تحت ابط الحركة الديمقراطية الآشورية وفق كل المعطيات المتوفرة . " .
أولا ، أن بداية الفكرة تبـناها كل مـن : نوئيل رزق اللـه و سـالم كجوجة و سـامي بلـو وجميـل روفائيل وعصـام المالح وماجد شـمعـون
وأسـأل الأخ ، كم من هؤلاء السـتة يوجد في عضوية زوعـا ؟
وقام هؤلاء السـتة بإعـداد مسـودة البيان التي تضمنت خطوطا أولية للأفكار ، وتم إرسـالها في 10 / 7 / 2005 إلى نحو أربعين شـخصا من المعروفين بكتاباتهم القومية لمناقشـة المسـودة وأستطلاع رغبتهم بالإنضمام إلى حملة وحدة شـعبنا ، ولا أتذكر إن كان الأخ حبيب من الذين أرسـلت لهم أم لا . . فإن لم يكن قد أرسـلت لـه فإنه كان خطـأ غير مقصـود من اللجنـة . . وقد وردت الأجوبة مع الملاحظات وطلب الإنضمام إلى الحملة من الأخوة التالية أسـمائهم الذين أعتبروا لجنة تحضيرية للحملة وأن يقـوموا بمناقشـة المسـودة بروح ديموقراطية توافقيـة أخوية بناءة وصياغة النداء النهائي وتوزيعـه لبدء الحملة . .

وهؤلاء الأخوة هم : بطرس حلبي و مدحت البازي و سعيد اسـطيفانا وشـوكت توسـا وجلال برنو و نزار ديراني ووسـام كوسـا ويوسـف أوراها ياقـو ولنـدا سـالم وميخائيل مـمو ومـارد البازي و أنـدرو تيـرو وكامل زومايـا و كريم وردوني و أديب جرجيس وكريم يلـدكو وسـعيد نـونا وباسـم بلـو و باسـم روفائيل و صبحـي حـداد وسـفر الصـفار وسـالم اسـطيفانا و اسـماعيل قـودا وصـبري أسـطيفانا وفائـق بلـو ولويـس جمـا ويوسـف يوسـف وموفـق عـوصجي . . وإسـتمرت المناقشـة نحو شـهر حيث بدأت الحملة الجماهيرية بتوزيع النداء على المواقع في 8 / 8 / 2005 .

والحقيقـة أنه يوجد بين هؤلاء من هم أعضاء في زوعـا أو يؤيدون زوعـا ، مثل ما هو موجـود بينهم من المسـتقلين والشـيوعيين واليسـاريين والأحزاب والتنظيمات الأخرى . . والسـؤال إلى الأخ حبيب : كم هو عدد أعضاء زوعـا ومؤيديها بين هـذه الأسـماء ؟ وثـم ما هو المانع من وجـود أعضاء زوعـا ضمن الحملة مادامـوا يلـتزمون وحدة شـعبنا بالشـكل الذي ورد في صيغـة الـنداء الذي إتفق عليه أعضـاء اللجنة التحضيرية ؟ بوضوح ، نحن سـواء أتـفقنا مع زوعا في أمـور وأختلفنـا معـها في أمور أخرى ، فإنـنا نعـتبر زوعـا من التنظيمات الرئيسـية لشـعبنا ويجب أخـذها في الأعـتبار والمشـاركة في القضايا التي تخص شـعبنا . . وأي محاولة لعـزلها بأي ذريعـة كانت فإن نتيجتها سـتكون إلحـاق الأضرار بشـعبنا ، وهو مـا أنا شـخصيا أعارضـه على رغـم إختلافي مع زوعـا في أمور عـدة .

هـذا واقع ألقوش
ومادام الأخ حبيب تطرق إلى ألقوش بإعـتبارها بلدتـه ويعـرف أهلها جيـدا ، ولـذا فهو يقـول : ( ان معظم او جميع الموقعين من القوش مثلا كانوا من المتعاطفين مع حركة الزوعا او المجلس الكلدواشوري التابع لها او احدى تنظيماتها الأجتماعية او الثقافية التي تمولها الحركة ، اما المستقلين الذين وقعوا على تلك المذكرة كان توقيعهم بعد اتصال اعضاء من تنظيم الزوعا معهم وحثهم على التوقيع ) فـإن حديثنا سـيقتصر على ألقـوش ، وسـأتناول هذا الكلام مقسـما إلى فـقرات . .

إن أسـماء الموقعين من ألقوش منشـورة ، ويمكن الإطلاع عليها في المواقع ، ومنها ( منبر وحدة شـعبنا ) في موقع تللسـقف ، فنرجو الأخ حبيب ، أن يحسـب عـدد الموقعين من ألقوش وينشـر أسماء المنتمين إلى زوعـا بينهم ، لنـرى أولا نتيجة حسـابه ، وثانيا ليقـرأ الذين يتصورهم من زوعا رأيـه ، ليوضح من ليس منها أنه متوهم بالنسـبة إليه ، وحينئذ ستظهر النتيجة التي لا تقبل الشـك ونحن مسـبقا نقبـلها . .

بالنسـبة لتبعـية المجلس الكلدوآشـوري لزوعـا بحسـب علمي ليسـت صحيحة ، قد يكون يوجد تحالف بين الطرفين ، ولكن التحالف لا يعني أبدا التبعـية ، فكل التنظيمات تتحالف على النقـاط المشـتركة بينـها . . ومع هـذا فالأفضل أن يرد المجلس ، بأعـتباره أولى بذلك ، على هذا الأتهام بالتبعيـة .

بالنسـبة لوجود تنظيمات إجتماعية أو ثقـافية تمولها زوعـا ، فهـذا ليس امـرا غـريبا ، لأن كل التنظيمات الرئيسـية تـقوم بتـمويل تنظيمات ثانوية تابعـة لهـا . . ومن دون شـك أن هذه التنظيمات تتبع من يمولـها .

أمـا إتصال لجنـة النـداء بالأخوة في ألقوش ، فأرجو أن يعلـم الأخ حبيب ، أن هـذا الأتصال لم يكن عن طريق زوعـا أو أعضائها إطلاقـا لأنه كان يتم من خلال أخي باسـم روفائيل ( من تللسـقف ) وهو لـه فكره السـياسي الذي لا علاقة له بزوعا ، ولكن بطبيعـة الحال كان يتصل بالجميع من دون التركيز على أحد أو تجاهل أحـد ، لأن من حـق الجميع أن يعـبروا عن رأيهم بالحملة لترسـيخ وحدة شـعبنا ، إيجابا أم سـلبا .

وللعلم ، فإن كل الآراء والملاحظات التي جاءت في شـأن المسـودة الأولية الموزعـة للنداء ، ومنها آراء المعارضين للحملة الذين كتبوا إلى اللجنة موضحين مواقـفهم ، تـم أخذها في الإعـتبار والإسـتناد عليها من أجل إيجاد قاسـم مشـترك توافـقي بينها جميعـا في الصيغة النهائية لنـداء وحدة شـعبنا ، وتم توجيه النداء ، بنـاء على إتفـاق الآراء والملاحظات التي وردت إلى اللجنة ، إلى ( الآباء الروحانيين ) لكل الطوائف لأن الوحـدة تهمهم جميعا مع التركيز على ( أبناء الكنيسـة الكلدانية ) لأنهم الغالبية بين كنائسـنا في العراق ، وقمت أنا بتخويل من اللجنـة بإجراء تعديلات واسـعة على المسـودة الأولية بناء على كل الأقتراحات التي تسـلمتها اللجنة ووضعت الصيغـة النهائية لنـداء وحدة شـعبنا الذي تـم نشـره وعـرضه جليـا أمام كل من أراد الإطلاع عليه في حينـه والآن وفي المسـتقـبل ، لأنـه سـيثبت لكل متشـكك بـه أنـه على وهم جسـيم وأن الحملة كانت لمصلحة كل شـعبنا من دون إسـتثناء لأحـد . .

وكمثال على الآراء التي وصلت اللجنة ، رأي الأخ الشاعر والفنان لطيف بولا ( لا بد أنك ، اخي حبيب ، تعرفه وتعرف إتجاهه ) وفيـما يلـي نصـه :

اخوتي الاعـزاء
وحدة شعـبنا يجب ان تفرضها ارادة شعـبنا اذا اراد البقاء . وهذه الارادة تجسدها اقلام وحناجر واعـمال الرجال المخلصين من ابناء شعـبنا الكلدو اشوري السرياني , وقلنا سابقا طالما نحن متـفقون على وحدة شعـبنا فلن تكون الاسماء حجر عـثرة . ولكن المسؤولية التاريخية تقع على الذين يختـلقون الاعـذار والحجج لزرع التفرقة بغـية تقسيم شعـبنا بعـد ان دمرته المذهبية عـبر عـدة قرون ، هؤلاء المخربون بدافع جهل او ا لمصلحة الشخصية او لإرتباطهم بجهات معـينة تملي عـليهم شروطها في تفتيت شعـبنا ويكون بمثابة العـبد المطيع قي تنفيذ اوامرها .
عـلينا جميعـا ان نرفع اصواتنا عـبر كل وسائل الاعـلام لنقف بوجه هؤلاء المخربين صفا واحدا وهدفا واحدا لنبرهن على اصالتنا ومن لايشعـر باصالته ليذهب الى الجحيم ويترك شعـبنا يحقق طموحاته بالوحدة وعلى ارض اجداده .... وكفانا الله شر ............ ؟
الشاعـر والفنان
لطيف بولا / القوش

وهـذه رسـالة أخرى مـن الشاعـر بطرس حلبي

أخي الكريم جميل روفائيل
تحايا خالصه ومودة

أما بعد
طالعت رسالتك الأثيرية الآن بعد عودتي الى البيت فسرتـني اولا أنها من أخي الفاضل جميل , ولأنها تـتـناول هاجسا ملحا لطالما يشغلنا الآن جميعا ونحن أمام هذا المفترق التاريخي الصعب إذ يضع الأخيار والأشرار معا في إمتحان ومراهنة على مستقبل الوطن العزيز  ومصير شعبنا ـ قومنا ـ الضائع بين دعوات الصالحين وبدعات المضللين .
فنحن أيها العزيز جميل قدر لنا أن نحيا في زمن عز على أصحابه أن  يميز بين خداع وتضليل بنات آوى ودعاوات الاخيار وألفضلاء من أبناء قومنا المستضعـف , فما نقرؤه اليوم عن موضوع التسمية مثير للقرف في بعض جوانبه , إلى حد التـقيؤ . لا منهجيه ولا دراية في أصول البحث التاريخي ولا خلفية ثقافية في هذا الميدان ترشـد الرؤية , فيطلقون أحكاما على عواهنها بعيدة عن روح المنطق ومجافية لكل قواعد البحث الثقافي والأصول المعرفية , فإليهم أقول وأشدد بأننا يا قوم قوم واحد تباعدت أصوله بسبب العامل التأريخي وتصارع المصالح الذي قاد النازحين إلى مغادرة القبيلة إلى أصقاع جديدة مع الإحتفاظ بكثير من مقومات القبيلة الأم من لغة وعادات وتقاليد وتشابه في ألسحنة ثم تأتي المسيحيه لتعطي عنصرا مهما في المحافظة على هذه الألـفة وديمومتها.
فبحكم إختصاصي بلغة وآداب العرب وثقافتهم وتقاليدهم ومعرفتي بأصول ما يسمى بعلم النسب عند العرب في دراسة تأريخ قبائلهم وبطونها وأفخادها , يمكن أيضا دراسة تاريخ إنتمائنا القومي الذي نعتز به ونفتخر دراسة إنثربولوجية ليس فقط على أساس السند التأريخي الموثق والذي نفتـقر اليه كثيرا وحتى إذا وجد على شحته فلا نستطيع أن نسلم به تسليما مطلقا , بل أن نعطي اهمية لعوامل تأريخية متحركة نحملها معنا حية كاللغة المشتركه وتشابه السحنة والعادات  والتقاليد والمصير المشترك. . إنطلاقا من هذا كله نستطيع أن نخرج بحصيلة  ترضي القلب والعقل وتحمي وحدتنا التي نحن بأمس الحاجة اليها في هذا الزمن الصعب , فبوحدتنا نملي على الآخرين أن يفهموا ويقروا بدورنا ووجودنا التأريخي على أرض وطن الأجداد الذين حملوا للبشرية فجر الحضارات الأولى ,أو أن نسهل لمضطهدينا إحكام جزمهم على رقابنا جميعا دون تمييز ... فأي الحكمين يرضى به إخوتنا اليوم .

أنا معكم أيها الأخوة في ندائكم المخلص , أرجو أن يصيخ المتجادلون من أبناء أمتنا لمنطق الدراية والعقل قبل أن يستحق بهم القول .. ولات ساعة ندم .
أخوكم في الهم بطرس حلبي


ولدينا رسـائل مماثلة من الأخ جلال جمـا والأخ هـرمز أبـونا وآخـرون ، ومن تللسـقف و قام بتوحيد الآراء وإرسـالها لنـا الأخ باسـم روفائيل . . وغيرها كثير . . هل أن أحـدا من هؤلاء ينتمي إلى زوعـا ، أم مؤمن بفكـره وقناعـاته تجاه قضايا شـعبنا المصيرية . . وهل يمكن أن نتهمهم بسـبب هذا الأيمان الوحـدوي أنهم متعاطفون أو تابعـون لزوعـا ؟ ؟ وهل بمفهومـك يا أخي حبيب ، أن كل من يسـعى إلى وحـدة شـعبنا بإسـم واحـد بعـيد عـن الطائفية ، هـو من أعـضاء زوعـا أو من مؤيديـها ؟ ؟ وأكتفي بهـذا القدر من الرسـائل لأن المجـال لايتسـع لأكثر وأحتـفظ بالكثير منها لوقت الحاجـة ، وأنتظر جواب الأخ حبيب ، إن كان لديه مـا يجاوب بـه .

ضرورة إلتـزام الدقـة
ومع أنـني أعـتبر غالبيـة كتابات الأخ حبيب مفيـدة ، على الأقـل بمـا تفتحـه من مجـال للنقـاش وإبـداء الرأي والبحث ، ولكن الذي ألاحظه أنـه أحيـانا لا يلتزم الدقـة في القضايا التي يوردها ، فمثـلا ، في أحد مواضيعه ( الفكر السياسي الكلداني والآشـوري تحت المجهر ـ 1 ) يقول " وكان الكلدانيون يشـتركون في الحياة السياسية للعراق ومن بين الشـخصيات التي فازت في الأنتخابات بعضوية مجلس النواب يوسـف غنيمـة ، وعبدالجبـار الخياط وأنطـون شـماس وفتح اللـه سـرسم ويوسـف عبدالأحـد وغيرهم " والحقيقة أنا لا أعـرف متى كان هؤلاء نوابـا ، وبحسـب معلوماتي أن يوسـف غنيمة كلداني وأن فتح اللـه سـرسم سرياني أرثوذكسـي ( يعقـوبي ) ، أما الباقي فلا أعـرف عنهم شـيئا .

ولكن بحسـب معلوماتي ، أنه في العهد الملكي كان مخصصا سـتة نواب للمسـيحيين ( من بين مائة نائب كان يتكون منهم البرلمان العراقي في ذلك الوقت ) وكان للواء الموصل 3 وللواء بغداد 2 وللواء البصرة 1 ، وبالنسـبة للموصل كان غالبا أحد النواب كلداني ( وكان في أوائل الخمسينيات نجيب الصائغ ) والنائب الآخر سرياني أرثوذكسي ( وكان متي سـرسم ) والثالث سرياني كاثوليكي ( وكان توفيق السـمعاني ) ما يعني أن في الموصل يتم تقسـيم ثلاثة نواب بين ثلاثة طوائف ، ولم يكن أبدا الثلاثة من طائفة واحدة ، في حين لا علـم لـي كيف كان حال النواب المسيحيين في بغداد والبصرة .