جواد كاظم غلوم
jawadghalom@yahoo.com

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

                                                                                  الأربعاء 15/2/ 2012

 

أريدكِ نافذتي... شُرْفَتي المشرَعة

جواد كاظم غلوم

أريدكِ غيمةَ بيتي
تشاركُني ريَّ صبيانِنا
وظِلاً ظليلاً لنا وحدَنا
ولا تعبئي حين ينتابُني الحزنُ والصمتُ
حدّ اشتعالِ الفؤاد
تميلين عني جَفاءً
أنا عائمٌ بالأسى والذهولْ
أصرْتِ زفيرا ثقيلا يضيقُ بصدري؟؟
والشهيقُ العميق يعانق أحبابَنا في المنافي
فكيف أنوشُ الحروفَ و أصطادُ تلك القوافي؟!
أريدكِ وضّاحةَ ، ناصعةْ
كقلبِ صبيتِنا العاشقة
أريدكِ نافذتي...شُرْفتي المشرعةْ
تطلعين كما الشمسِ دافئةً ، ساطعةْ
تُجفّين بردَ الثلوج التي عمّت الدارَ والساكنين
يخالجُني هاتفٌ بأن أسبرَ السرَّ في أصغريك
وأصقلَ قلبَك صفوَ الأمومةِ
إني أراهُ علاهُ الغبار
في ركام السنين المديدةْ
متى تعشقينَ رؤى شقوتي؟
أراكِ ارتحلتِ بعيداً !!
أهذا الوداعُ الأخير ؟
ولكنّ عطرَك لامسَني في المساء
واعتراني كذكرى الفتوةِ
يلتفُّ بي كالوشاحِ الذي ظلَّ ابيضَ
منذُ اشتريناهُ قبل المشيب
منذ كنّا صغار
وصيّرني عاشقاً رعشَ القلبِ
حاني اليدين
تذكرين الدروبَ التي ضيّعتْنا؟
وكنتِ دليلي ، مساري الأمين
وحين يُشتتني العمرُ
صرتِ يدي وعكازيَ الصلبَ في الطُّرقات
حائطي ، سنَدي حين طاحَ بيَ المخبرون
ومتَّكأً لشيخوختي حين تغادرُني قُوتي
كنتِ سقفاً حماني ، من لصوصِ النهار
من لصوصِ الجنون
من ندامايَ أيام عشتُ المجون
ومن قاذفي الرعدَ والبرقَ بالمنجنيق
أريدكِ إطلالةً دائمةْ
أطلّ على أصدقاءِ الزمانِ الجميلِ الحنون
أرى شرفتي، شهقات القصيدةِ تسلب لبّي
أريدك حرْزاً يصونُ وجودي
تميمةَ عمري الذي ضاع بين الشكوكِ وبين اليقين
وبين الطّهاراتِ والموبقات
وبين المطارقِ في الرأسِ
تنقرُ أحلامَنا بالعذاب
وبين المناجلِ وهي تحزُّ الرقاب
أريدكِ أمْناً وسِتْراً وصوْناً
لِنبعدَ عن شوكةِ الحاسدين
عن الضامرينَ المكائدَ من صلْبِ أهلي
أناجيكِ يالفحةً من هواءٍ عليلْ
تشرحُ الصّدْرَ
أغنيةً عطفتْ في تخومِ البقاعِ البعيدة
كي أرى منبتي ، نسليَ الشاردين
وأحفاديَ الكثرُ غابوا زماناً طويلاً
تولَّوا لأوطانِهمْ مدْبرين
مسرّاتُهم سافرَتْ مع الريحِ والسندبادِ
إلى السندِ والهندِ
والْجزرِ والمدّ
والشرقِ والشوق
والغرْبِ والندْبِ
والبعدِ والنأْيِ والاغتراب
فكيف ألمُّ الشتاتَ بهذي البلادِ اليباب
وخطُّ استوائي امّحى في خرائطِ هذا الغياب
وبوْصَلتي اعوَجَّ عقربُها مثل ذيل الكلاب
أضعتُ اتجاهي
فما من ذهابٍ ، ولا من إيابْ
ولم يبقَ إلاّ محياكِ مِنِّي
ويُرْجعُني لاشتعالِ الشباب
صعدْنا الجبالَ ، ارتقيْنا الأعالي
هبطْنا معاً في البوادي
سكنّا الصحاري
عصبْنا البطونَ ، نخافُ الطوى
فهلاّ شددْتِ الوصال
وثقْتِ الحبال
فكأسي مليءٌ دواءً
معيني حواهُ السراب
أنا المجدِبُ الآنَ
هلاّ رششْتِ السحاب
وبئري خلا ماؤه ُ
ودلْوي صدِيءٌ علاهُ غبارُ السنين
يدايَ من الضعفِ مهزوزتان
فكيف ارتوائي بصحراءَ ما مسّها الماءُ يوما!!
غمامُك يأبى الهبوطَ إليَّ
فمن ذا يطوّقُ صدري الحزين؟
أسيدتي..... تذكرين؟؟
تأنسين لضمّيَ بين يديكِ
وفي لَهَفٍ .... تركضين
يعتري قلبيَ الوهْنُ إذْ تعثرين
و قارورةُ العطرِ تسقطُ عند التفافِ العناق
يثملُ الحيُّ والناسُ كالحالمين
تراكِ العصافيرُ مقبلةً
إذ تداري الحنين
وتنشدُ نزفَ تسابيحِها حالما تشرقين
تنامين والعشْب جذلى
يعمّ السرورُ وتخضرُّ تلك الحدائقُ نشوى
يضحك النحلُ زهوا، يَدُرّ مع الشهدِ مَنّاً وسلوى
والحصى صار قنْداً وحلوى
تطأُ الأرضَ رجلاك مهلاً
ويغدو الجفافُ صديقَ النماء
سلامُكِ حرية المتعبين
ومشيُك غيمٌ كريمٌ على الظامئين
ووجهُك طلعةُ سعْدٍ على اليائسين
يداك حنوٌّ حذتْ حذوهُ الأمهات
خطاكِ جهادُ الأبوةِ ، كدحُ الحياة
دعاؤك ما يبهجُ الأنبياءْ
يرون رعيّتهمْ مؤمنين
ويا فَزَعي حين ينتابُني الذعْرُ عند اللقاء
أخافُ أموتُ بسكتةِ قلبي
فما شدّ أزري سوى أنتِ
يا جهشتي.... حين يحلو البكاء




 

 

free web counter