| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جميل محسن

 

 

 

الأربعاء 13/2/ 2008



منتخبا العراق ومصر بكرة القدم ....
نحو كأس بطولة القارات  2009

جميل محسن

التهاني والتبريكات للمنتخب المصري الشقيق ورجاله لفوزهم ببطولة الأمم الأفريقية 2008 لكرة القدم , والتي أقيمت في غانا , بعد تغلبهم على فريق الكامرون الأسطوري القوي , وبذلك فقد صعد المصريون تلقائيا إلى دورة كأس القارات 2009 في دولة جنوب أفريقيا , ويترشح لها 8 فرق عالمية تمثل خلاصة ما تفرزه البطولات الكروية بين دورة كأس العالم والتي تليها , فأول الصاعدين هو منتخب ايطاليا الفائز ببطولة كأس العالم 2006 , ثم منتخب البرازيل الفائز ببطولة كأس أمريكا الجنوبية , والولايات المتحدة بطلة أمريكا الشمالية والوسطى , والبلد المضيف جنوب أفريقيا , ثم يأتي العراق , المعجزة الآسيوية التي تمت على يد وبين أقدام لاعبين لم يتذوقوا ولعشرات مضت من السنين , مباراة إياب يؤدونها في بلدهم وبين هتافات جماهيرهم المبتلات حاليا بالمصائب والأحزان . وبأنتضار فريقين هما بطل أوربا 2008 , وبطل اوقيانوسيا , ليكتمل عقد الثمانية الكبار, يؤدون بروفة اختبار في العام 2009, واستعراض عضلات قاري, تمهيدا للعرس العالمي الكروي الكبير (كأس العالم 2010) .
- الدول العربية والحال هذه ستتمثل بفريقين في هذا المحفل الكروي الكبير لمقارعة أقوى المنتخبات العالمية , والمطلوب يومها هو مستوى متطور ومتقدم قادر على إثبات وجود وقوة فرق قارتي آسيا وأفريقيا التي لها الأكثرية العددية عند حساب الفرق المشاركة في المنافسات الإقليمية , ولكنها تتحول إلى أقلية عند حساب الفرق المتأهلة للقمة المنشودة (كأس العالم) , والنصيب العددي المتواضع لقارتي العالم الثالث مقارنة بالعملاق الأوربي , ولكن حجة الاتحاد الدولي لكرة القدم هي في تغليب النوع والكفاءة قبل الكم والمستوى المتدني , وربما يكون له الحق حاليا بانتظار بروز مستويات تضاهي ما تقدمه الفرق والدول المتطورة كرويا , وذلك ما بدأ يتوضح افريقيا , بزيادة أعداد اللاعبين الأفارقة المؤهلين للعب في اقوى الدوريات الأوربية وبروزهم الفردي الرائع مع فرق ونواد لها مكانتها وجماهيرها التي تعرف التمييز بين الذي يستحق والذي يكمل العدد , ويكتمل المشهد أحقية ووضوح بالمطاولة وقوة التحدي والنتائج الباهرة التي حققتها فرق افريقية ما كان حتى لأسماء بعض دولها من نصيب من المعرفة والإعلام قبل قلائل من السنين .
- إذن سيكون التحدي ثنائي لفريقي العراق ومصر خلال العامين المقبلين , 2009 , 2010 , وإذا كانت بطولة القارات محسومة المشاركة للفريقين , فأن الجولات التمهيدية لمونديال 2010 تفرض عليهما جهد مضاعف , لان من سيلاقيهما من الفرق سيضع نصب عينيه المجد الذي سيناله بالتغلب على بطل قاري وليس فريق منافس على الصعود لنهائيات كاس العالم فقط , فما هو موقف كل فريق , واستعداداته للبطولتين ؟
- مصر , بعد التعثر المعتاد للفرق الكبيرة في الطريق نحو بطولة غانا , تخلله فوز مستحق بذهبية كرة القدم للدورة الرياضية العربية 2007 , وإصابة وخروج من التشكيلة لعدد من أعمدة المنتخب مثل محمد بركات ,(وميدو) احمد حسام , أحاطت الشكوك بحظوظ المنتخب في المنافسة القارية , ولكن الإصرار والتخطيط السليم , والاهم وجود البدائل الجاهزة والمكافئة والمقتدرة أمام أنظار وفي قائمة المدرب حسن شحاتة , لقوة وعراقة وفاعلية منافسات الفرق في الدوري العام المصري , عوض الغائبين , واستطاعت التشكيلة المتجددة من السير قدما باتجاه الهدف , والاهم ترسيخ أقدام ومكانة المنتخب المصري على المستوى الأفريقي , وباتجاه العالمية , والاستمرار الظافر وبخطى واثقة وتخطيط سليم نحو بطولة القارات محسومة المشاركة , ومن بعدها وخلالها الخوض في معمعة الطريق نحو مونديال 2010 .
- العراق وسط تراكم المشاكل والصعوبات ومن ثم العقبات ,وحتى المؤامرات المضادة محليا وإقليميا , وكثرة الربابنة ومراكز القرار في المركب الواحد , ينهض الإصرار العراقي العجيب , ويجمع خليط متناثر من اللاعبين , يفتقدون القاعدة الداخلية الثابتة , لتقرير تحركاتهم , ورسم خطواتهم المستقبلية , وحتى اتحادهم المركزي لكرة القدم لا يجد له مستقر ومقام دائم في العاصمة بغداد , بل ترى أفراده يتنقلون بين العواصم المجاورة أو في كردستان العراق حيث الوضع أكثر استقرارا , ويفتقد الدوري المحلي جماهيره الغفيرة , وقوته المعهودة السابقة , كما أن نوادي بغداد وغالبية المحافظات , رغم سمعتها وشهرتها , أصبحت حاليا , هياكل وأشباح متعثرة المسير .
ومع كل ذلك و(بالغيرة العراقية) تم العبور والقبض بأيدي وأقدام حديدية ,على الكأس الاسوية القارية لكرة القدم في العام 2007 , وتبودلت بين المسؤولين التهاني والتبريكات , وتنفست الجماهير الشعبية بعض الفرح والسعادة , فما الذي حصل بعدها لتنكسر مسيرة الخط البياني نحو الهبوط !؟ , بدل أن يكون نيل كأس البطولة مؤشر لارتفاع كبير في مستوى الدعم والتخطيط , خاصة والفريق مقبل على استحقاقات كبيرة سبق ذكرها .
- بدؤوها بالتفريط وبسهولة بالمدرب البرازيلي الذي فهم اللاعبين وطريقة لعبهم , وأعطاهم الخطط والتحركات التي تتماشى وأدائهم الفردي والجماعي , وأصبحنا نشاهد فريق تقل أخطائه وتتزايد كفاءته من مباراة لأخرى , فلمصلحة من استبدل المدرب ؟ ولمصلحة من تتم إضاعة وتفكيك مكسب عراقي نادر في زمن الحرائق والدمار ؟ ونحن على أعتاب فرصة أخرى لتهدئة النفوس واثبات الوجود في المحافل الدولية الرياضية؟ .
- العراق ومصر بلدان وشعبين عريقين , يعيشان ظروف صعبة , تلعب فيها المسألة الوطنية دورا هاما في الحماسة والثقة بالنفس باتجاه التغيير نحو الأفضل , وإذا تجاوزنا ما يقال وهو صحيح ولكن ما نسبة تأثيره ؟ من استغلال الفئات الحاكمة وحتى المعارضة في البلدين وتجيير الرياضة وكؤوسها للمصالح الدعائية وبطريقة مباشرة , ولكن ماعلينا وفي حال مصر والعراق خصوصا حساب مقدار السلب والإيجاب من تأثير(عمل جماعي يؤدي إلى انتصار) في مجالات شرعية مدنية يكون الفوز فيها ثمرة جهد عقلي وبدني لنماذج مختارة من أبناء ذلك البلد , ويمكن لهذه الانتصارات أن تتكرر في أي مجال وأي عمل لايخرج الفرد فيه على القانون وتتساوى قدرة المنافسة و الفرص للجميع .
- كأس الفوز قد يحمله المسؤول , ولكنه تاريخيا ملك الدولة والبلد والشعب و يأتي بقدرة اللاعب والإداري , أي بجهد بشري مشترك , وفي زمن العولمة والفضائيات والخبر العابر للقارات , لم يعد للمسؤول أي كانت قوته وسطوته قدرة الادعاء أن النصر المتحقق , هو من جاء به وحققه , وليس فن وجهد شحاتة والحضري وأبو تريكة والفرقة المصرية , أو فييرا البرازيلي ويونس وهوار ورحيمة ونشأت وباقي كورس الإنشاد البطولي العراقي .
- القطار المصري على السكة والى أمام , والعراقي يتعثر في الطريق إلى جنوب أفريقيا .


 


 

Counters

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس