نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. جمانة القروي

 

 

 

 

السبت 17 / 12 / 2005

 

 

 

أين النزاهة .. وأين الحيادية ؟؟؟

 

د. جمانة القروي

منذ أن بدأت الاستعدادات ، للعمل في الانتخابات التي انتهت يوم أمس .. والكل متوجس .!!! من سيقود المركز الانتخابي في مدينة يتبوري السويدية ، هذه المرة ؟؟ فما مر على العاملين وأنا واحدة منهم خلال الانتخابات الماضية لم يكن، بالشيء الهين ، إلا أن الجميع تحمل ما اكثر من طاقته لإنجاح العملية الانتخابية الأولى في حياته، لان اكثر العاملين كانوا ممن الذين سلطت على رقابهم سيوف الإرهاب الصدامي ..

الحقيقة لم يكن مفاجئة على الأقل لي ، أن تكون" نيكار إبراهيم " هي من يقود انتخابات هذا العام أيضا .. ولكن رغم ذلك وبعيدا عن أي شئ قررت أن اشترك في انتخابات هذا العام أيضا ، مؤمنة أن العمل في الانتخابات قضية وطنية ..
وكان الاجتماع الذي استدعي فيه بعض العاملين السابقين، والكثير من الوجوه الجديدة ، أملا منها بان لا يعرف من لا تريده أن يعرف ذلك ، لكي تتوفر لها الأجواء الملائمة لممارسة تسلطها، وحب الظهور الذي يسيطر عليها ، وبالتالي لا تجد من يقف لها بالمرصاد..ولم تكن هي من اتصل بنا وإنما قام بالاتصال شخص آخر ، يعرف نفسه على الهاتف بالتالي " أنا فلان .. من مجموعة عمل نيكار !!!"

كانت أولى تجاوزاتها أنها اختارت من يعمل معها على أساس الارتياحات ، أو المصالح الشخصية البحتة ..وعندما سألها أحد العاملين عن كيفية اختيار هؤلاء الأشخاص بالذات ؟؟،و لماذا لم تستدعي العاملين السابقين وتطلب المشورة في اختيار العاملين معها ؟؟ أجابت وبالحرف الواحد .. هؤلاء يحبوني ويحترموني لذلك اخترتهم " !!! يا له من معيار للاختيار من يساعدها في عملية كبيرة كهذه ..قيادة المركز الانتخابي؟؟ فوجئ العديد من العاملين السابقين في هذا الاجتماع أيضا الذي كان مخصصا فقط لهم بوجود وجوه جديدة ، مع العلم أن اكثر من 7 منهم عينوا بناءا على معرفتها هي بهم ..!! دون اخذ موافقة أي جهة، ولما وجه لها سؤال حول كيفية تعين العاملين الجدد وحسب أية مقياس ؟؟ ادعت وبكل وقاحة انهم كانوا يعملون في عملية الفرز السابقة ، ولما جوبهت بوجود العديد من الذين لم يكن لهم أي علاقة من قريب أو بعيد بالانتخابات السابقة .. حاولت بشتى الطرق تفادي ذلك مدعية بأنها غير مسؤولة عن التعيينات ، وسيأتي شخص من ستوكهولم يقوم بمقابلة المتقدمين الجدد..!!! من قبل ممثل المفوضية العليا للانتخابات لأجراء المقابلة " الصورية ".. جاء السيد اكرم آرخان " الذي استبدل لقبه بآخر أجنبي، يتناسب مع نسبه الغربي وجوازه البريطاني.. هذه هي الوطنية وإلا فلا !!!

 في غرفة من زجاج وعلى مرأى من حاشية " السيدة نيكار " وما أن يدخل عليه أحد المتقدمين حتى يسأله عن الاسم ولغة ألام واللغات الأخرى ، وقد قال لأحد المتقدمتين ،" حقا أنا لا أعرفكم .. الجماعة الذين في الإدارة هم الذين يعرفوكم..!!! " أذن بمعنى آخر "نيكار وحاشيتها "هم الذين يقررون من يعمل ومن لا يعمل ..!!! وكانت النتيجة دخول العديد من الشباب صغار السن، ممن ليس لديهم أي خبرة بعمل يتطلب الكياسة و الصبر والتروي ، الغاية من ذلك ليس لخدمة العمل ،إنما لكي تستطيع السيطرة عليهم بأسلوبها الملتوي ، وتتمكن من تشكيلهم حسب طلبها وتفرض عليهم بهذا الشكل أو ذاك طريقتها في التعامل مع الآخرين .. ثم قامت بطرد أحد مسئولي المحطات وقد أشيع عنه الكثير، لكنها لم تكلف نفسها حتى بإعطاء مبرر أو سبب واحد لقيامها بمثل هذا العمل .." أما السبب الحقيقي هو انه شكك بنزاهتها في العمل "..

لقد طالب العديد منا بمعرفة حقوقهم المادية والمعنوية ، وهل هناك تامين على حياتنا خلال فترة العمل .. قالت وبالحرف الواحد " كل واحد سوف يحصل على مبلغ 1590 دولار ..اكثر وليس اقل ، لأنكم عملتم خلال أيام عطلة نهاية الأسبوع ، وفي ساعات متأخرة من الليل، بالإضافة إلى وجود تامين لان السويديين يرفضون أن يعمل هكذا عدد دون تامين !!
كانت الضغوط النفسية والعصبية ، والإرهاق اليومي كبير جدا حيث يبدأ الدوام من الساعة الثامنة صباحا و حتى الثانية عشر ليلا ، أحيانا كثيرة كنا نبقى حتى الساعة الخامسة عصرا، بانتظار وجبة الأكل اليومية والوحيدة التي تولت المفوضية صرفها إلى كل العاملين.. عملنا جميعا ودون استثناء بنزاهة تامة، وبحرص شديد وبدون أي تحيز من اجل إنجاح العملية الانتخابية ..

وفي اليوم الأخير، وبعد فرز أصوات الناخبين .. طالب العاملين بدفع استحقاقاتهم المالية.. وكانت المفاجأة الكبرى عندما وزعت علينا ورقة مصورة بعنوان" عقد عمل لموظفي الاقتراع العاملين في الانتخابات العراقية " فيها المعلومات عن الموظف .. الذي يعتبره العقد الطرف الثاني ، أما الطرف الأول والذي هو باسم عادل عيدان " عن السفارة العراقية مدير مكتب السويد ، مع ختم وتوقيعه .. ولكن مصور أي غير حي .. علما أن البند الرابع في هذا العقد يحدد الراتب المدفوع بمقدار 9360 كرون سويدي أي ما يعادل تقريبا 1170 دولار .. مع إلزام الموظفين العراقيين المقيمين في السويد بدفع الضريبة على هذا الراتب ؟؟؟ علما بان السفارة العراقية في السويد قد دفعت الضريبة إلى الحكومة السويدية عند دخول مبلغ كبير إلى رقم حسابها .. لو لم نكن نعلم بالمبلغ الكبير المرصود لانتخابات في الخارج ، لكان الكثير منا عمل متطوعا وبشكل مجاني ودون أي مقابل ،من اجل إنجاح هذه العملية ..

 هذا ليس غريبا .. ولم يكن غير متوقع .. فهؤلاء هم جزء من جهاز فاسد من رأسه حتى أخمص قدميه .. فبكل صفاقة ، يضحك على الذقون ويخدع العاملون ، وتداس على كرامتهم ، وثقتهم بأبناء وطنهم.. ومن حساب هؤلاء الناس الذين مازالوا متمسكين بالوطن وحبهم له ... تركب حمدية الحسيني وغيرها سيارات بآلاف الدولارات .. وباسم الوطنية والعراق تصرح وتصرخ ..بالأمانة... والنزاهة.. والحيادية .. وهي ولا تملك ومن يعمل معها من هذه الأشياء حتى ذرة واحدة ..