| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. جاسم محمد الحافظ

 

 

 

 

                                                                 السبت 27/4/ 2013



فتحت نتائج الإنتخابات الآفاق أمام التيارات الديمقراطية وضيقتها على أحزاب الإسلام السياسي ..!!

د. جاسم محمد الحافظ 
 
يكاد لا يختلف إثنان ممن إهتموا وتابعوا شؤون بلادنا من السياسيين الوطنيين أوغيرهم , بان نتائج أنتخابات المحافظات التي جرت في العشرين من نيسان 2013 ونسبة المشاركة المتدنية فيها, كانا تعبيرا صادقاً عن مشاعر خيبة الامل التي أصابت العراقيين - من الذين جرت الإنتخابات في محافظاتهم - من نهج السياسات الطائفية والعرقية والمحاصصة التي إتبعتها القوى المشتركة في الحكم, ورداً جريئاً وموجعاً على الحالمين بتدجين هذا الشعب للسير فيه الى حيث لا تنتهي الحماقات , لقد صَدَقَ العراقيون ما وعدو انفسهم به وأداروا ظهورهم الى النافذن في الحكم, الذين لن يتورعوا في الجري وراء مصالحهم الشخصية والحزبية الضيقة . ضناً منهم بأن العراقيين يستهوون العبودية والعيش بين الحفر والأنقاض , ناسين أن ذاكرتهم تنطوي على بطولات خارقة إجترحها الاحرارعلى هذه الأرض , من أجل ان يُكرم الإنسان ويرتفع شأن ذاته المحترمة , ولعل لصولة الحسين (ع) في هذا الميدان منذ قرون خلت أبلغ العبر , تلتها صولات فرسانٍ , قص لنا أحدى فصولها الروائي الفلسطيني (محمد أبو عزة), ساراً مُحَدِثه الشاعر العراقي (عادل سعد) في الثمانينات من القرن الماضي , كيف أجهز البعثيون النافذون في الحكم والأغراب يومها , على سلام عادل سكرتير الحزب الشيوعي العراقي في أحدى أقبية السجون بالقول " أجهزنا عليه , ولكن الأمر, بدا وكأنه قريب من رواية الشيعة لطريقة الإجهاز على الحسين في لحظاته الأخيرة " * فهل هناك ما هو ابلغ من هذه الدلآلات الزمانية والمكانية لصور الشموخ ومظاهر طقوس الإعتزاز عند هذا الشعب لتكريم الحق مهما كانت مصادر تجلياته ومدارسه الفلسفية , أوليس الأحرى بالناعقين فوق اشلاء نسائنا وشيوخنا وأحلام اطفالنا أن يتعضوا وأن يدكروا حقيقة أن اسباب أحجام الناس عن المشاركة في الإنتخابات هي :-

1 – مواصلة نهج سياسة الشد الطائفي والقومي والمحاصصة المذهبية والعرقية, الذي أوقع البلاد فريسة بيد المتربصين بالتجربة السياسية, التي اراد لها الشعب أن تكون اساساً لبناء دولة العدالة والمساواة, لتعويضه خسائر ما الحقت بهه سنين الإستبداد والهمجية لحكم البعث المقبور والإحتلال الأمريكي المقيت .

2 – أتساع نطاق إنعدام الثقة بين الناس وأغلب مؤسسات الدولة , بسبب  :

أ – ضبابية الرؤية الإقنصادية والإجتماعية للحكومة وعدم تبني سياسات استراتيجية وطنية واقعية ومرنة للتنمية المستدامة بالإعتماد على الخبرات الوطنلة وتراكم المعرفة الميدانية والقيم الثقافية , والمبالغة بالإعتماد على الغرباء في رسم تلك السياسات, بقدرٍ أفقدنا زمام المبادرة, وتحديد مسارت وأتجاهات التنمية الإقتصادية والإجتماعية لمكافحة الفقر وتأمين الحياة الحرة الكريمة للمواطنينا .

ب – زيادة مظاهر تفشي الفساد والرشوة وخاصة في صفوف بعض كبارموظفي الدولة المدنيين والعسكريين , في مقابل إرتفاع أعداد العاطلين عن العمل والرازحين تحت مستوى خط الفقر وغير المحصنين من الأوبئة والامراض من النساء والأطفال والشيوخ .

ج – تدني كفاءة غالبية القيادات السياسية وإنشغالها في أفتعال الأزمات والخصومات الداخلية والخارجية والتسقيط السياسي المتبادل . وتغليب مصالح القوى الاجنبية الساندة لها على المصالح الوطنية .

د – الإبقاء على بعض القيادات الإنتهازية للنظام البائد في مواقع ادارة البلاد. دون التأكد من ولاءاتهم للعملية السياسية . والإكتفاء بالولاءات الحزبية والشخصية لهؤلاء.

هـ – العجز المريع في تقديم الخدمات الضرورية وتسهيل حياة الناس .وإستمرار تدهور وضعف الامن الوطني .

و -- التضييق على الحريات الشخصية , وأنتهاكات بعض حقوق المواطنين .

ر – الترويج لسيادة العقلية القبلية والقومية الشوفينية, والإجهار بمشاعرالتمييز والتعالي على الآخر والأستنكاف من تصدره لادارة الدولة .

ز – عدم تفعيل القوانين النافذة في معاقبة المروجين للطائفية وبالأخص المتطرفين من المشايخ وأئمة الجوامع .

إنني أعتقد ان أكبر الخاسرين في الإنتخابات الأخيرة هم أحزاب الاسلام السياسي, وأن أكثر من فُتِحَت لهم الآفاق هم التيارات الديمقراطية , إن هم احسنوا أدارة العملية الإنتخابية وبدءو التحضير لها من يوم غد , وعرفوا كيف يصلون الى العازفين عن المشاركة في الإنتخابات,وأن هم وحدوا صفوفهم وتصدروا الدفاع عن مصالح الناس بصوتٍ واضح وعالي.



* جريدة طريق الشعب العدد 161 في 8/4/2013 ص 7
 

 

free web counter