| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. جاسم محمد الحافظ

 

 

 

 

                                                                                     الأحد 30/9/ 2012



لا تسرقوا أصواتنا حتي لا تبددوا ما تبقى لنا من الحلم...!

د. جاسم محمد الحافظ 

قبل الخوض في التفاصيل لا بد من تأكيد حقيقة - قبلتها الناس على مضضٍ - , مفادها أن جُلَ أعضاء برلمان "الزحف " هذا لا يمثلون الشعب , كونهم لم يحضوا على ثقته ولا بنيل شرف تمثيل أبنائه , مثلما تشهد عملية تشكيل برلمانات العالم المتحضر كله بدءً من الولايات المتحدة الأمريكية وأنتهاءً بالمملكة المتحدة البريطانية , راعيي طقوس وسياسات أنتشار ديمقراطيات العولمة وما ينتج عنها من تزييف لأرادة الشعوب التواقة للحرية والديمقراطية الحقيقية , كما ان البرلمان كله مطعونٌ بشرعيته بعد أن كَسب السيدان مفيد الجزائري ومثال الآلوسي الدعوة القضائية ببطلان دستورية أهم آلية لأختيارأعضاء البرلمان وهي " قانون الأنتخابات " الذي على اساسه تم عقدَ قران السيدات والسادة البرلمانيين في عرس يشابه في حبكته أعراس المجلس الوطني للنظام الدكتاتوري المقبور , خاصةً وأن بعض نشطائه يصولون اليوم ويجولون - وسيماهم في وجوههم - في أروقته الجديدة وغرفه الخلفية التي يُعِدونَ لنا فيها "الزقومَ " , وبعد ان يختلفوا على مقادير وفعالية نسب عناصره التدميرية يخرجون على ناخبيهم. في مشهد أقل مايرعب الناس فيه الكواتم فتلوذ الناس بالمتنبي وعوالمه المكتنزة بالمعرفة والحب والشمس المتعامدة على أفق أمهات الكتب المرصوصة على جانبي شارعه المهيب , المزدان بلغات العالم وحكاياتهم الحلوه التي لاتختلف عن حكاياتنا ولاتشبها كما يروي لنا آخر فصولها , رجلٌ يتكئُ على سنوات تاريخ نضال حزب صار للكادحين خبزاً , ممشوق هو بقامته واضح الرؤى , رصين الكلام ومخارج الحروف عنده واضحة , كامنيات الصبايا وحلاوه ما يخرجن من عذب الكلام عند أمسيات السَمرِ, وعلى وقع أقدام النساء والرجال المسحورين بالكتب ينشد " لا تسرقوا أصواتنا حتي لا تبددوا ما تبقى لنا من الحلم " لا تضيقوا الحريات وتعبثوا في مناطق المعرفة وتخدعون أنفسكم , فخداع النفس أقصر الطرق الى حيث لا نتمناه مستقراً لعراقي أغلق الجهل عليه كوة الضوء ومسالك الامل .

البؤس يا سادة ينتشر والفقر والجوع يطرقان أبواب الملايين ممن هم تحت خطه , لأن عجلة الانتاج الزراعي والصناعي معطلة بفعل فاعل , والفساد مستشري والأمن متدهور بفعل فاعل , وتجهيل الناس وتسفيه عقولهم وتغييب وعيهم بفعل فاعل , فلا تصدقوا أنفسكم ورجع صدى ما تعتقدون خطأً باننا بخير مثل ما أنتم فيه , أننا ليس كذلك وأن خبرتنا الحياتية ودهاليز الحرمان المعتمة التي مكثنا فيها طويلاً - وكثرمن بينكم كانوا معنا أيضاً - في المدن والأحياء الفقيرة في الثورة والشعلة وأبي سيفين والبتاويين والدواسة وأم البروم وسواها , تجعلنا نتحسس دوماً اوجاع حوافر خيول الهمج المخادعين الذين مروا فوق أحلامنا منذ انقلاب شباط الأسود عام 1963 , بعد أن أردت الخيل فرسانَ ثورة 14 تموز الوطنية وقاسم الذي "خلى مكانه فلم يكو وقافاً ولا باسط اليدي" وراحوا مُشَيَعين بالحب والتقدير الكبيرين , وهم اللذين عززوا بتضحياتهم ونزاهتهم وعينا المادي وحسنا الفطري وشحذوا يقضتنا بامكانية استمرار نهج الخديعة المفضي الى عوالم البؤس والحرمان , لأهمية موقع بلادنا الجيوسياسي وغناهُ بالموارد الطبيعية , أن لم نقض مضاجعهم بوحدتنا وتآخينا ورفضنا القاطع للطائفية والمحاصصة , ونعض على جراحنا حتى لا يستهويهم مشهد أراقة دماء الأبرياء من احبائنا , أنا مدركون بأن وطننا ليس ككل الأوطان , مخاضات ولاداته رهط من أروحٍ مقدسة تركت لنا وجعاً وصبراً جميلاً روته الأجيال لبعضها , وسأخبر به أولادي اللذين حالت الفاشية بينهم وبين العراق , الذي لا يعرفون عنه أكثر من ان لهم اباً من هناك ظل ينزف أحلامه في شوارع العواصم البعيدة عن الوطن والباردة برودة ضمائر قاتلي سمير مهدي شلال وعبد الوهاب عبد الرزاق وهادي المهدي وكامل شياع وقاسم عبد الأمير عجام كرهط من الأرواح المقدسة المحلقة بين بابل وبغداد وذرى جبال كردستان الشاهقة ,أرواحٌ خَبَرت الغدر وألهمتنا اليقضة , ولذا فأن اتفاق قادة جميع كتل المحاصصة الطائفية والأثنية النافذين في الحكم على الابقاء على قانون الأنتخابات السئ الصيت , الذي كرس ما نحن فيه من بؤس وتردي في أدارة شؤون البلاد , لم يشوش على أدراكنا لحقيقة أن وحدة مصالحهم وأهدافهم المشتركة, هي نفسها التي عبرو عنها متحدين في مواجة المتظاهرين في 25 شباط 2010 بالقوة وألأسلاك الشائكة . يوم خرج فتية يحبون أن يعيشوا مثل أقرانهم من شبيبة العالم , ويقيني أن هذا اليوم آت لامحال .
 


 

free web counter