| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. جاسم محمد الحافظ

 

 

 

 

الأثنين 26/4/ 2010



الى السيد وزير خارجية الجمهورية العراقية الفدرالية المحترم

د. جاسم محمد الحافظ

عندما شَرعَ حزب البعث المقبور ببناء الأَشتراكية العربية في مطلع السبعينيات من القرن المنصرم , حَضَرَ أحواض التيزاب (أحماض الأَسيد) وفتح السجون والمعتقلات لليساريين والوطنيين التقدميين ,لعلمه بأنهم ورثة نضال أجيال المفكرين الأَشتراكيين المكافحين من أجل العدالة الأَجتماعية والأَشتراكية الأَنسانية والذين لا تنطلي عليهم أكاذيب المخادعين من سارقي قوت الشعب , فهامت الناس على وجوهها وكان نصيبي موسكو, هناك حيث رزقت بطفلةٍ , وعندما أنهيت دراستي العليا كانت أبواب الوطن موصدة بوجوه أبنائه الخيرين ,حيث أن البعثيين بدأوا بتحرير فلسطين عبر عبدان ,فأشعلوا النار في المنطقة والتي لازلنا وقودها حتى اليوم .فقصدت الجزائر وعملت في أحدى جامعاتها ورزقت بطفل هناك , وبعد أكثر من خمس سنوات جميلات لا ينغص العراقيين - وغالبيتهم من اليساريين – أَلا الضغوط السعودية والعراقية لحمل السلطات الجزائرية على طردهم , أَنتهى عقد عملي , وضاقت بنا الأَرض , فكتبت الى رئيس دولة الجزائر رسالة جريئة من رجل عراقي شجاع الى جزائري يشاركه الخصال ذاتها , ومن بين ما جاء فيها (... بعد أن ألمت ببلادنا الجميلة الويلآت والخطوب , جراء حرب رعناء لا ناقة لشعبنا فيها ولا جمل , شجبها كل الشرفاء أينما أَقاموا , وكان لشعبكم الجزائري الشقيق ولسيادتكم دور الريادة في أَطفاء لهيبها ... أخذت مثل غيري من المثقفين العراقيين الجزائر ملاذاً لنا ..) وطلبت بأن ترآعى ظروف العراقيين عند الأَستغناء عن خدماتهم .

طرق باب دارنا دَرَكي (شرطي) وأبلغ زوجتي بأَن أحضر عندهم ...قضينا الليلة نحزم حقائبنا ظناً منا أَن قرار أَخلاء الدار والرحيل قد صدر, لكنني فوجئت عندما ألتقيت موظفاً سامياً يرحب بي بحرارة ويهنأني بصدور قرار منحي الجنسية الجزائرية ويثني على ىسمعتي العلمية والأجتماعية , ويدس في يدي مبتسماً ملفاً يحوي على أستمارات طلب الجنسية , أَنتابني شعور عميق بالحيرة والحزن وقلت في سري ما الذي سأقوله لوالدي وأبناء عمومتي وأصحابي أذا ما قدر لي أن اعود أَليهم يوماً , وسقطت دمعة عزيزة وأنا أقلب الملف , أهتز الرجل وقال لي بلهجته ( ويش بيك يا راجل ) قلت له أتسمحوا لي بالأَقامة محتفظاً بوثائقي العراقية , دنى مني متعاطفاً وربت على كتفي وقال لي , لك ما تشاء ستعيش معنا معززاً مكرماً , وأسأل الله أن لا يضعني في ما أنت فيه الآن ,وحذرني من البوح بما دار بيننا لأن بعض من موفدي الدولة العراقية للعمل هنا يبلغون سفارتهم ويضعوننا في أحراج مع دولتكم , ثم أنتقلت الى ليبيا على أثر قبول جاءني من جامعة الفاتح ,وصار عندي طفلة آخرى , وعندما حقق البعثيون وحدتهم مع الكويت بقوة السلاح وصفق لهم كل القومجية , تركت ليبيا وعبرت الى الضفة الثانية من البحر الأبيض المتوسط , وصارت لنا السويد محطة آخرى ورزقت هناك بآخر الأطفال , وبعد سقوط البعث المدوي - هنيئاً لكم بما قطفتم من ثمار هذا السقوط - راجعت القنصلية العراقية في بريطانيا التي أُقيم فيها الآن مرات عدة للحصول على شهادات تؤيد عراقية أبنائي ففشلت , - العاملون في السفارة طيبون مغلوبٍ على أمرهم لا يحق لهم منح فيزة لدبلوماسي أربكتهم الرؤوس الخاوية في بغداد - لأن سفارات الدول التي ولدوا فيها مُوَقِعة على معاهدة لآهاي القاضية بتصديق الوثائق داخل البلدان التي تصدر منها , وهذا يقتضي سفري لجميع الدول التي ولدوا فيها أطفالي , فهل لكم علم بذلك مثل علمكم ببنود صلح الحديبية , وما أتفقت عليه قبائل الجبايش وكلاله ؟.

أنني أعتقد أنها مشكلة تواجه الكثيرين , ينبغي الأسراع في تسهيل حلها مثل ما سهلتم على أنفسكم كل شي , وكونوا كرماء مع أبنائكم مثل ما كان الجزائريون كرماء مع ضيوفهم . وأعدوا طواقمكم الدبلوماسية بما يسهل لهم خدمة الجاليات العراقية في الخارج , فليس مشرفاً ومفيداً أن يكون الحارس الليلي لأَحدى سفاراتكم في شرق أوربا حاصل على شهادة الدكتوراء وأبن شهيد قضى نحبه في قصر النهاية , وأداريون في مواقع هامة مشكوك بمؤهلاتهم.



 

 

free web counter