د. جاسم محمد الحافظ
ساحة التحرير في بغداد واللؤلؤة في البحرين ميادين لمعارك الحرية والمساواة...!د. جاسم محمد الحافظ
لا تُسقط الأيام ولا السنين العجاف من ذاكرة العراقيين , ذاك اليوم الأسود الذي أجتاحت فيه قطعان الحرس القومي عام 1963م مدينة بغداد , لتصوب بنادقها الى قلوب محبيها , والى ملحَمةِ سِفرهم النضالي العظيم , التي علق حكايتها نصباً للحرية , أبن شعبهم البار الفنان الكبير جواد سليم في ساحة التحرير, ذالك النصب الذي تَركت رصاصات الهمجية آثارها عليه الى يومنا الحاضر , لتقص لنا فصلاً من حكايةٍ دمويةٍ لازلنا - ندفع ثمنها غالياً - حيث لم يمهل الموت جواد لسرد تفاصيلها الحزينة في عمله الخالد هذا .ومثل ما حاول الفاشست في بلادنا العبث في ساحة التحرير وتغيير معالمها تمهيداً للعبث في نصب الحرية لحرف دلالته الوطنية ورمزيته الثورية - التي تجلت باحتجاجات الشبيبة هذه الأيام من أجل الدفاع عن المشروع الديمقراطي وتطوير مؤسساته في بلادنا - أقدمت العائلة الملكية البحرانية المستبدة والفرسان الوهميين لدرع الجزيرة على أزالة معالم ساحة اللؤلؤة , التي غدت رمزاً للكفاح الوطني العادل من أجل العدالة الأجتماعية والمساواة في البحرين , ظناً منها ومن سواها من ملوك وآمراء الخليج العربي والمؤسسات الدينية المتطرفة , أنهم بذالك أطفأوا جذوة نضال الشعب البحراني وحذروا بمعاملتهم البربرية مع المحتجين , شعوب الخليج العربي التواقة للحرية والأنعتاق من ربقة الأستبداد والعبودية وكافة مظاهر التخلف الأجتماعي والأستلاب , الذي جَعل من حكوماتها معبراً لكل ما أساء لنضالات وتطلعات شعوب المنطقة والتشويش على كفاحها الوطني .
أن محاولات أضفاء الطابع الطائفي على المطالب الشعبية الوطنية في البحرين والسعودية وغيرها من عواصم التردي , ما هو الا فصلاً بائساً من فصول الاجهاز على بوادر النهوض الثوري في الخليج العربي لتفادي أستحقاقات البناء الديمقراطي وشروط اقامة الدولة الضامنة للحرية والمساواة بين المواطنين , فتحية لشبيبة العراق والبحرين وتونس ومصر واليمن وسوريا الشجعان اللذين يتربصهم الأنتهازيون وسارقي قوت الشعب لقطف ثمار تضحياتهم الغالية , التي حضيت بتقدير وأحترام كافة الأوساط الثقافية المحلية والعالمية , وأعجابهم بمستوى كفاءة تنظيم وأدارة الصراع الأجتماعي الدائر بين قوى التجديد والمستقبل من طرفٍ , والقوى الرجعية الساعية لأستمرار التخلف والبؤس الذي يلف حياة الملايين من الناس من الطرف الآخر, فالنجاح سيكون حليف قوى التجديد حتماً .