| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جاسم المطير

 

 

 

الخميس 19/3/ 2008

 

مسامير جاسم المطير 1438

حضارة بابل تهان في الحلة وتكرّم في باريس ..!!

جاسم المطير

أعلنت وزارة الثقافة ـ حفظها الله ورعاها ــ عن انطلاق فعاليات بابل عاصمة الثقافة العراقية، كما أعلن المسئولون فيها ان الوزارة خططت لتقديم الكثير من الفعاليات الثقافية مثلا وأشار وكيل الوزارة الى ان الوزارة ستتحمل العبء الكبير لإقامة هذه الفعاليات من خلال دوائرها المتخصصة في الجانب الفني كالموسيقى والكتاب وإقامة الندوات الفكرية، فضلاً عن مشاركات إتحاد الأدباء والكتاب في الحلة بعقد الندوات الفكرية والثقافية وإقامة الجلسات الشعرية، إضافة إلى تربية المحافظة ستقدم مهرجاناً للمسرح بمشاركة طلاب المدارس ومهرجاناً للشعر والأنشودة الوطنية ومعارض تشكيلية ونشاطات أخرى ثقافية لنقابة الفنانين والتشكيليين، والمركز الثقافي للطفل فرع الحلة الذي سينظم معرضاً لرسوم الأطفال ومهرجاناً للخطابة والشعر ومعارض لمطبوعات دار ثقافة الأطفال والبيت الثقافي التابع لدائرة العلاقات في وزارة الثقافة وهيئة الأحياء والتحديث التراثي...!!
هذه هي الاحتفالية .. وبس ..!
في " الحقيقة والواقع " ليس عندي أي تعليق على خطط وزارة الثقافة المحرومة منذ العام الماضي من طاقات وزيرها الهارب ..!
مصادر الاحتفالات البابلية المذكورة آنفا معدودة ومحدودة حتما في وزارة الثقافة لذلك لا يمكنني تصور حرارة الاحتفالات السطحية الترفيهية سوف تعبر حدود الصفر لسبب واحد وحيد هو نقص معارف " وزارة ثقافة بلا وزير " عن حضارة بابل ..!
لتأكيد قولي هذا أقدم للقراء الكرام في أدناه تقريرا عن احتفال ٍ بالمصادفة سيجري في نفس الفترة في باريس عن معرض يتعلق بمدينة بابل وحضارتها لنرى وترون أيها القراء الأعزاء الفرق الشاسع بين البرنامجين الاحتفاليين عسى أن يساعد هذا التقرير في رفع مستوى المفكرين والمخططين بوزارة الثقافة العراقية ..!!
يقول التقر ير الباريسي عن احتفالية بابلية :
مع حمورابي وقانونه الشهير "العين بالعين" ، وبرج بابل ، تنزل مدينة بابل العريقة ، ضيفا على متحف اللوفر في باريس ، في أول معرض من نوعه يقام حول هذه المدينة الأسطورية ، تحية وإكراما للعراق وتاريخها الإنساني الطويل. وتشارك بابل في متحف اللوفر بباريس ، من 14 آذار إلى 2 حزيران 2008 بنحو 400 قطعة أثرية ، ونقوش ومخطوطات ، ترسم لأول مرة ، لوحة تاريخية لأسطورة مدينة كانت دوما موضوع حسد وخشية ، وإعجاب وكراهية ، منذ خمسة آلاف عام. ويأتي المعرض أيضا فرصة لإظهار العراق في وجه جديد ، بعرض إشراقه وبهائه وجلاله عبر التاريخ.
يتناول المعرض من أوجه عديدة ، المدينة التاريخية الواقعة على بعد نحو تسعين كيلومترا الى الجنوب من بغداد الحالية التي كانت على مدى ثلاثة قرون العاصمة الثقافية للشرق الأوسط القديم. أما بقية المعرض فهي تتناول إرث المدينة ، في الكتاب المقدس على الخصوص ، ثم إعادة اكتشافها ما بين نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. "ورد اول ذكر لبابل العام 2200 قبل الميلاد ، على لوحة مسمارية يشاهدها الزائر في بداية مسار المعرض" ، تقول بياتريس اندريه سلفيني ، المحافظ العام للمتحف ، والمسئولة عن الآثار الشرقية في متحف اللوفر. لكن حمورابي (بداية القرن الثامن عشر قبل الميلاد) هو "المؤسس الحقيقي لبابل الكبرى" تضيف هذه الأخيرة ، مع قانونه الشهير الذي أعطى نموذجا قانونيا لكل المنطقة. المواد القانونية المعروضة منقوشة على مسلة من البازالت الأسود يزيد ارتفاعها عن مترين اثنين ، وهي جوهرة المعرض. ومنها القانون الشهير الذي أعطى قانون القصاص والعقوبة بالمثل :"اذا فقأ أحد من عليّة القوم عين أحد من عليّة القوم سنفقأ لم عينا". وكذلك الأمر بالنسبة للسن.
تجدر الإشارة إلى ان المدينة ما فتئت عبر القرون تفرض فتنتها وسحرها على العالم. فقد جعل منها الفرس الذين احتلوها العام 539 قبل الميلاد واحدة من عواصمهم. ويقال ان الكتاب المقدس ولد جزء منه فيها ، وفيها توفي الاسكندر الأكبر. اما الإغريق فقد صنفوا حدائقها المعلقة ضمن عجائب الدنيا السبع ، قبل ان يجعل منها آباء الكنيسة مدينة ملعونة ، ونموذجا تراثيا للشر والانحراف. صورة بابل الايجابية تأتينا من عصر الأنوار. فقد خصص الكاتب الكبير ، فولتير ، تراجيديا كاملة لواحدة من أميراتها الأسطورية ، سميراميس ، هذه الأسطورة التي خلبت ألباب البشرية منذ اكثر من الفي عام ، وفرضت حضورها في الأدب وفي التاريخ وفي الرسم وفي الموسيقى ، وفي السينما وفي المسرح ، وفي السحر وفي السياحة ، اي في كل مجالات الحياة في العالم اجمع. وتنسب لها الأساطير بأنها هي التي شيدت بابل بحدائقها المعلقة ، وأنشأت العديد من المدن ، وغزت مصر و جزءا كبيرا من آسيا والحبشة ، وحاربت الميديين ، واخيرا قادت هجوما غير ناجح على الهند ، كاد يؤدي بحياتها. اما في العصور الحديثة فلم ينقطع صيتها حيث ألهمت العديد من الكتب والروايات والاوبرات العالمية والمسرحيات ، ولم تبخل عليها هوليود بأكبر أفلامها. هذا وتحمل اسم "سميراميس" ، في جميع أنحاء العالم ، وبجميع اللغات ، الكثير من المراكز السياحية والفنادق ودور التجميل والأنوثة والمتعة. وقد وصفها الكاتب "ويفي ميليفل" في ثنايا روايته "ساركادون.. أسطورة الملكة العظيمة" ، اذ يقول :"كانت فائقة الجمال ، لا شك في ذلك ، ذلك الجمال الذي تعجز الكلمات عن وصفه". ، يسعى موضوع المعرض الى ربط الأسطورة بالواقع التاريخي. موضوع الكتاب المقدس ، المتعلق بالطوفان ، يأتينا من ملحمة جلجامش ، وهي ملحمة سومرية مكتوبة بخط مسماري على 11 قطعة من الألواح الطينية اكتشفت لأول مرة عام 1853 م ، في موقع أثري اكتشف بالصدفة ، وعرف فيما بعد أنه كان المكتبة الشخصية للملك الآشوري آشوربانيبال ، في نينوى في العراق ، ويحتفظ بالألواح الطينية التي كتبت عليها الملحمة في المتحف البريطاني. الألواح مكتوبة باللغة الأكادية ، وتحمل توقيعا لشخص اسمه شين ئيقي ئونيني الذي يتصور البعض أنه كاتب الملحمة التي يعتبرها هذا البعض أقدم قصة كتبها الإنسان. هذا الى جانب ملحمة برج زقرة الديني - وهو معبد يصل ارتفاعه الى 90 مترا ، وكان عبارة عن سلم عملاق للآلهة ، وكان ، كما تقول السيدة سالفيمي ، ممرا للآلهة الهابطة من السماء الى الأرض ، وليس سلّما للإطاحة بها. وتجدر الإشارة أيضا إلى ان بابل كانت في كل عصر من العصور تشكل وسيلة لشرح الزمن الذي يعيشه الناس في هذا العصر أو ذاك من العصور. ففي القرن السادس عشر ماثل البروتستانت روما ببابل الملعونة ، فيما مجّد القرن الثامن عشر ، برج بابل الخالد الذي خصصت له قاعة بكاملها في المتحف كدليل على العبقرية الإنسانية.

************
· قيطان الكلام :

• ايتها الوزارة العتيدة : العراقيون يعرفون أن أمكَدي كركوك عليجته قديفة ..!!

************

بصرة لاهاي في 19 – 3 - 2008




 

Counters

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس