جواد كاظم غلوم
jawadghalom@yahoo.com

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

                                                                                  الأحد 15 / 9 / 2013

 

أربع قصائد

جواد كاظم غلوم

شاعر ثقيل الظلّ والجَيب

ليت هذا الشاعر الذي يلاحقهُ صبيةُ الشعر
ويرفعونه الى منابر تجاور الأنجم
يُلبسونه عباءةَ المهابة
يُتوّجونه بباروكة شكسبير
يشدّون عنقه بربطةِ " إليوت "
يكسون جسده بطيلسان أبي محسّد
ليت هذا المكثر بدواوينهِ
المسرفُ أموالَـه بين جيوب الناشرين
وصائدي الكلمات الرثّة
ليته يطبع في ذاكرتنا
بيتا جميلا واحدا
نتداول التطلّع اليه كطفلٍ وليد
ونهزّهُ كالمهدِ بين ايدينا
بدلاً من أن نتعثر في ركام كتبهِ
ويضيق خناقنا من نفثاتهِ النتنة

أغوار عميقة

مرحى لمن قبرَ أسرارَ عشيقتِهِ
وحبسَ أنفاسها في دهاليز النسيان
ضيّعها في مسالك التيه
مرحى لمن اختلى بأنثاه
وشمَّ ورقة التوت
ومسّدها في جِلْدِهِ
لتعرقَ بندى الفحولة
ونسيَ مافعلَ
مرحى لمن أغلق رتاجَ السرّ معها
وأصدأ مفاتيحه
أبعدَ الدِّهان عن مساماتهِ
ليبقى موصداً لافكاك لهُ

صدرٌ منشرحٌ

اذا طرق الحب بابك
انتفضْ فرَحا واهزجْ راقصاً
افتحها على مصراعيها مهلَّلاً مزغرداً
افرشْ له السجّادة الحمراء حفاوةً
ارفعْ قُبّعتَك حانياً مرحِّباً
فهو سيشمّر عن ساعديه
ليزيلَ الصدأ العالق بين نوافذ بيتك
ويُنيرُ ما عتمَ في أركانهِ
يملأُ بلاطَهُ بالفرْشِ العجميّ
ينشرُ الشرفاتِ بالياسمين
ويوسع ضيقَهُ ويرخي خناقَهُ
حينما تجالسك البهجة
تدنو منك بجرأة ظاهرة
وانت العاشق الهرِم الخجول
حينئذٍ سيحزمُ المللُ حقائبَهُ
يودّعكَ الى غير رجعة
سيأتيك الحبُّ حاملا فرشاته بيمينهِ
يكنس غبار اليأس من الجدران
يزيل العناكب المعرّشة على السقوف
يفتح النوافذ ويميط اللثام عن وجه الشمس
لتشرق بأوصالك ليلا ونهارا

حوادث مرورية

لاأدري كلما أسير في الطريق الدائريّ للحبّ
تدهسني عربتُك الموشَّاة بالجمال
وحينما أصلُ الى دوّار العشق
تومئ لي لافتةٌ ، تنبِّهني قائلةً :
أفضليةُ المرورِ لمنْ توجّعَ حبّاً
أتابع سيري مقرِّراً الاستدارة
فيمنعني وجهك رافعاً شارتَهُ الحمراء
فالعاشقُ السويُّ مستمرٌ في السير
حتى آخر مزالقِ العشق
أتنحّى جانباً
فيصدمني زقاقٌ ضيّقٌ خانقٌ
كُتِب في مدخلهِ :
يمنع المرور إلاّ لعاشقٍ أنهكهُ النحول
أقف انتظارا لفكاك السير بساعات الذروة
يوقعني حادث سريري في احضانك
أركن لصق رصيفك
فتأخذني مشاويرك الى مرآب عينيك
أشم نسائمك منطلقا بلا كوابح توقفني
أنطلق الى كورنيش صدرك
أتوسّدهُ ليتأرجحَ رأسي بين أنفاسكِ

 

free web counter