| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جميل روفائيل

 

 

 

 

الخميس 24 /5/ 2007

 

 


دمعـة غـزيرة واعـتـزاز دائـم بالمـرحـوم عـبدالـرزاق صـادق ماميـزا


جميـل روفائيـل

عـرفت عـبدالرزاق صـادق مـاميزا ، منـذ سـنوات طويلـة ، ليس كصـديق فقـط وإنـما أيضـا كإنسـان أُعـجبـت بـطبعـه وسـلوكه ومـواهبـه ، فعـلى رغـم بنـيتـه الضـعيفة ومتـاعبـه الجسـدية ، إلاّ أنـه كـان مـرحا وطيـبا وصـلبا في أفكـاره ومـواقفـه خصـوصا السـياسية منـها حيـث لـم يـتـغير أو ينسـحب أو يـهادن أبـدا عـن مبـادئه الشـيوعية التـي آمـن بـها بقـناعـة ورؤيـة واقعيـة ، على رغـم تـقلـب الظـروف والأحـوال .

أمـا مواهبـه ، فالحـق أقـول إنـني كنت شـديد الإعجـاب بـها ، فعـندما كنـّا نلـتقي فـي بيـادر تـللسـقف ، كـان يهمـني أن يتـحدث وأسـتمع إليـه ، فـي جـوانب إنسـانية وأدبيـة متـنوعة ، كـان قـديرا في توضـيح مبـادئه الشـيوعية والإنسـانية والتـذكر والتـأليف وقـرض الشـعر بالسـورث والعـربي ، لكـن الـذي لـفـت إنتـباهي دائمـا ، أنـه بقـي محتـفظا بـنـتاجاته ولـم ينشـر إلاّ القلـيل منـها . . مـا يتطـلب اليـوم جمـع أعمـاله الكـاملة مـن أوراقـه وأهلـه وأصـدقائه والذكـريات عـنه ، ونشـرها في كتـاب بـأسـرع وقـت قبـل ضـياعها ، كمـا ضـاعت أعمـال كثيـرة مهمـة لغيـره مـن أهـل تـللسـقف مـن قبـل .

عـندما كنـت في تـللسـقف خـلال أيلـول الماضـي ، تـألمت كثيـرا لمـا عـلمت أنـه أصـابه العمـى الكامـل ولا يمكنـه الخـروج مـن داره ، فـذهبت إليـه مسـاء بـرفقـة عـدد مـن الأقـارب ، وكانـت سـعادته كبيـرة لـزيارتي لـه ، وحـدثني طويـلا بثـقة عـالية بالنـفس والقـدرة على تحمـل المصاعـب ، وذكـر أن نظـره كـان رائعـا وفجـأة شـعر بـأنه يفـقده فـراجع الأطبـاء وأشـاروا إليـه إلى أنـه مـرض ( المـاء الأزرق ) وأنـه وصـل درجـة ميـؤوسـا منـها ولـن يفيـد العـلاج معـها بعـد ، وحصـل مـا حصـل .

كمـا تحدثـنا عـن شـعره بالسـورث والعـربي ، وأكـد أنـه يحفظـه كلـه وأخـذ يقـرأ نمـاذج منـه ، فقـلت لـه : لمـاذا لايكتـبه أحـد لـك وتنشـره ، فسـكت بـرهة ثـم أجـاب : لا أجـد حتـى الآن مـن يتـولى ذلـك وأنـا لـم يعـد فـي إمكـاني عمـل شـئ ، فـأقتـرحت علـى الموجـودين معـي الإهتـمام بـالأمر .

وأيضـا خـلال وجـودي في تـللسـقف ، عـلمت بـوجود دعـوة لـه وللأخ لطيـف بـولا بالمشـاركة معـا في برنامـج لقـناة ( عشـتار ) فشـجعـته على الذهـاب ، وعـند عـودتهمـا مـن عـنكاوا أكـد لـي الأخ لطيـف بـأنه كـان رائعـا خـلال البـرنامج ، ومـرحا يقـرأ شـعره ويتحـدث عـن نـوادره طـوال الطريـق مـن تللسـقف إلـى عـنكاوا ذهـابا وإيـابا .

وفـي الأحتـفال الـذي أقيـم فـي ألقـوش في آذار الماضـي بمناسـبة الذكـرى 73 لتـأسـيس الحـزب الشـيوعي العـراقي ، فـقـد أصـر عـبدالـرزاق بالرغـم مـن ظـروفه ، على حضـور الإحتـفال وإلقـاء قصـيدة فـي الحفـل بالمنـاسـبة صـفق لـه ولـها الحـاضـرون طـويلا .

لـقـد عـاش عـبدالرزاق سـنوات عمـره فـي تعـب ومعـاناة ، ولكنـه كـان دائمـا شـهما متـمكنـا مـن تجـاوز محنـته وآلامـه ، وتـرك أثـرا مـؤثـرا عـند كـل مـن عـرفه ، إضـافة إلـى نتـاجه المعبـر عـن نفسـه الأبيـة وقـدراتـه المعـنوية ومواهبـه الكبيـرة . . نعـم عـاش عـبدالرزاق قـانعا غيـر راغـب بالمظـاهر ، لكنـه كـان دائمـا قـويا بـارزا شـامخا راسـخا .

نـم قـرير العيـن بـرحمـة اللـه ومـآثـرك يـاعبـدالرزاق صـادق ماميـزا ، ويكفيـك راحـة أن الكـل آسـف عليـك ويـذكرك بالمجـد والإفتخـار والروائـع ، والتـعازي القـلبية إلى أهلـك وذويـك وأصدقائـك ومعـارفك . . فقـد كنـت عـزيز الكـل وسـتبقى كـذلك فـي ذكـراك دائمـا .

المعجـب بـك والمتـألم عليـك جميـل روفائيـل