الأثنين 1 /5/ 2006
إلى متى ؟؟ يا وطني ؟؟
د.جمانة القروي
الحزن في وادي الرافدين .. قديم .. قَدم التاريخ .. منذ الاف السنين ، كمن الحزن بين صخور جبالها ، وكثبان رمالها ، وشواطئ انهارها .. وجرى في دماء شعبها، كما يجري نهراها العظيمان ..
فحزن كلكامش كان اول الاحزان .. وتموز كان اول ضحايا القهر والطغيان ..
وعلى مر الايام والعصور والحكام .. كان للقسوة قناع ووجه وشكل لا يختلف إلا بالاسماء .. وكان لكل عصر طاغية ينال من هذا الشعب المثقل بالهموم ويسلط عليه سيف الجور والظلم والاجحاف ...
فمن يزيد بن معاوية ، ومذبحة كربلاء .. والحجاج بن يوسف الثقفي " وقطف الرؤوس التي انينعت " .. إلى التتار المغول.. و حرق بغداد وتلوين ماء دجلة بالازرق والاحمر.. إلى قرون من ظلام وتخلف ومذابح للارمن والاشورين على يد الطغات العثمانين .. لتحتل دار السلام من الاستعمار .. ويبدا عهد طويل من القهر والعبودية والاضطهاد، ويتواصل النضال من ثورة العشرين .. ووثبة كانون إلى رفض المعهدات والاحكام ..
فينال الاستقلال بعد اتحاد الشعب والجيش في تموز.. لتفتح ابواب الحرية والعادلة، والمساواة على مصراعيها ..لكن عواصف شباط الاسود وسموم رياحـــه ما لبثت ان هبت ، لتكتسح الخير والرفاه و تستباح فيها الارواح .. فيغرق العراق با لدماء من جديد..
وتتوالى على ارض السواد .. سنوات من حكم الطغاة.. ترتكب فيها مجاز عديدة فيكون ضحيتها الابرياءليتوج صبرالعراقيين "بقائد الضرورة صدام" .. فيتفنن بمختلف صنوف القسوة والارهاب.. وبدون إي اسثناء .. فزج الشباب في محرقة الحروب الشعواء على الجيران .. ودخل العراق في حصار دام للاعوام.. لم تنج من بطشه لا الاهوار .. ولا كردستان ..مرورا ببقية مدن العراق.. حرق، وتهجيرً قسري.. سجن وتعذيب وارهاب واعــدام.. مقابر جماعية.. ابادة بالاسلحة الكيماوية .. حلبجة والانفال ..
وبعد ثلاثة عقود ونصف.. انقشــع الظلام .. وتالقت شمس الحرية .. ولكن فقط لايام .. ليعود شلال الدم العراقي إلى الجريان .. فكل يوم يقتل، ويخطف، ويغتصب عشرات الابرياء.. مرة على جسر الامة .. ومرة في سامراء ...ومرة باسم الله وسيفه.. وتتواصل الطعنات في جسد العراقي الجريح..
متى.. متى تجف دموع الحزن في مآقيك؟؟ وإلى متى ستبقى ياوطني حاملا كفنك أبدا !!!