| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. جاسم محمد الحافظ

 

 

 

 

السبت 22/12/ 2007

 

من أغنياء قريش ... حتى أبن لآدن !

د. جاسم محمد الحافظ

إن المجتمع السعودي الذي ما زال منقسمآ حول تحديد أحقية المرأة في قيادة العجلة من عدمه ، بسبب تخلف منظومته الثقافية بأبعادها الإبداعية والمعرفية ، التي أنتجت هذا المستوى من الوعي الجمعي المتدني ،والذي شكل الفكر الإصولي والوهابي قاعدتها المادية وأساسها العقائدي في تأطيرانماط تفكير وسلوك الأفراد ، وأفرزت إبن لادن وآخرين من قبله من المتطرفين ،الذين إستمدت أرواحهم الشريرة، تلك القسوة وأفكارهم الظلامية هذا العنف والجفاف ، من طبيعة الصحاري التي تغلف حياتهم الموحشة. إن الإمتداد التأريخي لهؤلاء ، كرموز لظاهرة تطرف الإسلام السياسي تعود جذوره الى تلك الأيام الخوالي ، التي أسند فيها أغنياء قريش - بعد وفاة الرسول محمد (ص) - السلطة الروحية والسياسية لجماعة مناهظة للمساواة ، بين العبيد وأسيادهم وبين الفقراء والأغنياء . الى أيام كان فيها عليآ يطالب بتحديد سقف ملكية المسلم ب45 ألف درهم ، ويعارضه في ذلك الرأي عثمان ، ويجعل الملكية مفتوحة السقف ، ويقذف بأبي ذر الغفاري - القائل : عجبي على رجل ينام جائعآ ولم يشهر سيفه - الى(الربذة ) في جوف الصحراء حتى مات هناك وحيدآ تبكيه زوجته لعدم وجود كفنآ له. وتدور رحى الموت بعيدآ عن إرادة الرب فتقطع الأوصال وتقلع الأظافر وتصلب الأجساد وترفع الرؤس المحزوزة على أسنة الرماح . وتغلف النساء على النحو الذي نراه فيتراكم البؤس الثقافي والفكري هذا ويتجذر التخلف الإجتماعي ،حتى يغدو أساسآ للنظرة الإستراتيجية القاصرة للقيادة السعودية ، ولإصرارها على رصد ميزانيات هائلة لتجنيد وإعداد هؤلاء الإرهابيين – أبآن الثمانينيات من القرن الماضي – دون الإلتفات الى نصائح وإنتقادات شعوب المنطقة ، وإرسالهم الى ، أفغانستان للدفاع عن مصالح الغرب الرأسمالي ، الذي تقيأهم بعد تحقيق أهدافه ، فعادوا ينشرون الرعب والخراب في أوطانهم الأصلية ، فأشعلوا النيران في بغداد وبيروت والجزائر وغيرها . الأمر الذي يلقي على عاتق الدولة السعودية وأصدقاؤها الأمريكان تحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية في إصلاح هذا الخطأ التأريخي في العلاقات الدولية ، لإنشائهم هذه المنظمات الخطيرة وإطلاقها دون سيطرة ، - فأنفلتت تزعزع إستقرار الشعوب الفقيرة وتعرقل تنميتها ، - وذلك بتخصيص ميزانية مناسبة لمكافحتها .وإجراء إصلاحات جذرية في البنية الثقافية للمجتمع السعودي ، تفظي الى إضعاف القاعدة المادية والفقهية للتيارات الإسلامية المتطرفة وتشجيع الإعتدال وإطلاق الحريات السياسية للمواطنين ورفع القوانين المقيدة لحرية المرأة ، والخروج من الوهم الكاذب والمخادع بقدسية الموروث الثقافي المخالف للتحضر، كل ذلك من اجل تأهيل الدولة السعودية كنظام تحتي منسجم مع مجموع النظم المحيطة به ، دون أن يكون معرقلآ لتحقيق الأهداف العامة لشعوب هذه المنطقة الحيوية. ولتضييق الهوة الثقافية والمعرفية بيننا وبين العالم المتقدم .
إن المصالح المشتركة لشعوب المنطقة في التنمية والتقدم والعدالة الإجتماعية ، تلزم كافة المثقفين العرب من التقدميين والإسلاميين المتنورين ، بدعم نظال القوى التقدمية من أبناء الجزيرة العربية ، في سبيل التحرر من الإستبداد والعبودية ، للخروج من عوالم الخرافة والوهم - بإعتبارهما الحبل السري بين إبن لآدن وأسلافه من أغنياء قريش - والانطلاق في رحاب الحرية والإزدهار الثقافي المنشود.
وكل عام وأهل الجزيرة العربية بألف خير.
 

Counters