| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جميل محسن

 

 

 

الأثنين 19/11/ 2012

 

هل من علاج للضايج من شعبه!؟

جميل محسن

الضجر كشعور شخصي قد يتحول احيانا الى مرض يصيب غالبا صنفين من الناس :

1- المثقف الأكاديمي .

2- الغني جدا .

وفي الحالتين مثقف يملأه الضجر وغني يصيبه الملل , ينفصل كلاهما عن الواقع المعاش غير الملائم لمزاجيهما , مع عدم الرغبة الملحة او الحاجة الدافعة لمحاولة التغيير نحو الأفضل من وجهة نظريهما , لتبدأ الشكوى ولوم الأخرين , المثقف يتسامى عن الواقع ويشرح أراءه لنظرائه فقط لأنه متعب من العامة ولكونه غالبا , تكنوقراط , أي صاحب مهنة مركبة معقدة تحتاج لتخصص وتفوق فكري يوفر له مستوى , قمة , يرى فيه الأخرين عند السفح أو في الهاوية , ويتحول الضجر عنده الى استهانة وأستخفاف وأنفصال ليشكل مع امثاله مجتمعات النخبة , والظل لهذا الأصيل وخياله الممتد على الأرض وفوق البشر هم الأدعياء وما يسمون بأنصاف المثقفين المحاولين التسلق نحو القمة بأدعاءات (الأوف) والضجر الكاذب وما أكثرهم اليوم على الشبكة والفيسبوك والتغريد المنفرد .

- الغني جدا هو الضجر الدائم من كل ماحوله فقد اصابته التخمة الى درجة التقيؤ على من تحته , يبحث دوما عن الجديد خاصة من هو منهم حديث نعمة ! الملل يقتله , من بلدته ... وطنه ... معارفه ... زوجته ... وخاصة زوجته الحالية التي يراها مملة مستعملة لا يستطيع تغييرها مع السيارة والبلد والدار والملابس , ويحمد الله عندها لأنه خلقه مسلما حنفيا , وليس مسيحيا كاثوليكيا او ارثدوكسيا وحيد المرأة, ليستطيع هو الزواج مثتى وثلاث ورباع وما ملكت ايمانه وعلا رصيده في البنوك والأسهم , ويسألونك عن سبب سيطرة الأسلام السياسي وهيمنته على مجتمعاتنا المتخلفة .

- ذهبت بعيدا من حيث أود التركيز للكتابة والحديث عن العلاقة المرتبكة بين جهلة الشعب ومتعلميه , وحيث ان الضجر النحوي هو نفسه , الضوجة , العامية التي لاحضتها مرارا طافحة في تفوهات وفلسفات واحاديث بعض رواد المجالس السياسية والمجتمع , الذين لهم القدح المعلى لأنهم بكل بساطة (سقطت من فوق جباههم قطرة المستحى) يتحدث احدهم عما قدمه للشعب والوطن خلال عشرات السنين حيث , ضحى , بلا فائدة ولا مردود وحيث نحن كدولة ببساطة لا نمتلك تقنية (الحكومة الألكترونية) وتاريخ مكتوب مسطر لايتغير , يصبح عندها , اللسان , السليط الكاذب حكما هو القاضي ويستمع امثالي من العامة مندهشين صامتين مع شعور بالذنب ربما لأننا نعرف تماما تاريخ المتحدث , في عقلنا لوثة او انحراف !! لاشك في ذلك تستوجب ان نواسيه على تضحياته وغبائنا , حسنا ايها السادة المضحين سابقا ولاحقا , لا, تضوجون منا رجاء , تحملوا جهالتنا وأننا السبب في كل سلبيات المرحلة التي يمر بها العراق لأننا المادة وانتم الوعي الخالص والنوع , ثانية وثالثة لا تتبعوا قول احد (مفكريكم) وهو يصف أهله وبلده .......

أكاد أن اقول ان النور يشع من جسدي وأن بلادي هي الضلماء... , وكفى نرجسية .

 



 

free web counter

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس