| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. جاسم محمد الحافظ

 

 

 

 

الجمعة 3/4/ 2009



ما زال يراودني حلم بعراق جميل ومزدهر..!!

د. جاسم محمد الحافظ

تحت واعز الضمير الذي قضت مضاجعه عقود الهجرة القسرية , ومع اشتداد جذوة الامل في عراق ديمقراطي تعددي تتداول فيه القوى السياسية السلطة سلميأ , واستجابة لدعوات الخيرين من المناضلين من اجل الديمقراطية وتبريكاتهم للهجرة المعاكسة , وجدت نفسي على ضفاف دجلة الخير ومن حولي عشرات الاطفال يلهون في حدائق ابي نؤاس الذي قال لي احد الطائفيين حول نصبه مازحأ مترنحا " لم يستطيعوا ازالته لكونه ظل صديق البغداديين وأثقل انصاب مدينتهم , ولم يزل صديقا صدوقا للرصافة والكرخ", تلمح في عيون ذوي الأطفال آمالأ عريضة بما تحمله لهم قادمات الايام من خير, رغم مشاعر الاحباط من النخب السياسية ومن غياب المنهج , خائفون هم من ظهور طبقة القطط السمان ومن الثراء الفاحش لبعض رموز السلطة , يشيدون دون تحفظ بنزاهة الشيوعيين ووطنيتهم ويخذلونهم في صناديق الانتخابات ..!

الناس يتحدثون عن كل شئ في كل الاوقات والاماكن في البيوت والمقاهي ووسائط النقل , يتبادلون عذب الكلامي وجميل الحكايات , لكنه على حين غرة يلعنون طالعهم النحس على ما يحيط بهم من مظاهر البؤس والخراب وانتشار الفساد والفوضى , التي تلف كل تفاصيل حياتهم , الخدمات متردية حد اللعنة , وبغداد صيرت اكبر قرية في الشرق الاوسط , غارقة هي في مظاهر وانماط سلوك الريف بكل حيثياته - ضحكت احداهنّ لنكت كان يرويها صاحب حانوت لزبائنه , ففقدت السيطرة على نفسها , وسَمعت الحاضرين , فألزمت قبائل بغداد الحانوتي بدفع الفصل (الدية) لقبيلتها لتفادي صراع قبلي دامي في ازقة الاحياء الشعبية – الناس هنا ذكروا اسم البعث عندهم مثل ذكر ابليس في يوم الخليقة وفي حضرة مندائي قديس ..

يحزنون لسماع قصص عرقلة عودة الكفاءات وانا واحد منهم , حيث مضى على وجودي حوالي اربعة اشهر في بغداد ولم استطع معادلة شهاداتي - التي عملت يها في جامعات مرموقة - ولم احصل على عمل .

مَعسوّل الكلام عن الكفاءات وتسهيل عودتها ثرثرة ونكتة سمجة لا يدركها الا المتورطين امثالي , حزين انا على حادي الركب لان مواويله الجميلة بحق المغتربين لا يسمعها ابو زهراء ولا ابو فاطمة , فما بالك بابي حفصة , المنشغل في رفع آذأن صلاة الظهرعند باب الوزير , المثقفون ينحتون في الصخر ويتحلون بالصبر.

وكلما عدت خائبا من غزوة ومررت على حكيم الحي استشاط غضبا وردد لآزمته الشهيرة قائلأ : - ابني همه ميه يفسون واحد يبخر – وها انا ذا أنتظر تغيير تلك المعادلة , ومازال عندي حلم بعراق جميل منذ اقتلعت الريح سقف كوخنا يوم كنا صغارأ ونحن نصرخ " ادخيلك ياسيد مطر " لكن المرة هذه , رياح بغدادَ مشوبة بجوع آتٍ وتراب وخطر.. ادخيلك ياسيد مطر.. !!




 

free web counter