جواد كاظم غلوم
jawadghalom@yahoo.com

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

                                                                                  الخميس 14/7/ 2011

 

وإني وإياهُ لمحترقانِ

جواد كاظم غلوم

في الطريقِ إلى مهجعِ النورِ
كان الصديقُ الحميمُ الرفيقُ العراقْ
وكنّا معاً مثلَ ظلّينِ يشتعلانِ اخضرارا
سلاماً وبَرْداً
سمونا معاً
صارت الأرضُ أطيبَ
ماءً وَوِرْدا
علونا كدفْءِ دعاءٍ
نسيرُ الهوينا
ونسمو إلى اللهِ صُعْدا
فرشْنا البقاعَ حريرا
ملأْنا السماءَ ندىً سائغا
عريشاً ووَرْدا
يا سيّدَ الحَرْفِ والنحو والصرْفِ والكلماتْ
يا سيّدَ السيفِ والرمحِ والبيدِ والنغمات
ماذا تخبئ في قلبِكَ الغضِّ
غيرَ المراراتِ
والغمِّ والهمِّ والضيمِ
والحيْف والخوفِ والأفّْ
كلانا احترقْنا
أما قلْتَ لي أمسِ يا حارقي
يا هوايَ العتيد :
أنا ابنُ الأزلْ
أنا ابنُ الحروفِ الأوَلْ
أنا ابنُ النجيباتْ
أنا ابنُ المسلاّتْ
أنا ابنُ الحصونِ المنيعةْ
أنا كبرياءُ النخيلْ
أنا دجلةُ الخيرِ
والخيلِ والليلْ
وأسفارنُا سندبادْ
منائرُنا في العلا
لم يكن مثلها في البلادْ
كذاتِ العمادْ
تنازَعني المارقون العتاة
الزناةُ ، القساة
أطعمتْني المكائدُ ملحاً أجاجا
فصاروا لظىً نيِّراً آسراً
وصرْتُ الرمادْ
شربتُ من الدمع والحزنِ ما لا يطاق
جفاني الأحبةُ
لا شوقَ ، لا ذكرَ
لا قبلةً أو عناق
تسرّبَ فيَّ الهزال
وساحَ بأرضي الشقاق
وفاضَ الفراتُ قذىً دافقاً بالنفاق
أهذا دمي في النفاياتِ
في المواخيرِ
في سرْنَديْب المنافي
وفي كلِّ ركْنٍ دنِيءٍ يراق؟؟
**** ****
أيّها الجمْرُ
هذي مرابعُك الحمْرُ
فاهزأ بنا....وموقدُك القلبُ
حضناً وثيرا
ألا فاسترحْ ها هنا
زادُك الروحُ لعْقاً شهيا
خمرُك الدمعُ
من عصارةِ ذاك الأنينْ
ولْتنَمْ هذه البُغاثُ النواطيرُ
ينخرها الدودُ والكبتُ
والويلُ والسحتُ
أحسُّ حجارتَنا رخوةً كالهشيم
أحسُّ الغمامَ الكريمْ
مثقلاً باللهيب
مثقلاً بالحميم
هاطلاً بالسموم
أهذا التصحّرُ أعشى القلوب؟!
لماذا فحيحُ الأفاعي...
غدا صولجانَ المذاهب؟؟
لماذا حزامُ التجاربِ أضحى
حبالَ التجاذب؟؟
**** *****
دُلَّني يا صديقي العراقْ
أخافُ نتوهُ بعيدا
طريقُك مُلْغمْ
ظلامُك أدهمْ
دليلُك أبكمْ
حريقُك كيُّ جهنمْ
وصرْحُك خرَّ صريعاً
تهدَّمْ
مِلْ بنا للبعيدِ البعيد
فهذا المتاعْ
وذاك الرِّكابْ
تريَّثْ قليلاً
وكفكفْ بكاءَكْ
دموعُك ذاتُ دموعي
وقلبُك وسط لهيبِ ضلوعي
أنينُك صوتُ يسوعِ
فهذا أوانُ الرحيلْ
لَكَمْ مُلَّ هذا المقامْ
في بلادَ الحِمامْ... بلاد الزؤام

 بغداد


 


 

 

free web counter