د. جاسم محمد الحافظ
الجمعة 3/12/ 2010
أَتُلهم وحدة العلاقة بين شارِبي الأُستاذ السنيد ولحيتهِ الدُعاة لبناءِ حكومة رشيقة ؟؟
د. جاسم محمد الحافظ
رغم ملل الناس وسأمهم من ضجيج السياسيين , ومساعيهم البائسة لتخريب المشروع الديمقراطي في العراق , كنت أتمنى لو أن النافذين في الحكم من أصدقاء الأستاذ المحترم حسن السنيد , والمنهمكين في عملية تفصيل الدولة - الغنيمة - على مقاساتهم ضماناً لمصالحهم الأنانية الضيقة , قد أداروا حوارات تشكيل الحكومة في أطار التوازن بين مقولتي الديمقراطية والمركزية وضوابط مبادئ علم بناء الهياكل التنظيمية الأدارية الحديثة , التي تحرص على ترشيق هذه الهياكل وتأكيد ديناميكية العلائق بين أجزائها , لتقليص تكاليفها الى أدنى حدود ما تسمح به الحسابات الأقتصادية ودرجة أهمية الأهداف التى صممت من أجلها , كما يدير السنيد العلاقة الشائكة بين لحيته وشاربيه بتلك الطريقة الأنيقة , التي باتت فيها الحدود بين هاتين الوحدتين المكملتين لبعضهما واضحة , ثم يعيد بمسحة عصرية وشاعرية , تشكيل علاقاتهما في أطار وحدة عضوية تبيح تجاوز مقولة "أكرِم اللحى وهِن الشارب " المعمول بها عند السلف الصالح , رغم أن الكثيرَ من الرجال والنساء يساورهم الشك في مدى أنطباق حالته مع مفهوم الشكل والمضمون وفق بعض المدارس الفكرية , خاصة وأن الأنسيابية والأنعطافات السلسة لشاربي هذا الرجل النافذ في هندسة التجربة الديمقراطية في العراق , لا يقابلها للأسف تأثير لمسات ذات الأناقة في أنسياب العملية السياسية , فقانون الأنتخابات طَعنَ القضاء في شرعيته , والفائزون جميعهم شككوا في نزاهتها , رغم أن بعضهم كسب عضوية البرلمان "بالزحف" , والتداول السلمي للسلطة تعثر , ومظاهر الظلم والتضييق على الحريات الشخصية - تجاوزاً للدستور - تتسع . حتى طالت بعض المؤسسات الثقافية , مما يُذكر الناس بالحملات الأيمانية المخادعة للبعثيين الفاشست ومعاداتهم للثقافة الأنسانية وتهجير غالبية رموزها وعلى رأسهم الجواهري العظيم , مؤسس أتحاد الكتاب والأدباء العراقيين الذي أغلق محافظ بغداد ناديه الاجتماعي هذه الأيام لمنع اعضائه من تكرار سرقة بنك الزوية .وستتجلى عند السنيد مسألة العلاقة بين الشكل والمضمون في أبهى صورها , أن هو ذَكر الدُعاة من أبناء عمومته , بمخاطر نهج معاداة الادب والثقافة الأنسانية وغلق مؤسساتها كونه زميلاً لضحايا هذا النهج أيام الحكم البعثي الفاشي البائد , ورغم قناعتي بوعورة الطريق الديمقراطي وأستحقاقات عبوره , فأنني على يقيين راسخ بأن قوى شعبنا الحية ستواصل السير في درب أرساء مقدمات بناء الديمقراطية ودولة العدالة الأجتماعية والمساواة , لوضع حد للفقر والجهل والجوع الذي يلف الملايين من البؤساء . وستقطع الطريق على الأستبداد بكل أشكال تجلياته . ولا شك عندي بأن ذلك يشكل حلماً من أحلام الاستاذ السنيد وغيره من عشاق الحرية , أن هُم قرأوا التأريخ الأنساني بموضوعية , وتعلموا من دروس الحياة الغنية بما يكفي التأكيد على أن النظريات أما أن تؤخذ كلها أو تترك كلها .