| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جميل روفائيل

 

 

 

 

الخميس 12 /1/ 2006

 





المخـادع " الجعـفري " وغرائبـه

 

جميـل روفائيــل

شـخصيا ، لا أنكـر بأنـني فكريـا على النقيض من كل الأحـزاب والفئـات القائمـة على فصـيل معيـن يشـكل جزءا من الشـعب العـراقي وليس كل الشـعب ، بمعـنى أنـني معـارض للتنظيمات السـياسية الطائفية والعرقيـة ، بسـبب أنـها مقسـمة ومدمـرة للوحـدة الوطنيـة ، بـما تقـوم بـه مـن تكتـلات ضيقـة مناطقيـة وعشـائرية وتجمعـات وفـرق تـقود في كل الأحوال إلى مشـاحنات وتعصـبات ، لا يمكن أن تـؤدي إلى غـير الصراعـات ، مهمـا حـاول أصحابـها تلميعـها زورا وبهتـانا وخـداعا .

وإزاء هـذا الواقع ، فـإن التكتلات الطائفية والعـرقية ، هي فئـات مفرقـة لا يمكن أن تـقود إلى الوحدة ولا يمكن أن توفـر الأمن وتـنهي الصراعات لأنـها نفسـها جـزء من إرتبـاك الأمن وإثـارة الصراعات . . وبالمحصلة فـإن زعـماءها سـيكونـون من غـلاة المخادعيـن ، إذا أدعـوا أنهم يختـلفـون في هـذا الجانب عـن ( المسـرحي صـدام ) بشـئ . . بأسـتثناء أنهم طائفيـون مفـرقون في إتجـاه خاص بهـم ، وصـدام كان طائفيـا مفرقـا في الإتجـاه الخاص بـه .

وكـما ذكرت ، على رغـم أنـني على النقيض من الطائفيـين والعرقيين وأفكارهم الخالطة لفضـائل الديـن بشـرور السـياسة ، فإنـني في هـذا الموضوع لسـت بصـدد المعارضة السـياسية معهـم ، لأن مـا أتناولـه هـو عـرض لأقولهـم وأفعالـهم والإثبـات بأدلتـي الواقـعيـة على نهـج ( مـن فـمـك أدينـك ) أنـهم ( مسـرحيون ومخادعـون ) فيـما يقـولون ويفعـلون ويتخبطـون . .

وبعـدما تناولنـا ( المسـرحي صـدام ) في الموضوع السـابق ، فإنـنا نـتناول في هذا الموضـوع بعضـا مـما لـديّ مـن أدلـة ووقائـع تؤكـد أن الجعـفري ومن هـو مثلـه مـن أقـرانه الزعـماء الطائفيـين . . ومـن والاهـم ليسـوا غيـر مخادعيـن ، يخلطـون الديـن بالسـياسة ( كخلـط الدسـم بالسـم ) . .

المخـــادع . .
أثـبت الجعفـري ، على الأقـل خلال توليـه السـلطة ، أنـه ( شـبيه ) بصـدام في ممارسـاته ، فالوسـائل واحـدة وإن أختـلف الهـدف بعـض الشـئ ، ومـن ذلك . . وعلى خطـى صـدام في النـقل المباشـر لتلفـزيون العـراق ( حاليا الإسـم : العراقيـة ) لإسـتـقباله المهنـئين في أول أيـام ( 10 / 1 ) عـيد الأضحى المبارك فإن ( المكرفون ) أمامـه ، وكأن قناة العراقية هي ملك للجعـفري كما كان تلفزيون العراق ملكا لصـدام . . أما أقوالـه وإرشـاداته خلال الإسـتـقبال ( المسـتمدة غالبيـتها من الحرب العالمية الثانية والديموقراطية ودول العـالم ، حيث أشـار مرارا أنها من الكتب التي قرأها أخيرا عنها ، وأفتـعل تكرارا عبارات : أبنـاء الشـعب العراقي البطل . . الشـعب المعطـاء والإلتـقاء مع الآخر وعجلة البنـاء وحقوق الإنسـان . . وعـدونا اللـدود الإرهاب والدكتاتوريـة السـابقة ومعـاني جديدة للإنتخـابات الأخيرة وما أسـفرت عـنه مـن نتائـج متوازنـة . . . ألخ ) و من الأفضل أن لا أذكر المزيـد لأنـني لا أريد المزيد من الإزعاج للقراء ، لأنـها ( على المنوال الغريب نفسـه المبكي المضحك الذي صار معـروفا عـنه ) وكان اللـه في عـون العراق والعـراقيين ، إذ بعـدما تخلصـوا من دكتاتور واحـد ( صدام ) جشـم على مقـدراتهم عشـرات الدكتاتوريين من جعفري وبطانتـه . .

ومـع إسـتمرار هـذا الوضع الطارئ وغيـر العـادي ، هل من الغرابـة أن تنشـر وسـائل الإعلام ( 1 / 12 / 2005 ) تصريحا لوزير العـدل القطري السـابق نجيب النعيمي ( عضو هيئة الدفاع عـن صدام ) أن " بعض العراقيين يطالب بدرس فكرة ترشـيح صدام للإنتخـابات الرئاسـية " وأضاف إلى ذلك صديق للنعيمي " خلال وجودنا في مطار بغداد ، تـقدم منـا أنـاس عاديـون وعـبروا لـنا عن أمنيـتهم بعـودة الرئيس صدام إلى الحكم ، وأخبرونا قائلين : فقـدنا الأمـان بعد ذهاب صدام ونتـمنى عودتـه " .

و لأنـه ( الجعـفري ) نجـح في تأكيـد أنـه خيـر مـن يمكـن أن يمثـل الصـورة السـيئة لممارسـات الطائفييـن الدينيـين حيـن يتـولون السـلطة . . فـقد أثبـت كصـدام أنـه لا يخجـل من أن ينقض مسـاء ما يوعـد بـه صـباحا ، حتى أن الرئيس جلال الطالباني قال عـنه " إن وزارته أصبحت حزبية أكثر منها عـراقية . . حيث قـدم لـه التحالف الكردسـتاني مذكرة طالبنا فيها بتطبيق بنـود البرتوكولات التي كانت فيـما بيـننا ، حيث لا يطبق رئيس الوزراء تلك البـنود المتفق عليها فيما بينـنا في الحين نفسـه ينفـرد السـيد الجعفري بالقرارات . . لدينا إتفاقـات حول الإشـتراك في الوزارة وهو لا يحترمها وليس من المعقـول أن كل وزير يعـين الموظفين من عشـيرته وحزبـه . . " وإلى ذلك أفاد القـيادي الكردي فؤاد معصـوم " إن من بين مـآخذ الأكراد على السـلوك السـياسي للجعـفري ، إنفـراده بالتـعيينات في بعض المناصب ومن أبرزها قيـامه بتعـيين والـد زوجة إبنـه رئيسـا لمكتب الإعـمار وهو ليس مختصا بهذا الموضوع وإنـما يملك مطعما للفلافل في بريطانيا " . . فهل يتعظ الأخوة الكرد من تجربتهم مع الجعفري ويتخذوها درسـا لأي تشكيل حكومي مقـبل ، فإن لدغـة واحدة تكفي لتكون عبـرة لكل الحياة ؟ ! !

ولأنـني كما ذكرت ، لا أريد أن تكون لهذا الموضوع علاقة بالسـياسة ، فإنـني لن أتطرق إلى مخاطر توجهاته السـياسية ، وإنما سـأقتصر على ممارسـاته التي رسـخ اليقين فيها ، أنـه حقـا مخادع بارع .

فـفي خطاباته أمـام الجمعية الوطنية ، كان يبـدو وكأنـه داخـل حسـينية . . ولا إعتـراض على ذلك لأن الجمعية الوطنية حولها أقـران الجعفري بعد إنتخابات كانون الثاني 2005 الذين فازوا بوسـائلهم الخاصة ، إلى حسـينية بأدعيتهم وكلماتهم ولحاهم وهندامهم . . لكن الجعـفري الذي أكمل دراسـته الطبية في الموصل ( وتخرج طبيبا بالأسـم متباهيا بلقب دكتور وكأنـه بروفيسـور عالم ) طالما تفاخر بمعلوماته عن الموصل ، لكنه إدعى ، عندما إعتـرض النائب الإيزيدي كامران خيـري على ما يورده من عبارات تمثـل إسـاءة لأعـراف ومشـاعر نحو ثلاثة أرباع المليون إيزيدي عراقي يسـكنون جـوار الموصل . . فـقد إدعى الجعفري أن ما يقـوله مأخـوذ من القرآن الكريم ، وإذا إتخـذت الجمعية الوطنية قرارا بعـدم تداول هذه العبارات فإنـه سـيتخلى عنها في خطاباتـه . .

وهـنا العجب العجـاب لثلاثة أسـباب . . الأول : هل يعـقل أن الذي يعيش في الموصل سـنوات ويعـرف ( شـهداءها وكل عـوجي فيها ) لا يعـلم عن الكلمات التي تمثل إسـاءة لأعـراف سـكان محافظة نينوى من الإيزيديـة الذين تنتشـر قراهم على مسأفة قريبة من شـمال الموصل وغربـها ؟ . . والسـبب الثاني : هل يعقـل أن شـخصا يحمل عـنوان رئيس الوزراء لا يعـرف أن برلمانـا يسـيطر عليه الطائفيـون لايمكن أن يتخـذ قرارا يمنع تداول عـبارات واردة في القرآن الكريم ؟ والسـبب الثالث : هل من الضروري أن رئيسـا للوزراء ينبغـي أن يراعي مشـاعر كل المواطنين ، ينبغـي أن يبـدأ كلامـه أينمـا ذهب وتحـدث بسـرد مجموعة من آيات القـرآن الكريم وكأنـه في حسـينية أو مـزار ؟ و مـاذا تـقول أنت يا أيـها الطائفي المخادع . . هل ضروري هـذا ؟ ! !

ومـا دمنـا في الموصل ، فـإن الجعفري صار يردد مع كل ذكـر للموصل ـ بمناسـبة ومن دونـها ، ربما ليـؤكد معلوماتـه الواسـعة عن الموصل ـ إسـم ( الشـهيدة حفصة العمري ) متجاهلا مئـات الشـهداء والشـهيدات ـ ولنقل من كل الأطراف ـ الذين يعـرف أهل الموصل أسـماءهم وكل الأمور عنهم ، فهـل يمكن التكهن أنه لم يسـمع بأسـم شـهيد أو شـهيدة في هذه المدينة الباسـلة سـوى حفصة العمري ؟ أم أن لهـذا التكرار " غـاية في النفس . . " ؟

وشـخصيا لـي معلومات وافية عن المرحومة حفصة وعائلتها التي كانت لي معـرفة بـها ، حيث كان لأقرباء جدتي ( لأمي ) علاقة وثيقـة مع جدهـا عبداللـه رفعت العمري ( توفى 1957 ) الذي كان من زعماء عائلة العمري ذات النفـوذ في العهد الملكي ( ومن العائلة نفسـها رئيسا الوزراء ، أرشد العمري ومصطفى العمري والنائب رمزي العمري ) وكان عبداللـه عضوا في المجلس البلدي لمدينة الموصل عن محلة ( باب الجديد ) وكنت أتردد على داره في محلة باب الجديد مع جدتي وأنا في مرحلتي دراسـتي الإبتدائية والمتوسـطة ، وكان داره واسـعا يتكون من قسمين ، كـكل دور العائلات العريقة في الموصل ، القسـم الداخلي لعائلتـه والخارجي للضيوف ، وكان يجتمع العشـرات من أهل الموصل في ديوانه كل يوم جمعـة ، بصورة منتظمة ، ويتحدثون في مختلف القضايا الطارئة لمدينة الموصل ، وكان غنيـا لديه أملاك في الموصل وبسـاتين زيتـون وغيرها في بعشـيقة .

وكنت بتـرددي على منزل عبداللـه العمري تعرفت على عـلي ( وهو الإبن الوحيد لعبداللـه العمري ) وأسـرته ومنها إبنتـه حفصة وهي كانت أكبر أولاده ، وكان علي قد سـكن بعد زواجه مـن ( مرود ، وكانت لها أصول كردية ) في بيت مسـتقل في منطقة الغـزلاني قرب معسكر الغزلاني الذي كان مقـرا لحامية الموصل ، ولفترة مـا إنصرف علـي عن زوجته أم حفصة ، وتزوج من إبنة حمدي جلميران ، أخت عدنان جلميران ، لكنـه لم يعش معـها طويلا فطلقها وعاد إلى أم حفصـة .

لـم يكن علي ( والد حفصة ) يعـير أي إهتمام للسـياسة ولم يكن متدينـا ، فقـد كان منصرفا إلى ( السـكر والنسـاء ) وحفصة هي الأخرى كانت لا تعرف شـيئا عن السـياسة والدين ، وبحسـب معرفتي أنها كانت طيبة وإجتماعية مثل والدتها ، وآخر مرة شـاهدتها كانت بعد أشـهر عدة من ثورة 14 تموز ، حيث كانت مع والدها ووالدتها وشقيقها وشـقيقتها وخطيبها في نزهة على طريق موصل ـ تلكيف . .

وبحسـب معلوماتي المسـتندة على أقارب جدتي ـ الذين لازمـوا منزل علي في الغزلاني بعد مقتله هو وحفصة ـ أن علي كان في منزله مع عائلته ، فدخلت عليه مجموعة من الجنود ، يسـود الإعتـقاد أن دخولها كان بتحريض من عدنان جلميران إنتـقاما من طلاق علي لأخته ، وعندما أطلقت المجموعة النار على علـي ، سـارعت حفصة إلى سـلاح كان في المنزل وأطلقت بدورها النار على الجنود ، فصوبوا نيرانهم نحوها وقتلوها هي أيضا وخرجوا من دون أن يمسـوا بأذى أحدا آخر من الذين كانوا في المنزل ومنهم أحد أقربائي الذي كان ضيفا عندهـم في ذلك اليوم .

هـذه هي القصة الكاملة التي أعرفها عن حفصة العمري ووالدها اللذين قتلا بصورة عادية لاغيـر ، فلا نضـال ولا شـهادة لا هي ولا والدهـا ولا إهتمام في الموصل بهما من أي جهة سـياسية بإسـتثناء الجعـفري ، الذي يبدو أنه يريد أن يـزايد على أهل الموصل جميعـا من أضـعف المجالات . . وقد أوردتها فـقط ضمن إطار الخداع الذي دأب عليه الجعـفري لا غيــر .

ولنأخذ ( سـلوكا ) آخر للجعفري ، بداية ، شـخصيا لا يهمني ما يرتدي الناس وكيف يتصرفون بأمورهم الخاصة ، فهـذا من حقـهم ، شـريطة أن لايكون من خلال الإرغـام والإجبـار والتهـديد . . لكن الجعفري ، الذي يدعي التسـامح الديني وأحترام المعتـقدات والخصوصيات والديموقراطية ومعارضة كل إرغـام . . كما أفاد في ندواته وتصريحاته في بريطانيا والولايات المتحدة وأماكن أخرى . . فمثلا ، عن لقـاء الجعفري في مشـيغن بالولايات المتحدة ، كتب في المواقع ( ومنها موقـعا عنكاوا و تللسـقـف ) أحد الذين حضروه ، ما يلي :
" . . وبهدوئه المعهود سـرد مرتجلا في حديثه إلينا ، موضوعا إنشـائيا بدرس الوطنية وكأننا طلبة في الصف الخامس الإبتدائي ، مسـتوفيا بحديثه لأقـوال من فلاسـفة وأدباء . . وأصر أن يخاطب الحضور وكأنـه حاز على جائزة ( نوبل ) للآداب وأنهم أتـوا للإحتـفاء بـه . . أسـتغربت لحديثه اللامعـقول إلينا وعن فلسـفة لغوية حاول تمريرها إلى مسـامع الحاضرين . . كانت أسـئلة الحاضرين مكتوبة ، وقرئـت لـه . . إجاباته كانت مطولة وغير وافية تماما ، وكانت التبريرات طاغية عليها ، دافع على ما ورد في مسـودة الدسـتور وخاصة علاقة الدين بالدولة ، والشـريعة . . وكان واضحا في رفضه فرض الحجاب ؟ وقال موضحا ( ليس هناك قانون يلزم المواطنات بإرتـداء الحجاب فلهن كامل الحرية في إختيار ذلك ونحن نحتـرم حقـهن هـذا ) ولكن . . كـم كان صـادقا . . . ؟ هنـا السـؤال الذي يحتاج إلى جواب وأجوبـة . . فها هو خضير عباس الأمين العام لمجلس الوزراء يصدر قرارا بطرد الغـير محجبات ، فيا الدكتور رئيس الوزراء كفاكم الضحك على الذقون وتحلوا بـقدر من الشـفافية والعـقلانية . . عسـى أن يغـفر لكم هذا الشـعب المسكين . . ؟ "

وبعـد هذا التناول لجزء من موضوع الكاتب الذي حضر اللقـاء . . شـخصيا أسـتغرب من جواب الجعفري ( ليس هناك قانون . . ) وأسـأله ( وإن كنت مسـبقا أعلم أنه لن يجاوب على أسـئلتي وما هو مثلها من أسـئلة غيري ، لأن المخادعين عادة يعرضون خداعهم ويهربون ) وأسـأله :

هل أن ما كتبه موقع إيلاف عـما كشفته مصادر لـه ، عن إصدار الأمين العام لمجلس الوزراء العراقي ( الذي عينه الجعفري نفسه بمنصبه ) خضير عباس قرارا بطرد جميع الموظفات غير المحجبات العاملات في المجلس ونقلهن إلى إدارات أخرى مؤكدة ، أنه تم فعلا توزيع خمس موظفات على تلك الإدارات لحد الآن ( لحد نشر الموضوع في 19 / 9 / 2005 ) . . في وقت سـتلجأ أخريات إلى التحجب تجنبا لنقلهن إلى خارج المجلس . . تـم بموجب قانون ؟ وهل ما قام به قبل ذلك خضير عباس ( هذا نفسـه ) عندما كان وزيرا للصحة من إرغام كل العاملات في المؤسـسات الصحية من طبيبات وممرضات وغيرهن على إرتداء الحجاب وتـقديم توصية بأنه يفضل أن يطلق الأطباء والممرضون والعاملون الآخرون اللحـى وأن يتخلوا عن إرتداء اربطة العـنق . . كان بموجب قانون ؟ وهل قيام أزلام وعصابات حزبك وفئـات الصدر و الأحزاب الطائفية الأخرى ( خصوصا من أيتام البعث المقـيت الذين إحتضنتهم أحزابكم الطائفية ) بتـفجير محلات بيع الخمور وأختطاف أصحابها وأخـذ الأتـاوات منهم من أجل الإفراج عنهم وقـتل الكثيرين منهم . . تم بموجب القوانين ؟ وهــل مشـاركة هؤلاء الأزلام لغيرهم من الإرهابيين بتفجير صالونات الحلاقة النسـوية . . تم بموجب القانون ؟ هـذا هو الواقع يا أيها الجعـفري في زمن الميليشيات و الفوضى والفـلتـان الأمني الذي يناسـب كل الطائفيين ، من أي فصيل كانوا ، فهم يلتـقون في الأمور المسـتهجنة ويواصلون صراعاتهم بينهم في أمور كثيرة غيرها . . ومن دون لقـاء أبدا . .

ولسـنا في حاجة لكي نورد المزيد عـن الإرغام وتنوعـه ، فكل العراق يتعرض له ، بأسـتثناء المحافظات الكردية وبعض مناطق محافظتي كركوك ونينوى التي لا تصلها أيادي الطائفيين من أي شـكل كانـوا . .

ورحم اللـه خيراللـه طلفاح فقـد كان أمره ، وهو محافظ بغـداد ، إلى الشرطة فقـط ، بأن يحملوا قواطي البويـا و يصبغـوا أرجل النسـاء اللائي تنوراتهن وفسـاتينهن لا تمتد إلى ما تحت الركبة ، ومن دون أن يتجـرأ على المطالبة بالحجاب ، فقـد كانت بناتـه سـافرات ولم يرغمهن على الحجاب .

إتصل بي ، قبل أيام ، صديق إعلامي عضو في حزب الدعوة ( التنظيم المنشق عـن دعوة الجعفري ) وقال لي وهو يعرب عن تألمـه " لقـد سـئمنا هذا الجهنم . . ونخشى الكلام لأنه سـيجعلنا نفـقد حياتنا ، فكل شئ في العراق أعتبارا من الحرية وحتى كلمة الحق أصبح جريمة إرتدادية عقوبتها الموت "

وقبل أيام أيضا ، لاحظت ملصـق دعاية للأنتخابات الأخيرة لحزب الدعوة فيه مايلـي : " أهل العمائم واللحى أولاد الزهراء كربلاء جديد أتعلم أن جراح الشهيد البعث الجديد حزب الدعوة الإسـلامية " والسـؤال إلى حمدية واللامي وأيـار والهنداوي وباقي اعضاء المفوضية المسـتـقلة للأنتخابات ( هكذا إسـمها بعيد عن واقـعها ) ألا يتعارض هذا الملصق الإنتخابي مع شـرط عدم إسـتخدام الرموز الدينية في الدعاية الأنتخابية . . ؟ أم ما دام للدعـوة فهو مسـموح به من أجل بريق عيـون الجعفري ؟ ! !

الـذي يتابع وسائل الإعلام المحلية والعربية من صحف وإذاعات وقنوات تلفزيونية ، يجد كثافة لا مثيل لها في أي بقعـة من الأرض للدعايات من الأنواع الإستهلاكية المحلية وتمرير المصالح والخداع المدفوعة الإجـر المتنوعة عن العراق ( الأنتخابات والوحدة الوطنية والتصدي للإرهاب . . ألخ ) وعند السـؤال عن الذي يدفع ملايين الدولارات ثمنا لـها يأتي الجواب سـريعا : المفوضية المستـقلة والحكومة العراقية . . ونسـأل مادامت هذه الدعاية غير مجدية ، فماذا يمكن إعـتبارها غير الرشـاوى في زمن الخداع والنفـاق ؟

هـذا غيض من فيض ( صدام ) و ( الجعفري ) غير السـياسي ، وهو تحصيل ناتج عن السلطة عندما تكون ( فردية ) أو ( طائفية ) . . والذي لا يزال لم يقطع ( ما بقـي من الشـعرة التي ربطته مع الجعفري ، قوما وفئـات ، فليتـعظ قبل أن يلدغ من جديد ، وبعد فوات الأوان ) . .

إن هذا الوضع ، هـو ( وارد ) ديموقراطية الفوضى التي تنشـرها الولايات المتحدة وتسـعى إلى هيمنتها في كل مكان تحل فيـه . . وصدق البلقانيون عـندما يرددون ، إنطلاقا من تجاربهم " ما دخلت أميركا أرضا إلاّ أفسـدتها " وللديموقرطية الفوضوية وتفسـيد الأرض ، لنا عـودة في مواضيع مسـتـقبلية . .