د. جاسم محمد الحافظ
متى يُكَرِمُ البرلمان العراقي " بأسم الشعب " الطبيب الشيوعي الجوال ..!د. جاسم محمد الحافظ
أيعلم الأستاذ أسامة النجيفي رئيس البرلمان العراقي أم أنه لا يعلم , أن هناك رجلاً عراقياً جُبل من ترابِ ما بين النهرين ألقاً , قد أنهى مثل اقرانه دراسة الطب , وله مثلهم أحلاماً وردية جميلة لكنه أختلف عنهم في وسائل الوصول أليها , وَسائِل بعضهم لا تهمني لبؤسها - أدواتها الجشع - , أما وَسيلته فهي عجلة يستأجرها ليطوف بها وخيمته وبعض من الادوية , أحياء البؤساء من سكان المدن والقصبات والارياف , الذين تفترسهم الامراض والأوبئة وتُطبِقُ عليهم عوالم الجهل والأمية , ويعبر على اكتافهم فرسان الخديعة بدءً من صلاة الفجرِ حتى هزع الليل الاخير , يجرجرونهم واحداً تلو الآخر الى مستنقعات ما أجادوا الخوض فيها يوماً , هذا ناصبي وذاك رافضي وغير ذلك مما أحتوت خزائن الكراهية الصدئة من عالم البداوة الموحش .أما الدكتور مزاحم مبارك مال الله فينثر الامل والحب والعافية بين أكواخهم المسكونة بالأيمان الحقيقي والفقر الذي قال عنه علي (ع) لو كان رجلاً لقتلته , واوفى بقسمه يوم نال شهادة الطب , فأنحني انا وعائلتي له أجلالاً وهو يمسح بعطف أبوي على رؤس اطفال حالمين , بمدرسة أو دار حضانة أو بيتاً لائقاً يأويهم , وهو على هذا الحال مواضب , ولذا صار من حق الناس أن تتساءل , أو ليس من الانصاف أن يلتفت الأستاذ أسامة النجيفي الى تلك الظاهرة الأجتماعية الراقية , التي تجسدت في سلوك الدكتور مزاحم مبارك في معالجة الناس مجاناً , في زمن نحصد فيه نتائج سنوات الاستبداد والخيبة , التي ضربت منظومة قيم العراقيين في الصميم , واخرجتهم من فروسية ما جادت به شمائل الاجداد , ومهدت للأنانية والجشع وتغليب المصالح الذاتية على مصالح المجتمع , بشكل يدمي القلب ولا يستقيم ألا على أيدي فرسان كهذا العراقي المحلق باناقة فوق جراحنا .
فكم سيكون جميلاُ لو أنه حضى بدعوةٍ خاصة الى البرلمان ليُكرَمَ باسم الشعب , حتى يصير مثالاً لملايين الاخيار من أمثاله , ليردموا معاً مستنقعات الفساد , وليوقفوا مشاعر الأحباط حتى تزدهر الحياة ويعود لوادي الرافدين ألقه المنتضر .
بغداد في 24 \4 \ 2012