| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. جاسم محمد الحافظ

 

 

 

 

الأربعاء 29/12/ 2010



مخاوفٌ وأوهامٌ زائفة , على الحزب الشيوعي العراقي وقوى التيار الديمقراطي تَبدِيدُها ..!!

د. جاسم محمد الحافظ 

عندما يُعبر جميع المناضلين من أجل الحرية والعدالة الأجتماعية في العراق , عن مخاوفهم من أمكانية عودة الأستبداد ووأد أحلام الجماهير الشعبية بالأنقضاض على التجربة الديمقراطية الفتية في بلادنا , يصير من العبث واللامسؤلية أستنزاف طاقاتهم في معاركٍ ثانويةٍ لاتتقدم - لاي مبرر ومهما كانت جديته - على المعركةِ الرئيسيةِ الدائرة في محيطهم الجيوسياسي , والتي تتهدد مشروعهم الأنساني جميعاً ومعهم مصائر ملايين الناس , ولأبداءِ رأيي كمستقلٍ وكصديق صدوق للحزب الشيوعي العراقي ولكافة أطراف التيار الديمقراطي وقواه الحية من احزابٍ وشخصياتٍ مشهودٌ لها في النضال من أجل الديمقراطية وصيانة حقوق الأنسان والمساواة , أود التأكيد على بعض الحقائق , لتبيان زيف الأدعاء بوهم الخلاف بين هذين الطرفين , اللذين لايمكن مواصلة النضال الوطني بتغييب أحدهما , أوعدم الأعتراف بدوره التاريخي في أنضاج شروط النضال الوطني المشترك على قاعدة وحدة الأهداف النضالية , لتأمين المصالح الأقتصادية – الأجتماعية للشرائح والطبقات الأجتماعية التي تمثلها هذه الأطراف في كل منعطف من منعطفات كفاحنا الوطني العادل من أجل الديمقراطية والأستقلال الناجز لبلدنا , ومنها:-
1 – ان الحزب الشيوعي العراقي يعتبر منظمة سياسية لها حدود واضحة تفصله وتميزه عن جميع النظم العاملة في بيئته , والتي ينبغي أن تكون هي الأخرى مؤطرة بحدودٍ واضحة والحزب أحد أنظمة بيئتها , وبديهي أن تتبادل هذه النظم الطاقة والتاثير- سلباً أم أيجاباً - فيما بينها في أطار النظام العام الذي تشترك في تشكيله , لضمان تأمين توجيه كافة مسارات التفاعل نحوا تحقيق الأهداف المشتركة للنظم المُجمِعة على تحقيق هذه الأهداف , وانطلاقاً من هذه الرؤية الواقعية والمنطقية لا يراودني أدنى شك في وحدة المصالح والأهداف بين الشيوعيين وكافة قوى اليسار والتيار الديمقراطي , وليس هناك ما يدعوا الى أبتلاع أحدهم للآخر , أن أنبثق عنهم نظام جديد يؤطر نشاطهم المشترك , شرطة أن يحافظ كل طرف - حزباً كان أم هيئة أجتماعية أو غير ذالك - على استقلالية شخصيته المعنوية ونظامه الأصلي وأساليب تنفيذ برامجه المعلنة للجماهير .
2 – ينبغي العمل على زوال أسباب اللبس في تحديد الأهداف والسياسات المرحلية والتكتيكية و كذا الأهداف والسياسات الأستراتيجية , لضمان حُسن تقدر القوى التي ينبغي العمل معها في كل مرحلة من مراحل النضال الأجتماعي , ولاشك بأن هذا المفصل في الثقافة السياسية العراقية ببعديها المعرفي والسلوكي ضَلَ مصدرتوتر للتيار الديمقراطي والتقدمي ولليسار منه بالتحديد , وأضر بالغ الضرر في النضال المشترك لجميع أطراف هذا التيار. ينبغي تجاوزه بحكمه ووفق قراءة عقلانية لظروف بلادنا ونتائج التجارب الفاشلة والناجحة للشعوب الحية .
3 – الأعتراف وبأعتزاز بحقيقة أن الغالبية العظمى من الديمقراطين التقدمين وسواهم , كانوا من العناصرالمشاركة بشجاعة وفاعلية كأصدقاءٍ أو أعضاء في صياغة تاريخ الحزب الشيوعي العراقي وكتابةِ أبهى صفحات سفره النضالي المجيد في سهول العراق وذرى جباله , ولذا ينبغي على الطرفين أن يتحلى بأعلى درجات الثقة والاحترام المتبادل , حيثما أُستقطبوا بقناعاتهم الحرة ومثلما أنظموا الى الحزب أو خرجوا منه بقناعاتهم الحرة أيضاً , خاصة وان الحزب ظل وفياً لقضايا الشعب والوطن والآخرون كذالك كلٍ من موقعه , وينبغي الأعتراف بأن الحائل دون ذالك أحياناً , هو أننا نتاج مجتمع قبلي حالت القوى الرجعية والفاشية بينه وبين التحديث وعرقلت تطوره , مما أنعكس ذالك على سلوك أغلبنا وانا منهم , ولذا ليس غريباً بأن يَرُدَ مناضلٌ محترمٌ على منتقديه السياسيين بالشامتين مثلاً . أو يعادي آخر الحزب ورفاقه بدوافع الثأروتجلياته النفسية المشوشة على وعيه السياسي وقناعاته الشخصية , أو يصيب بعضهم الغرور والتعالي.
4 – ضرورة أن يدرك المناضلون الديمقراطيون اللذين أسسوا لهم هيئآت معينة أو أجتهدوا لخوض تجربة العمل مع أحزاب الأسلام السياسي , أن مكانهم الطبيعي في صف التيار الديمقراطي والعمل على رصه , فالحياة لم تزكي – في بلادنا على أقل تقدير – غير صواب هذا التوجه .

أنني أعتقد أن الأوضاع لا تتحمل التسويف اوالمماطلة في تأجيل وحدة التيار الديمقراطي على جميع ربوع الوطن من شماله الى جنوبه , وعليه فأنني أعتقد أن الحزب مدعو قبل غيرة الى فتح قنوات الأتصال بكافة المناضلين الديمقراطيين اللاعبين الآن دوراً مهماً في الحياة السياسية وكذا الأحزاب والقوى الديمقراطية , لضمان عودة الدفء الى العلاقات , وتحضير أجواء العمل المشترك , بعيداً عن هواجس الصراعات الشخصية التي أفرزتها تعقيدات أوضاع سياسية سابقة , وعلى الآخرين أحترام أرادة وحاجة الشعب الى جهودهم وخبرتهم النضالية في سبيل رفع وعيه السياسي واعداده للدفاع عن مصالحه الوطنية . , قبل أن تدخل فرق التفتيش البعثية بيوتنا معممةً . بعد أن تسلقت الى السلطة ودبت في مفاصلها الهامة .
 

 

free web counter