| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جميل محسن

 

 

 

الأربعاء 7/9/ 2011


 

ربيع بغداد .... 9/9 .... جمعة قناة الشرقية !!؟؟

جميل محسن

ماهي مأساة ودماء تسيل في الشوارع والساحات , وفعل شبابي ثائر ومنتفض , في مختلف الدول العربية القريب منها والبعيد عنا , يراد تحويلها هنا في بغداد خاصة وباقي مدن العراق إلى ملهاة وربما مهزلة يشارك فيها الجميع في زمننا العراقي الديمقراطي !! الحمل مع الذئب , الحكومة مع الشعب , السنة مع الشيعة وبينهما الأكراد , نواب من البرلمان العراقي الموقرين مع أهل البطالة والجنابر وحتى (الدايحين) أمثالنا بلا عمل والمشردين والقاطنين في بيوت الصفيح والحجارة والتراب والغبار !! ولا بأس بمشاركة الفضائيات على مختلف توجهاتها , الطائفية أو القومية , أو المرتبطة بأي ممول يجلس مرتاحا في أوربا أو إحدى دول الجوار , مانحا إيانا هو ومستشاريه وخبرائه وباحثيه ومعلقيه الأفذاذ دروسا في الوطنية وعشق العراق الحر ومقارعة الاحتلال .

- ليس من عادتي إدمان مشاهدة فضائيات هذا الزمان خاصة الزئبقية منها , والتي تقدم لك كل شيء ماعدا الحقيقة والموقف الواضح , وسط هذا التنافس الحاد للحصول على مشاهدين أكثر , يختفي الواقع وتبرز الإثارة التي هي رأسمال مفلسي ثقافات هذا الزمن , وذلك ما لاحظته من متابعة بضع حلقات من مسلسل الباب الشرقي من إنتاج القناة سالفة الذكر والمعروفة للجميع والتي حولت أحداث جمع عراقية شبابية في الغالب تعلن مخاض جديد غير واضح المعالم يهرول نحو المستقبل وينتظر نورا يلوح في آخر النفق , أقول حولت قناة الدعاية الشرقية كل ذلك إلى حلقات بوليسية ومطاردات وشخصيات تتحدث بلسان غير عراقي طحنته معاناة عشرات السنين من حروب واحتلالات وفساد وقتل مجاني وتجربة ديمقراطية مشوهه أنتجت لنا المزيد من الطائفية والعنصرية القومية وصعود سياسيو الجهل والتخلف والأمية .

- ما الذي سيحصل لاحقا ونحن في الطريق نحو دورة ومحطات جمع شعبية أخرى في الطريق !! لكل طرف في العراق نظرته الخاصة لها والمختلفة جذريا عن الآخرين أحيانا والمتلاقية مصلحيا بين إطراف ربما لا احد يصدق إن لهم الهدف نفسه عند التعامل مع هكذا حدث , كالسالب والموجب في الكهرباء , أو وجها العملة المختلفان , ولكن ليشكلا كينونتها وسعرها .

- ما ذكرني بقناة الشرقية ومسلسلها , ليس فقط الشحن والاستغلال الحالي والمستمر لهذه القناة للموضوع ذاته , أي الربيع العربي بنسخته العراقية , ولكن التناول الرسمي للأحزاب الطائفية الحاكمة والمعارضة , ومحاولتها الاستفادة من درس قناة الشرقية و(مفكريها) ومخرجيها ومنتجيها للأحداث نفسها وذلك بالدخول إليها ومحاولة تمثلها وكأنهم جزء من المعاناة والمظالم وليسوا بمسببيها وصانعيها والمستفيدين منها , وحتى الإيهام بأنهم سيكونون جزء من المتظاهرين ومطالبهم !! وما الفرق حقا ومثلا بين النائب فلان والوزير الفلاني وسكرتير الحزب الممثل بالوزارة بأربعة وزراء نافذين محبوبين , ما فرقهم والخريج العاطل , والحرفي الفاقد رزقه والمرأة المسلوبة الإرادة , وكلنا فداء للوطن , ولنر من هو صاحب الصوت العالي !!

- عندما لف الغضب العارم والصاخب الشباب المهمش والكادح في تونس اثر مشاهدة النار تلتهم جسد رفيقهم الخالد البوعزيزي , والدخان الأسود يتصاعد من حفلة شواء بشري !! أوقدها بنفسه لنفسه هذا الكادح المتعلم التونسي ,امتد اللهب في كل البلد ليصل بطانة الرئيس وتهرب مذعورة بما امتدت يدها إليه مما خف وزنه وغلى ثمنه , ويتلاشى بن علي , وينتبه للحدث المجتمع العربي بأسره شعوبا وحكومات , حان وقت النهوض , ويتلقفها الكادح المصري المتواجد أصلا في الشوارع والساحات , ونكون حينها قد مشينا الطريق , درب الشعوب وطريق الخلاص من أنظمة الوراثة المستدامة , فقد اهتزت الصروح والعروش ولا عودة للوراء , والخلاص هذه المرة بيد الفئات المسحوقة والمثقفين , لا بيد الأجنبي على طريقة إسقاط صدام ليركب الموجة حفنة المتسلقين والفاسدين , لا كفاءات المجتمع الحقيقية التي تبرز مواهبها القيادية مسيرة التحرر والخلاص والتضحية والدماء , كما هو الحاصل اليوم في مصر وليبيا وسورية والبقية تأتي .

- هو فرز طبقي يتبلور بين ملايين عاطلة ليس لها إي أمل فعلي بغد أفضل , او سكن يستر أو حتى زواج مختار وعائلة هانئة , وبين مجموعات طفيلية تتراكم عندها الثروة والجاه والسلطان والمال والبنون والمأوى والسكن , فهل سيستمع لذلك من قرر أو صرح من وزرائنا أو نوابنا بأن هنالك تنافر وتباعد بين أفكارهم ورغباتهم , ومن سيحاول الخروج للتعبير عن رأيه بطريقة التخلص من طغمة الفساد ؟

- لا شعارات زائفة , ولا حديث عن سنة وشيعة , فهي ورقة السلطة الرابحة و(أعدائها) المفترضين ! كلنا عراقيين, ربما لازلنا نتحسس نهاية ظلام النفق, لنبدأ خوض تجربتنا الفعلية والخاصة على طريق الربيع العربي القادم.
 

 

free web counter

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس