نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جميل روفائيل

 

 

 

 

الجمعة 17 /2/ 2006

 


 

 

أين نحن والإساءات ؟ ورأيي في رابطة الأخ حبيب

 

جميــل روفائيــل

مسـاكين . . نحن مسـيحيو الشـرق الأوسـط ، كلما حدثت قضية مسـيئة ، حتى لو كانت في ( جزيرة الـواق واق ) ينبغـي أن نـنال حصـة من تبعـاتها العـقابية . . على رغم لاناقـة لـنا فيها ولا جمل ، أو بالأحـرى لا فـأرة لـنا فيها ولا بعـوضة . . وربـما لـم تكن غالبيـتنا حتى قـد سـمعت عـنها ، كـما هي حـال الرسـوم التي أثـارت البعض لأسـباب إيمانية وعاطفية فخرج في تظاهرات عادية وعبـّر عـن رأيه ثـم خلـد إلى السـكينة ، أو إسـتغلها بعض الفاسـدين ـ وهـنا مكمـن الخطـر ـ من أصحاب النـوايا الرديئـة والماكـرة كمـا هي حالـه مـع كـل طارئـة يمكـن أن يسـتثمرها ويجعلـها وسـيلة لمآربـه الحاقـدة . . مـن أجـل إرغـام المسـؤولين السـياسيين والدينـيين مـن المسـيحيين للخضـوع وإصـدار البيانـات والتصريحـات فـي أمـور لاشـأن لهـم فيـها ، سـوى إرضـاء ( الأقـويـاء ) لا غيـر .

مـن حقـنا أن نسـأل بجـلاء ، مـا شـأن كنائـس مسـيحية في العـراق أو مارونيـة وأرثوذكسـية فـي لبنـان أو قبطيـة في مصـر . . فـي ( رسـوم كاريكاتيريـة مسـيئة ) نشـرتها صحـف دانماركيـة ونرويجيـة وفرنسـية ومجريـة وأميركيـة وفنلنديـة وسـلوفينيـة وماليزيـة وأسـبانيـة ونيوزيلنديـة وتـلفزيون بي بي سي البريطاني . . ألخ . . أجـل مـن حقنـا أن نسـأل حتـى يبـح صوتنـا مـن كثـرة الصيـاح . . والألـم وغرابـة الأمـور وعجائبـها . .

لا أريـد أن أطيـل . . فلسـت وحـدي الـذي جـشّ صوتـه مـن مثـل هـذا السـؤال ، لأن معـي كـل الواقـعيين الذيـن يقيسـون الأمـور بحكمـة ورويـة مـن أي شـعب وديـن كانـوا . .

لكـن الـذي لا أعـرف تفسـيرا لـه ، هـو مـا أسـمعـه مـن بعـض أبنـاء شـعبنا في العراق بـأن الأعـمال الإجراميـة التـي وقعـت لكنائـس فـي بغـداد وكركـوك بعـد ضجـة ( الرسـوم ) سـببهـا الرسـوم ! !

شـخصيا ، لا أجـد فـي هـذا التفسـير إلاّ إنصياعـا وتبريـرا للباطـل ، إن لـم أقـل بوضوح أكثـر للإرهـاب . . بدليـل أن الإعـتداءات قـد وقعـت على الكنائـس ووقـع إغـتيال وخطـف المئـات مـن أبنـاء شـعبنا وسـلب ممتلكاتـهم وإرغـام الرجـال منهـم على إطلاق اللحـى والنسـاء على إرتـداء الحجـاب . . وأشـكال التهديـد والوعيـد . . حدثـت كلهـا قبـل الرسـوم . .

إذن ، وإذن مـا علاقـة الرسـوم بمـا حـدث ويحـدث وسـيحدث . . مـن جرائـم ذلـك النفـر الـذي لا وصـف لـه غيـر الإصابـة بمـرض الحقـد الطائفي اللعـين والكـره المتأصـل حتـى أعـمى بصـيرته الظلام الدامـس الذي يقبع فـي أقبيـته الحالكـة ، وبحيـث صـار لا يعـرف لغـة غيـر لغـة المـوت و النـار والقنابـل والبنـادق والسـيوف والقامـات . . في التعامـل مـع الغـير . .

أنـا لا أترجـى ، ولا يمكـن أن أترجـى ، مـن هـؤلاء الطائفييـن الحاقديـن أمـرا حسـنا ولا أطلـب منهـم ليونـة وسـلاما وسـماحا بالعيـش الآمـن معهـم ، مـادامـت قواميسـهم تخلـوا مـن كلمـات الحسـنات و الليونـة والسـلام والعبـارات التي تـدور حولـها . . لأن لا عيـون ولا آذان ولا ألسـنة نقـية لهـؤلاء العمـى الصـم البكـم عـن كـل مـا يمـت إلـى الحضـارة والعصـر الراهـن والإنسـانية بصلـة . .

لكـن ، الـذي يهمنـي هـو شـعبنا ، الـذي لا يـزال ، وأقصـد الزعامـات المهيمنـة عليـه ، التـي لا تنظـر إلـى الأمـور أبعـد مـن " مجال أنوفـها " حيث ترى أن على شـعبنا ( ويهمني في داخـل العـراق ) أن يعيـش على هامـش فتـات الآخـرين في الدرجـات والمسـتويات إلـى حـد الرضـا بالهـوان والقبـول بكـل مـا يطلـب منـه ويملـى عليـه ، ويحـل بـه مـن كـره وعـنف وعـدوان ، غافلـة عـن العمـل لتعزيـز وجـوده حيث يمكـن أن يكـون راسـخا وقـويا وقـادرا ومؤثـرا ، في سـهل نينـوى ، ديـار العـزة والصـمود والشـموخ والبقـاء في الماضي والحاضـر والمسـتـقبل .

ليتـنا نتعـض بحـكم جداتـنا ، الـتي منـها هـذه التي سـمعتها مـن جدتـي ( يرحمها اللـه ) عـن الأسـد المعـروف عـنه أنـه أشـد الحيوانـات قـوة وأنبلهـا خلقـا . . والـذي سـئل يومـا عـن سـر قصـر رقبتـه ، فأجـاب : إنـها تجعـل رأسـي ضمـن حدودي الخاصـة ، قريبـا مـن قلبـي الـذي يوفـر لـي الإعتـزاز بنفسـي وحـل مشـاكلي بحسـب رؤيـتي . . ولـذا كنـت ُ رمـزا لعظمـة بابـل . . علمـا أن جدتـي لـم تكـن تعـرف القـراءة وتصفـح الكتـب ولـم تكتحـل عيـناها بمشـاهدة بابـل ، لابـل لـم تـر الموصـل وبقـايا نينـوى التـي لا تبعـد عن قريتـها ( تللسـقف ) أكثـر مـن رحلـة ربـع نـهار سـيرا على الأقـدام أو بإسـتخدام الحميـر كمـا كانت حـال عصـرها في التنـقل . . ولكنـها كانـت تنـقل لنـا مـا نقـلوه لهـا مـن حكايـات التجـارب والعبـر والحكـم .

أعـود وأقـول ، يـا أهلـنا . . إن كرسـي البرلمـان أثبـت أنـه ليـس أكثـر مـن إطـار ( بـرواز ) لشـعبنا مـن دون صورتـه ، ومنصـب الوزيـر ليـس أكثـر مـن إسـم بـلا جسـم كمـا تأكـد مـن وزارات النقـل والمهجريـن والتكنولوجيـا التـي ( منحـت ) لـه في عـهود مـا بعـد صـدام ، وأحزابنـا لـم تقـدم أي دليـل حتـى هـذه اللحظـة بأنـها ( تفهـم فوائـد وحـدة شـعبنا ) وزعـامات طوائفنـا الدينيـة لاتعـرف ( غيـر مراعـاة منـوالها القديـم بالإتفـاق على أن لا تتـفق ) . . والأنكـى أن بعض كتابنـا أصـبح إنتـقائيا و ( واعظـا للسـلاطين ) وسـلك سبيـل بـث الفرقـة بـدل أن يكـون دليـل صـواب وصـوتا للحقيقـة . . أمـا الرعيـة ( غالبيـة شـعبنا ) فهـي حائـرة فـي أمرها ، كـل الأبـواب موصـدة أمـام أصواتـها . . لأن الذيـن بيـدهم الأمـر والنهـي لا تهـمهم غـير بغـداد ( عاصمة العـراق ، وماشـاءاللـه اليـوم على إسـم كبـير لمدينـة العصابـات والفوضـى وشـذاذ الآفـاق ) وكيـف لا ، و هـؤلاء الزعـماء ( من الباحثيـن عـن العـواصم وهيـبتها وفخامتـها ) مصـرون على الإسـتمرار فـي بـؤس وضعهـم ووضعنـا ، حتـى لـو كـان كـل ذلـك على حسـاب ( زوال ماتبقـى مـن هـذا الشـعب ) . . على هـدى القائـل ( يحـب العلـو ولـو على الخـازوق ) .

أقـولـها بوضوح . . كـوخ بسـيط آمـن في ريـف سـهل نيـنوى أكثـر روعـة وفخامـة مـن قصـر منيـف في أرقـى أحيـاء بغـداد ، وفـلاح في حقـل زراعـي يوفـر الخيـر والعيـش الرغيـد أفضـل وأروع مـن مكتـب بـاذخ وكرسـي وثيـر ومنضـدة طـول وعـرض في عـمارات بغـداد . . ومرشـد داخـل مجتـمع متماسـك لشـعبه في قـرى سـهل نيـنوى أقـوى مكانـة وأرفـع جاهـا مـن ( زعيـم تائـه ) لشـعب مبعـثر بيـن سـتة ملاييـن نسـمة من مختلـف المشـارب والأهـواء في أحيـاء بغـداد . . ونسـمات ديـر بهـي في رحـاب ألقـوش وجبـل مقلـوب وإعـادة تعميـر ديـر أو كنيسـة في القـرى الزاهيـة لشـعبنا التي عانـت مـن كـوارث الزمـن الأسـود خيـر آلاف المـرات مـن كنائـس شـامخة لا مسـتـقبل مضمونـا لهـا في بغـداد ، ووسـيلة إعلاميـة في بغـديدا أو تللسـقف معبـرة عـن حقيقـة شـعـبنا وإصـالته أفضـل وأفضـل كثيـرا مـن وسـيلة محاطـة بمـا يشـبه التحصـينات العسـكرية ويخيـم على العـاملين فيـها الخـوف والرعـب في العمـل والقـول وحتـى المنـام . .

آه وألـف آه . . لـو أدركنـا ، كبيـرا و صغيـرا ، مـاذا يعـني الإعـتزاز بالنفـس و المحافظـة على الأصـل واحتـرام الكرامـة . . مـن مجـد وسـمو ورفعـة ومكانـة وقـوة وعظمـة وسـيادة ومنعـة وإبـاة ومفخـرة ومتعـة . . وكـل هـذا ( باختصـار ووضـوح ) لا يتوافـر إلاّ فـي سـهل نينـوى . . وتأملـوا وأعيـدوا الحسـابات وقـرروا يـا أولـي الألبـاب وقبـل فـوات الأوان حيـث يأتـي مالا تحمـد عقـباه على الأخضـر واليابـس .


رأيـي في مبادرة الأخ حبيب تومـي لتشـكيل رابطة لمسـيحيي الشـرق الأوسـط في المهجـر


بوضـوح ، أنـا لا أشـك بحسـن نيـة الأخ حبيب تومي في مبادرتـه ، وشـعوره بوجـود مشـكلة للمسـيحيين ( أو قومهـم كشـعب ) وضـرورة إيجـاد حـل لهـا حسـما للمعـاناة الناتجـة عنهـا .

ولكـن ، فكـرة تشـكيل تنظيـم أو هيئـة أو جمعيـة ، لا تـتأتى مـن نشـر الفكرة إعلاميـا وكأنـها رأي أو طرح لقضـية مـا ، لأن التشـكيل ، ينبغـي أن يبـدأ مـن إرسـال برنـامج للفكـرة إلـى مجموعـة مختـارة مـن الأشـخاص لإبـداء رأيـها فيـه وبيـان قبولـها الإنضـمام إلى الهيئـة التأسـيسية الخاصـة بـه . . صحيـح ، يقـول الأخ حبيب " إتصـلت بعـدد مـن الشـخصيات المسـيحية في الولايات المتحدة وفرنسـا وألمانيـا والسـويد وسـأواصـل إتصالاتـي . . " ومـادام الإتصـال قـد حصـل ، وهـو أسـلوب صحيح ، فكان ينبغـي إنتظـار جـواب الـذين تـم الإتصـال معهـم وأخـذ آرائـهم وإصـدار مشـروع مشـترك كـرأي جماعـي بإسـم ( الهيئـة المؤسـسسة . . . ) .

هكـذا يكون تشـكيل أي تنظيـم ، حيث يبـدأ مـن تجمـع أشـخاص يناقشـون البرنامـج الخـاص بالتنظيـم ويشـكلون الهيئـة المؤقتـة المشـرفة عليـه وتوزيـع مهماتـها ، ومـن ثـم يبـدأ طـرح الفكـرة إعـلاميـا وتوسـيعها وتشـكيل الهيئـة الدائميـة .

وشـخصيا ، بحسـب رأيـي :
أولا ـ ليـس المهـم الإسـم ( على رغـم أنـني يهمنـي أن لا يقتصـر الأمـر على المجـال الدينـي للإرتبـاط الوثيـق المتوارث والراهـن بيـن المجاليـن الديني والقـومي لشـعبنا ) وإنـما البرنامـج والعمـل ، فـلا ضـرر أبـدا أن يكـون في التنظيـم شـخصـيات دينـية وسـياسية أو غيـرها ، مـا دامت هـذه الشـخصيات تلتـزم البرنامج الذي لا علاقـة لـه بمعتـقدات الأشـخاص العـاملين فيهـا .

ثانيـا ـ لا أحـد ( حتـى دعـاة الطائفيـة المنغـلقـة والتكفـير والأيديولوجيـات الصـماء وأذرعتـهم الإرهابيـة ) يمكـن أن ينكـر أو ينفـي إصالـة مسـيحيي الشـرق الأوسـط وقوميتـهم ( إلاّ عنـدما يتحـول الأمـر إلـى قضـية شـبيهة بقصـة الذئـب والحمـل التي طالـما رددنـاها ونحـن في المدرسـة الإبتدائيـة ) ولا ضـرر مـن توضـيح هـذه الإصـالة بدراسـات إعلاميـة ، كإطـار عـام ، بعيـدا ( التوضيح ) عـن النعـرات الطائفيـة المذهبيـة التـي تـفشـت بشـكل وبـاء فتـاك بيـن مسـيحيي الشـرق الأوسـط الذيـن إنتـقلوا إلى المهجـر ، وكأنـها " تعـويض عـن مؤثـرات نفسـية لحالـة صدمـة الشـعور بالذنـب إزاء غربة تـرك الموطن الأصلـي ) وإلـى حـد أن هـذا ( المـرض الطائفـي الخارجـي بإمكاناتـه الماليـة والإعلاميـة والتأثيـرية ) قـد سـبب أجـواء سـلبية أسـفرت عـن تنظيمـات طائفيـة وعشـائرية ومناطقيـة وإرتـماءات فـي أحضـان الغـير داخـل الأوطـان الأصليـة ، وأدت إلـى تصدعـات خطيـرة في الوحـدة القوميـة ، وهـو مـا يبـرز بأسـوأ صـوره في العـراق حاليـا .

ثالثـا ـ بتـقديري ، أن هـذا ( التـنوير ) لا فائـدة منـه ، وهـو بمثابـة القـرع على طبـول جوفـاء فـي طابـور طرشـان ، لأن الذيـن يعتـبرون أن مسـيحيي ( الشـرق الأوسـط ) يشـكلون طابـورا خامسـا للغـرب ، هم ( الطابـور الدينـي الطائفي الحاقـد بطبيعـته ) الـذي يحـاول إسـتغلال حتى البيـاض الناصـع ليمـرر من خلالـه رؤيتـه الداكنـة السـواد . . وكمثـال على ذلـك ، أن إجراءات وتصرفـات شـنودة بـابـا الأقبـاط ( علمـا أن الأقبـاط ليسـوا عربـا البتـة لأنهـم يعـودون بأصلهم إلى اليونانيـن القـدامى والفراعنـة ) لمصلحـة القضـايا العربيـة والإسـلامية لا تضاهيه قـوة وصمـودا مواقف الكثير من الأطراف العربيـة والإسـلامية مـن القضـايا نفسـها ، ومـن ذلـك التحـريم على كـل قبطـي زيـارة القـدس مـادامت تحـت الإحتـلال الإسـرائيلي ، ومـع هـذا فلـم يسـلم لا هـو ولا أقبـاط مصـر مـن عـدوان وتكـفير و حمـلات إعـلامية تهجميـة وصـولا إلـى القـتل والتـهديد مـن المتشـددين . . فمـاذا يمكـن أن يفعـل أقبـاط مصـر أكثـر مـن هـذا ( التـنويـر ) ؟ ؟ .

إذن المحصلـة ، لا حاجـة إلـى التـنوير ، لأن الطيـبين مـن الأخـوة المسـلمين وهـم الغالبيـة العظمـى ، الذيـن يدركـون حـوار الحضارات وحقـوق الإنسـان ليسـوا حاقـدين أصـلا و هـم متـنورون بإصـالتهم و يـدركـون الأمـور كمـا ندركـها نحـن وهـم لا يقبلـون بكـل الأعـمال الإرهابيـة سـواء على المسـيحيين أو على غيـرهم . . أمـا بالنسـبة للحاقـدين والإرهابيـين فالمطلـوب هـو إتخـاذ موقـف التحـدي مـن خـلال وحـدة المسـيحيين أنفسـهم في مواجهـة الهجمـة التي تتـعمدهم ، عمـلا بالقـول المأثـور ( لا يفـل الحديـد إلاّ الفـولاذ ) ولا أقصـد إطلاقـا أن يسـتخدم المسـيحيون الأسـاليب الإرهابيـة نفسـها ، وإنـما أقصـد أن يتـوحدوا ( دينيـا وقوميـا ) ويسـدوا كـل الثغـرات الموجـودة بينهم ويدافعـوا عـن أنفسـهم بتضامنهم ووقوفهم صـفا واحـدا لمواجهـة الحملـة الشـرسة التـي تريـد تصفيـة وجودهـم وإبعادهـم عـن ديارهـم وأوطانهـم .

وإزاء هـذا ، فـإن التضامـن بالداخـل يتطلـب أن يكـف أهـل الخـارج عـن مواقـفهم الطائفيـة الإنشـقاقية وأن يتخلـوا عـن الأحـزاب ودعمهـا ، لأن أهـل الخـارج ( المهجـر ) لا يجـوز أن يدعـوا أنهـم ملكيـون أكثـر مـن الملـك نفسـه ويـتزايدوا على مـن هـم فـي الداخـل صامـدون ، لأنـهم ( أهل المهجـر ) فـقدوا الكثـير مـن صفـات المواطنـة الحقـيقية في بلدانهـم ، مـا يجعلهـم غيـر مؤهليـن للتدخـل في قضايـا حسـاسة مثـل الأمـور الطائفيـة والخلافـات السـياسية والزعـامات الشخصية .

رابعـا ـ نعـم ، يجـب أن يتمتعـوا بالمواطنـة الكاملـة ، ولكـن ، أخـي حبيـب ، دعـني أقولهـا لـك بجـلاء ، إن الوحـدة هي أسـاس كـل ذلـك ، ولكـن أين هـي وحـدة المسـيحيين من ( معـاول دعـاة الطائفيـة ) وبوضـوح ، عـندما نهضـت ( جماعـة مـن الحريصين على الوحـدة وكنت أنـا أحـدها ) وقامـت بحملـة مـن أجـل ذلـك ، مـن دون التركيـز على إسـم معيـن للتسـمية حتـى لـو كـان ، مثـلا ( كلـدان آشـوريون سـريان ) مـن دون الواوات ( أو بالأحرى الواويـات ) التي أعتـبرها شـخصيا ( لعـينات ) لأنها ( علـة المـرض ) إنبـرت بعـض الأقـلام ، وبينـها قلمـك أنـت بالـذات ، لـتـتهجم على هـذه الجماعـة وحملتـها ، وأعلنـتم إصراركم على الأسـماء المنفـردة وفي احسـن حالاتكـم التصمـيم على وجـود الـواوات ، وأنبـرى أيضـا مـن أنـت أيدتهـم في الولايات المتحـدة ( الـذين غالبيتهـم فقـدوا حتـى معـرفة التكلـم باللغـة السـريانية أو كمـا يسـمونها هـم وربمـا أنـت أيضـا الكلـدانية ، وفقـدها أولادهـم وأحفادهـم كليـا وقـد يخجلـون حتـى مـن ذكـرها ) فجمعـوا التواقيـع ( الطائفيـة ) مـن المهجـر ( أجـل مـن المهجـر وليس مـن داخـل العـراق ) في محاولـة يائسـة للتشـويش على حملـة جماعتـنا الوحدويـة التـي إعتـمدت فـي قوتـها علـى داخـل العـراق وبالـذات علـى سـهل نيـنوى مكـان الصـمود والبقـاء ، لابـل هـم أنفسـهم ( ألـذين إنـبروا في الولايات المتحـدة ) معـروف عنهـم ومـن هـم على منوالهـم مـن طوائـف أخـرى ، ومعـهم رجـال ديـن ، جمـع الأمـوال لتنظيمـات وجهـات تـتبنى الطائفيـة ومنـها مـا يرتمـي في أحضـان هـذا الطـرف غيـر المسـيحي أو ذاك وتعـارض جهـارا وحـدة المسـيحيين القوميـة .

نعـم ، إن الخـارج بحسـب المعلومـات ، حرضـوا مـن خـلال مـن يدعمونهـم في داخـل العـراق ، حتـى علـى عـدم تخصيـص عـدد ثابـت مـن المقاعـد للمسـيحيين ، لأنـهم خـافوا مـن أن تهيمـن هـذه الجهـة أو تلـك على عضويـة شـعبنا في البرلمـان . . والنتيجـة الحالـة البائسـة في التمثـيل البرلمـاني الماثـل أمـام أعـيننا .

ليـتنا ، أخـي حبيب ، نشـخص عيوبنـا ونـداوي جروحنـا أولا ، وثـم نطلـب مـن الآخـرين أن يلتـزموا حقـوقنا . . ألـم تسـمع الكـلام الصائـب الصـادق المعـبر عـن الحقيقـة الـذي قـاله الزعـيم الكـردي مسـعود البارزانـي لفضائيـة عشـتار حيـن سـأله الأسـتاذ جورج منصـور ( - يتطلع الكلدان الآشوريين السريان إلى العيش مع إخوتهم من الشعب الكردي في كردستان و التمتع بالحقوق الثقافية و الإدارية المشروعة في ظل إقليم كردستان، كيف ترون العلاقات بين الشـعبين ؟ فأجـاب الأسـتاذ البارزانـي :

- ( العلاقات هي علاقات تاريخية .. هي علاقات المواطنة .. و علاقات تأريخ.. ونحن نؤيد الأخوة من أبناء الشعب الكلداني الآشوري السرياني ، أرجو أن تكونوا قـد اتـفقـتم على هذه التسـمية فيما بيـنكم ! وأيضاً نؤيد أن يتمتعوا بكامل حقوقهم وسوف ندعم حقوقهم، وأعتقد عمليا بأنهم يتمتعون بحقوقهم في كردستان. وإذا كان هناك أي خلل فأنا مستعد أن أساعدهم بكل ما لدي من إمكانيات. )

إذن ، العلـة فيـنا ، وعلينـا أن نبحـث عـن مكمنهـا ، ونتعـظ بقـول مسـيحنـا ـ لوقـا ، الفصل السـادس 41 و 42 ( مـا بالـك تنظـر القـذى الـذي في عيـن أخيـك ولا تفطـن للخشـبة التـي في عيـنك ، وكيـف تـقدر أن تـقول لأخيـك يـا أخـي دعـني أخـرج القـذى مـن عيـنك وأنـت لاتبصـر الخشـبة التـي في عيـنك . يـا مـرآءي أخـرج أولا الخشـبة مـن عيـنك وحينـئذ تنظـر كيـف تخـرج القـذى مـن عيـن أخيـك ) .

خامسـا ـ مـا قلتـه ـ اخي حبيب ، حـق ، نعـم يجـب " أن نتعامـل مـع الديـن الإسـلامي معاملـة النـد للنـد . . وبموازيـن المواطنـة وحقـوق الإنسـان " ويجـب أن نسـلك هـذا السـبيل ، ونقـرر فـي ضـوء نتائجـه مواقـفنا ( بجـرأة ) مـن كـل تطـرف إسـلامي يريـد النيـل منـا ومـن هويتـنا الدينيـة والقوميـة والإنسـانية .

سـادسـا ـ هـذه ( المخاطبـة ) لا تفيـد ، لأن المشـكلة ليسـت النصـوص الدينيـة بالنسـبة للأخـوة المسـلمين ، فـلا يوجـد إسـلامي مؤمـن بديـنه بصـدق ونقـاء يحرض على تدميـر الكنائـس أو يبيـح قتـل المسـيحيين على الهـوية . . ولكـن المشـكلة هـي فـي التلاعـب بالنصـوص الذي يقـوم بـه ( المجرمون والقـتلة ) وهـم ليسـوا أهـل حـوار وتفاهـم ، كمـا أنـه لا يجـوز لأي جهـة دوليـة أن تتعامـل معهـم بالديموقراطيـة لأنهـم لا يعـرفـون الديموقراطية وإنـما هـم أهـل فوضـى وإرهـاب ، ومـن يتعامـل معـهم بالديموقرطيـة أو يطلـب ذلـك فإنـه يشـجع على الفوضـى والإرهـاب . . ولـذا ينبغـي عليـنا ، كجهـة مسـتهدفة على الهويـة أن نتخـذ مواقـفنا إسـتنادا إلـى الواقـع الموجـود وليـس إلـى الخيـال المفـترض .