| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. جاسم محمد الحافظ

 

 

 

 

                                                                 الثلاثاء 17 / 9 / 2013



ما سر كثرة مواثيق السلم الإجتماعي والشرف في العراق .؟

د. جاسم محمد الحافظ 

لا يحضرني العدد الحقيقي لمواثيق الشرف التي اُبرمت منذ السقوط المدوي للدكتاتورية في العراق , ولا طبيعة وعدد الأطراف التي عقدتها, من الأحزاب والتيارات والقبائل والمذاهب والاديان والأقليات, حتى امتد إبرام تلك المواثيق الى سكان الأحياء والأزقة والحارات ومناطق نفوذ المتسولين , ولم يصمد اي منها امام تطورات احداث الصراع المتواصل بين الداعين إليها, فظل المتطرفون يقطعون روؤس الناس الأبرياء ويتقاذفون بها على طول العراق وعرضه, الأمر الذي يدعونا الى التساؤل المشروع, هل المشكلة في صياغة محتوى المواثيق أم في اصطدام مصالح النافذين في الحكم, او في لفظة "الشرف" كقيمة اخلاقية انسانية؟.

يبدو لي بان المشكلة الحقيقية تكمن في طبيعة المدعين بأنهم سدنة المقدسات ومن بينها الشرف, خاصة إذا ما عرضنا لحقيقةٍ, مفادها ان الصراع الإجتماعي بكل جزئياته وفي مختلف ميادينه ومهما تكن طبيعة أطرافه, محكوم بضوابط قانونية واخلاقية, فقطبا الصراع الجاري في بلادنا هما ملايين الكادحين من مختلف الفئات الأجتماعية - الحالمين بالعدالة والمساواة والمناهضين للطائفية والفساد - وحفنة من البرجوازيين الطفيليين واحفاد الأقطاعيين القابضين على المال والسلطة والساعين لإبقائهما اداة لتعظيم ثرواتهم, ولذا فعندما يشتد الصراع وتشعر القوى النافذة في الحكم من سدنة الأخلاق زوراً, بإن جبهتها قد تصدعت وأختل ميزان الصراع لصالح الكادحين, فأنهم يهرولون نحو بعضهم للبحث عن صيغ تجنبهم إستحقاقات نتائج إحتدام الصراع وتنامي الوعي الكفاحي لضحايا سياساتهم الفاشلة على كل الجبهات, ولا باس من التدليل على ذلك بالتذكير في تحالف جميع الكتل البرلمانية في مواجهة مظاهرات 25-3- 2010, وتحالف غالبيتها في مواجهة مظاهرات 31-8-2013

وعليه فان الدعوة الأخيرة لفخامة نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي, تأتي في سياق الصراع المشار اليه اعلاه, وضمن الإستعدادات المبكرة للحملة الإنتخابية التي ستجري في مطلع العام القادم, وان تخلف بعض الشخصيات السياسية النافذة في الحكم, وبالاخص دولة رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي عن الإلتحاق بالمجموعات الداعية لهذا الميثاق وكذا بركب الملبين لدعوة حضور مراسم توقيعة, يعكس بشكل جلي رغبة هؤلاء في تذكير تلك المجموعات بتجاهل حماية مصالحهم الخاصة والتضييق عليهم خلال الأربع سنوات المنصرمة, وحان وقت لي الأذرع الآن, ولذا سيكون هذا الميثاق مصدراً جديداً لإنعدام الثقة بين الفرقاء, ومجالاً لإستنزاف المال العام, وتمهيداً لحمامات دمٍ ستطال الفقراء وغير المحصنة منازلهم واحيائهم وأسواقهم بالمدرعات والأسلاك الشائكة والخرسانة كما المنطقة الخضراء, تلك المنطقة التي ستظل في ذاكرة العراقيين, مكان لإنطلاق مخططات المس بسيادتنا ووحدتنا الوطنية, ومنع تحقيق انجازهما.

إنني أعتقد أن من الضروري التذكير بما أجادت به علينا حكايات موروثنا الشعبي من حِكَمٍ بالقول " أن فاقد الشئ لا يعطية " ففخامة نائب الرئيس الذي قال بعد ظهور نتائج الإنتخابات البرلمانية الماضية وإعلان فوز قائمة التحالف الوطني , قولته الشهيرة " إننا لا نؤمن بالديمقراطية ولا نروّج لها وها قد فزنا ....." وبناء على هكذا بنية ثقافية للاعب هام في هذا الشوط - أتمنى أن يكون الأخير - يحق لنا الإستنتاج بأن إرادة أغلب المجتمعين ستكون دون أرادة الشعب, الذي ناضل ببسالة ضد الأستبداد البعثي بهدف بناء نظام ديمقراطي إنساني , يؤَمن الحياة الحرة الكريمة للمواطنين ويستعيد مشاعر الزهو بوحدة الهوية الوطنية العراقية الشاملة.

وإنطلاقاً من حكايات ذات الموروث الشعبي, أوصي أصدقائي وابناء عمومتي من البؤساء وعاثري الحظ بأن يأخذوا بالمثل العراقي القائل " شدوا روسكم یا گرعان " وما أكثر الگرعان في بلادنا .
 

 

free web counter