موقع الناس http://al-nnas.com/
البعض يخترع المناسبات ويتجنى على وحدة شعبه
جـميـل روفـائيــل
نقـرأ بين وقـت وآخـر ، وربـما يكون الذي لا تـتوفر
لنـا الفرصـة لقراءتـه أكثـر . . وهـذا الذي نشـير إليـه يتضـمن ممارسـات مـن بعـض
أفـراد الشـعب ( الكلـداني الآشـوري السـرياني ) فـي الخـارج ، لايمكـن إعـتبارها
غيـر محاولـة للظهـور على نهـج ( خالـف تُـعرَف ) بحسـب الأسـاليب التـي تعلمـها
هـذا البعـض بوجـوده ضمن حلبـة المبارزات الأميركية ، حيث المهـم أن يكسـب بـروزاً
من خلال الإختـراعـات الواهيـة والتهجمات المقيتـة ، والإغـداق على نفسـه بنفسـه
ألقـابا مثـل ( رئيـس الحـزب ) و ( المديـر العـام ) و ( صاحب الأفكار والإنجـازات
والمشـاريع ) و ( الرئيـس العـام للمركـز ) . . ألـخ من أنـواع المناصـب (
الخياليـة ) التي لا تبنـي بيتـا لنـازح من شـعبه إلى حيث الآمان والأهـل في سـهل
نيـنوى ومـاجـاوره ، ولا تـقدم طعـاما لـه ولعائلتـه بعـدما أضطـره الفـرار بجلـده
إلى تـرك منـزله وأملاكـه وأعمـاله . . علمـا أنـنا لا نقصـد فـردا بعيـنه أو
طائفـة معيـنة ، وإنـما هؤلاء الأفـراد يظهرون عنـد كل طوائف ( الشـعب الكلـداني
الآشـوري السـرياني ) مـع الأسـف والألـم الشـديدين .
هـذا البـعض لا يهمـه ان يـزوّر التـاريخ وغيـر التاريـخ ، بأمـور ليسـت حقيقيـة
أصـلا أو هـي مـن هوامـش التـراث أو ( أكـل الدهر عليها وشـرب ) التـي لاترسـخ
وحـدة الشـعب الذي ينـتمي إليـه ، ولا تضـع حلـولا لوقـف نزوحـه إلـى الخـارج ،
حيـث فقـدان ديـاره وبـدء القطيعـة الدائمـة مع أرضـه الأصيلـة التـي صانـها لآلاف
السـنين أجـداده وآبـاؤه الأوفيـاء بإصـرارهم على حقـهم في الحيـاة والبقـاء بيـن
الأقـوام والأمـم . . والتـي هي في صـدارة الأمور الملحـة المصيرية الراهنـة . . إن
هـذا البعض يعتـقد ـ كمـا يظهـر ـ بـأن مجـاراة موجـة الطائفيـة التي بـرزت في
السـنوات الأخيـرة في ديـانات ليست داخـل الشـعب ( الكـلداني الآشـوري السـرياني )
هـي سـبيل سـهل ( لإعـتلاء الأبـراج ) وفـرضِـها ( كموضة الموجـة وإن هي كالحـة
السـواد ) على هذا الشـعب ، على رغـم الكـوارث التي سـببتها حيث فُـرضَت وزُرعـت ،
ويبـدو أن هـذا البعـض لا تـهمه كـوارث الطائفيـة مادامـت تجعلـه ( رائـدا بـارز
الإسـم كأقطابها الذين يلعبـون ويسـرحون شـذر مـذر ) من خـلال إنـدلاع شـروها بيـن
شـعبه . . نعـم ، مـاذا تهمـه شـرورها وهـو آمـن في ( برجـه ) بهروبـه إلى
الولايـات المتحـدة أو كنـدا أو أوروبـا أو أسـتراليا . . المهـم أن يتحرك هـذا
البعـض باتـجاه مناقض لمـا هـو موجـود منـذ عـقود أو أكثـر عـند شـعبه الموحـد
تاريخيـا وواقعيـا ، مـن مناسـبات ( كمـا هـي الحـال مع يـوم الشـهيد الآشـوري
والسـنة الآشـورية ) التي ترسـخت كتذكـارات قوميـة من دون مدلـول طائفـي ، إن لـم
يكن عنـد كل شـعبه فعلى الأقـل عـند قطـاع واسـع منـه .
والأمـر نفسـه ، ولـو بصيغـة أخـرى ، يظهـر في فضائيـة ( أعتـقد أن بثـّها في
ألمانيـا أو الولايات المتحدة ) وتـقول إنـها ( آثـورية ) ويـبدو ان همهـا الأول
هـو مهاجمـة ، بحـق أو مـن دونـه ، رئيس حـزب آشـوري داخـل العـراق ، أو التـفتيش
عن ( الدفاتـر العتـيقة ) التي لا تـقف عنـد حـدود إثـارة النعـرات داخل الشـعب (
الكلـداني الآشـوري السـرياني ) وإنـما أيضـا محاولـة زرع الفـتنة مـع الأخـوة
الكـرد وغيـرهم ، الذيـن يعيش معـهم هـذا الشـعب بوفـاق ووئـام ويسـعى الخيرون فيـه
لتسـوية الأمـور التي لاتـزال عالقـة معـهم مـن موروثـات مشـاكل العـهود الماضيـة ،
فهـل هـمّ هـذه الفضائية وأمثالهـا هـو نشـر فكـر معيـن خاص بالجهـة التـي تمولـها
، وهـذا لا إعـتراض عـليه أبـدا ، أم أنـها تـلتـزم أسـلوب التهجـم المقـيت الـذي
يزيـد الجـروح قيحـا ، ليس داخـل الشـعب ( الكلـداني الآشـوري السـرياني ) كـكل ،
وإنـما أيضـا داخـل الطائفـة الواحـدة فيـه ومنطقـة عيشـه وبقـائه ؟
ليـت وليـت !!
ليـت هـؤلاء المـزايدين ، يتـركون الوسـائل الأميركية وغيـرها في اللهـو الـذي
لانـاتج لـه غيـر الضـرر ، ويتبعـون الوسـائل التـقليدية لشـعبهم في المنافسـات
الكريمـة حيـث مـاهـو نافـع ومثـمر ، منافسـات تـنبع من بـذل الجهـد لمـا فيـه
الخيـر ، كمـا هي الحـال مـع تشـكيل الجمعيـات ( الخيريـة ) التي تجمـع الأمـوال
لبنـاء البيـوت وتوفيـر وسـائل العمـل في قـرى شـعبها التـي يقصـدها النازحـون . .
ولـو فعلـوا هـذا لجعلـونا ممتـنين ونحنـي رأسـنا لهـم إجـلالا . . ولكن مع تمـادي
هـذا البعـض ، نـود أن نسـأله فيـما إذا كان يفعـل كـل مافـي مقـدوره مـن ضـرر
وتـفريق لنشـر الإحبـاط في صـفوف شـعبه الصامـد في الداخـل ليلحـق بـه في الخـارج
متمثـلا بـه ؟ ؟ إذا كـان هـذا هدفـه فهـو خائـب حقـا وأنـه ( يـراهـن على حصـان
خاسـر ، وإسـم ظاهـر مـن دون مجـد ) .
إن على هـؤلاء المختـرعين والمتهجميـن ، وغيـرهم من الذيـن ينشـئون الأحزاب
والجمعيـات والفضائيـات " الوقتـية التي لايمكن لهـا الإسـتمرار والديمومة في
بلـدان لا حظوظ للشـعب ( الكلـداني الآشـوري السـرياني ) بالإسـتمرار والديمومـة
فيهـا على أسـس جـذوره الأصيلـة " ذات الأسـماء الطائفيـة في خـارج العـراق وسـوريا
ولبنـان ، حيـث أرض الوجـود التاريخـي والعلاقـة الجغرافيـة الطبيعيـة لهذا الشـعب
الوفـي ببعضـه ، أن يدركوا ( المخترعون والمتهجمـون ) أنـهم هاجـروا وتركـوا إلى
الأبـد أرض أجدادهـم وفقـد أبناؤهم حتـى لغـة شـعبهم ناهيـك عـن تراثـه وتـقاليده ،
وان إختراعاتهم ( الوقتيـة ) لا يمكن أن تـكون أكثر من محاولة خائبـة لتوجيـه
شـعبهم في مرحلتـه المصيرية الراهنـة إلـى مـا ليس في مصلحتـه إطلاقـا ، ولابـد
أنهـم أدركـوا أن إختـراعاتهم وأحزابـهم هي للإسـتهلاكات المحليـة حيـث هـم ، لأن
الـذي يريـد أن يشـكل حزبـا نافعـا وواقعيـا ، عليـه أن يشـد رحالـه ويعـود إلـى
ديـاره التـي غـادرها ، أو على الأقـل أن تكـون لـه خطة للعـودة ويهـئ نفسـه
لتـنفيذ ذلـك في أقـرب وقـت . . وأهـلا ومرحبـا حينـئذ بـه وبمـا يشـكله مـن أحـزاب
ويبحـث عنـه مـن وجـود سـياسي في صالات شـعبه وأروقة تـقرير مصيـره . . وحتـى
أولئـك الذيـن يجمعـون الأمـوال ويرسـلونها إلى أحـزاب داخـل العراق ، فإن أمـرهم ،
كمـن يزيـد السـمين سـمنة ( بـذخ الأحزاب وزعمائـها ) ويـترك المحتـاج يـزداد حاجـة
( القـرى التي تحتـاج إلى تعميـر وتوفيـر متطلبات الحيـاة للنازحيـن إليـها ) .
مواصلـة البقـاء والصمـود
شـخصيا ، لاأرى مشـكلة للمهاجريـن في الخـارج ، فهـؤلاء هاجـروا برغبتـهم
واختيارهـم ، وعلى الـذي يسـلك دربـا بقـناعته ، مطلـوب منـه أن يـدرك كيف يصـل
إلـى مقصـده فيـه ، وكيف سـيدبر أمـوره في ديـار الغربـة . . ولـذا فـإن أمر هؤلاء
المهاجـرين هـو مـن شـأنهم ، ولا رأي لـي في أمـورهم وخياراتـهم . . مـاداموا
تركـوا وطنهـم وشـرعوا بقطـع خيـوط صلتـهم بـه . . فـأنا الـذي يهمـني هو مـن
يواصـل نهـج آبائـه وأجـداده في التمسـك بأرضـهم وأرضـه .
وهـذا الـذي واصـل البقـاء والصمـود ، يسـتحق بجـدارة كل ثنـاء واهتـمام . . نعـم ،
توجـد أطـراف داخـل العـراق تبـذل مـافـي وسـعها لتذليـل مشـاكل التدميـر
والإسـتيطان الـذي أصـاب الكثيـر من قـرى الشـعب ( الكلـداني الآشـوري السـرياني )
في سـهل نيـنوى ومـاجاوره والتي لا يـزال لـم يتـوفر الأمـن ووسـائل العيش الطبيعـي
لأهلـها فيـها . . وأيضـا يسـتحق بجـدارة كل ثنـاء واهتـمام من أضطـر لمغادرة
منزلـه وأملاكـه في وسـط العراق وجنوبـه ، واختـار العـودة إلـى ديـار آبائـه
وأجـداده في سـهل نيـنوى ومـاجاوره على الهجـرة والغربـة والإغتـراب في الخـارج . .
و يسـتحق كل الثنـاء و الإهتـمام ، الـذي يتـبع السـبيل الصحـيح في صـرف مـايجمعـه
من أمـوال يطلـق عليـها تسـمية ( المسـاعدات ) ويـؤدي واجبـه تجـاه شـعبه بأمانـة
ووفـاء ، أمـا من يدعـي أنـه يجمـع الأمـوال لشـعبه في الداخـل ، ولكنـه يدفعـها (
للمسـاهمة في المزايـدات والصـراعات ) وإشـباع نـهـم ( الجشـعين ) متناسـيا حاجـة
مـن اختـار العـودة إلى حيـث ديـاره وأصلـه ، فهـذا ( الخارجـي ) الجامـع والدافـع
للأمـوال لاخيـر فيـه لأنـه لايعـرف أيـن مكمـن الخيــر .
مأسـاة الإنقسـامات الطائفية
إنـها مأسـاة حقـا ، أن يرسـخ الكـرد وحدتهـم حتى بلغتـهم ، وأن يرسـخ
التركمـان وحدتهـم لحقوقـهم الخاصـة ، وأن يتوحـد ( على رغـم أخطار الطائفية
السياسـية بكافة أشكالها ) السـنة لمصالحهم والشـيعة لأهدافـهم . . فـي حيـن أن
داخـل الشـعب ( الكلـداني الآشـوري السـرياني ) لاتـزال جماعـات نافـذة تحـاول
إعادتـه إلى عهـود إسـتفحال شـرور صراعـات الإنقسـامات الطائفيـة ( المذهبيـة ) ولا
هـمّ لهـذه الجماعـات غيـر التـنابز ( كلدانـي . . آثـوري آشـوري . . سـرياني )
ليـس فقـط لأمـور مذهبيـة طائفـية كمـا كـان في ظلمـات قـرون مضـت ، وإنـما
بمحاولـة زجّـها في شـؤون قوميـة وسـياسية وانتـماءات حزبيـة ، وإضافـة إختـراعات
جديـدة إليـها ، مثـل : كلـدان الجبـال والتـياريين ودشـتايي وطورايـي وعـرب
الخليـج ونيـنوانا وبابلـنا . . ألـخ من القائمـة الطويلـة التـي صـرنا نسـمع بـها
منـذ ثـلاث سـنوات .
إنّ هـؤلاء الباحثـين عـن الخصومـات بهـذه العـبارات يسـتحقون الشـفقة ، لأنـهم
حقـا . . إمـا ، لا يفهـمون طبيعـة العصـر الـذي يعيشـون فيـه أو أنـهم لايـريدون
أن يفهمـوها . . أوروبـا تـتوحد بشـعوبها المتباينـة مخلفـة وراءهـا حروبـها
المدمـرة وصـراعاتها العرقيـة ومذابحـها المذهبيـة ، بيـنما البعـض ، نعـم البعـض ،
مـن الشـعب ( الكلـداني الآشـوري السـرياني ) " نهـض من سـباته " ليـقلب شـرور
السـنين العجـاف ويعيـدها على طريقـة غيـره ( مـن ليست لـه علاقـة بشـعبه ودينـه )
.
الشـعب ( الكلـداني الآشـوري السـرياني ) صغيـر العـدد ومحـدود المنطقـة ، وتقسـيمه
يعـني تـشتيته وتصفيـة خصوصـياته وإنـهاء وجـوده تراثيـا وقوميـا . . ومـن يعمـل
على تـفريقه وتحويلـه إلى أجـزاء ، لايمكـن أن يكـون إلاّ مـن اختـار الشـر لشـعبه
. . فمـن أراد الشـر لعائلتـه ليس منـها ، ومـن أراده لقريتـه لايـنتمي إليـها ،
ومـن أراده لشـعبه ليس منـه . . إن حكمـة " مـن غشّـنا ليس منّـا " هـي أفضـل
مايقـال على مـن يريـد تجزئـة بيتـه أو قريتـه أو شعبـه . .
ولكـن ، مـادام هـذا ( البعـض ) موجـودا فعـلا ومتحـركا ورافعـا صوتـه ، فـإن على
الخيريـن من الشـعب ( الكلـداني الآشـوري السـرياني ) التصـدي لـه بالتعاضـد ،
وخصوصـا المثـقفون منهـم ، والتاريـخ يُـعـلّـم أن الخيـر هـو المنتصـر دائمـا
داخـل هـذا الشـعب ، في نهايـة المطـاف ، منـذ عهـد السـومريين وحـتى الآن ، وليكـن
هـذا درسـا لهـذا البعـض ، والأمـل أن يسـتوعب هـذا الدرس ويسـتـفيد . . فهـل
يتحقـق هـذا الأمـــل ؟ ! !