| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. جاسم محمد الحافظ

 

 

 

 

الأحد 25/11/ 2007



من يقوى على بلشفة الروح في زمان الجدب!

د. جاسم محمد الحافظ - لنـدن


في مقالته الموسومه بعنوان "أنا اليوم أكثر بلشفية" المنشورة في 14\11\2007 في الحوار المتمدن. أثارالأكاديمي العراقي اللامع الدكتور ابراهيم اسماعيل، سيلا من الاسئلة، التي نمت عن وعي طبقي وفكر جدلي يقظ، إنطوى على مهارة ومراس كبيرين في صياغة الأسئلة، بأعتبارها من أدوات تفكيك الظواهر وتجميع الحقائق ورصها بتسلسل منطقي، يسهل على الناس دراسة وفهم العلائق بين أجزائها في إطاروحدتها العضوية ،وتفاعلها الحركي مع البيئة.
إن دعوته إلى بلشفة الروح، منسجمة تماما مع ما تميز به من وضوح الرؤى وصلابة المواقف في مواجهة الظلامية والأستبداد. والروح عنده عالم فسيح لا حدود له من العقائد والقناعات والمشاعر والتصورات، التي بكل تأكيد لا يقوى على بلشفتها ، جاهل مسف وسطحي مأخوذ بالترهات، لا يعرف أن كفاح البلاشفة من فقراء وكادحي روسيا القيصرية، كان يجري في إطار السياق التأريخي لحركة تطور المجتمع الأنساني، كظاهرة سياسية وإجتماعية ثورية، وكمحطة مضيئة، أعقبت أخريات سبقتها، من ثورات العبيد والقرامطة شرقا حتى كومونة باريس غربا. وان النتائج الباهره لهذا الكفاح أيقظت الشعوب ووضعتها على طريق المجد في نضالها العادل ضد الإستبداد والظلم ومن أجل التحرر الناجز والإستقلال الوطني، وتحقيق حلم الإنسانية الأزلي، في إلغاء التمييز الطبقي والعنصري والديني. الى جانب ذلك بروز الدور العظيم لدولة البلاشفة، في الحفاظ على السلام العالمي، وعرقلة السياسات المغامرة والوحشية للإمبريالية العالمية، التي ما أن إختل التوازن الدولي لصالحها، بعد إنهيار النظام الإشتراكي، حتى رأينا كيف إجتاحت دباباتها مدن لم تجرؤ على الإقتراب من أسوارها بالأمس.
ويغيب عن بال البعض دوما، ان تراث البلاشفة الثوري ، بما له وما عليه ، صار ملك للبشرية وذخيرة غنية، تسند الباحثين الساعين لعصرنة هذه التجربة وتكييف أدواتها النضالية لمجابهة سياسة إفقار الشعوب وإستغلال ثرواتها، في إطار ظروف عولمة الإنتاج ورأس المال والتجارة، ووتائر النمو والتطور الهائل للتكنولوجيا وثورة الإتصالات.
وأنا اليوم على يقين بأن تجربة إنهيار دولة البلاشفه ،أثبتت ـ رغم بلوغهم القمر- بأن الحرية التي في أجوائها يجد الناس ذواتهم ، فيبدعون، تبقى أشمل من كل أشكال إدارة الدول، دكتاتورية كانت أم ديمقراطية، وان صراع الأفكار في إطارها كفيل بانتاج أنظمة سياسية وإقتصادية أكثر توازنا وقدرة على تبادل الطاقة مع بيئتها، وعلى البقاء.
ولذا فبلشفة الروح ..إنتزاع للعبيد الساكنين أنواتنا..وخروجا من الاوهام وخداع النفس، وهي دعوة صادقة، من رجل صادق، أتفق معها، داعياً كل من يرى في نتائج الكفاح ضد جنازر العولمة، وفي التمسك بالديمقراطية ومواصلة بناء مؤسساتها الحديثة، وكذا الدفاع عن ملكية الشعب لثروته البترولية، أساسا متينا لرسم معالم مستقبل أجمل لشعوب الشرق الأوسط وتكافؤ في علاقاتها الدولية، أن يواصل العطاء من أجل غد مشرق للبشر!

 


 

Counters