| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جبار العراقي

 

 

 

الخميس 9/12/ 2010

 

هل هذا هو العراق الجديد؟؟
الذي كنا نتمناه ونطمح أليه

جبار العراقي

هذا هو حال الحركة الثقافية والأدبية في ظل العراق الجديد حال يرثى لها ، وهي تحت رحمة عصابة من الظلاميين الجهلة الذي يخافون ويرتعبون من الأفكار النيرة، التي تريد أن تعيد بناء الإنسان العراقي الذي تعرض ولا زال يتعرض إلى الخراب الفكري والثقافي والخلقي والاجتماعي الذي تركة البعث الفاشي المقبور وراءه، ولازال مستمرا لحد الآن.

في جميع الدول المتحضرة تحظى الحركة الثقافية بجميع فروعها واختصاصاتها بالدعم المادي والمعنوي من قبل الدولة ومؤسساتها التي تهتم بجميع البحوث سواء كانت علمية أو فكرية أو ثقافية، حيث يكون من واجب هذه المؤسسات الحكومية، وكذلك غير الحكومية أيضا توفير المناخ المناسب والمستلزمات التي يحتاجها هذا الطاقم لإنتاجهم الثقافي الذي يخدم الإنسان ويطور المجتمع، وتوجد في هذه الدول أيضا مؤسسات ذات طابع ديني تهتم وتشجع العلم والفكر والثقافة وتكرم كل من ينتج ويبدع في هذه المجالات التي تنمي من وعي وفكر الإنسان.

لكن في العراق ( الجديد ) يتعامل الظلاميون والجهلة، أمثال كامل الزيدي رئيس مجلس محافظة بغداد الذي ينتمي إلى قائمة بما تسمى بدولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نور المالكي الذي يدعي ببناء ( دولة قانون ؟ )، مع الحركة الثقافية بجميع فروعها الفكرية / والأدبية / والعلمية / والفنية / القادرة على بناء مجتمع متقدم ومتحضر مزدهر، ثقافيا، وأدبيا، وعلميا، وفنيا، بطرق أخرى تختلف عن تلك الطرق التي تتعامل بها الدول المتحضرة، ألا وهي طريقة قمع الحريات وكتم الأفواه، وكذلك طريقة التصفية والاغتيالات مثل العملية الإجرامية التي أودت باستشهاد المثقف والمبدع ( كامل شياع ) الذي يمتلك مشروعا فكريا وثقافيا وأدبيا وإنسانيا الذي أراد فيه خدمة الوطن وإعادة بناء المواطن العراقي الذي كان ولا زال يعاني من الخراب الفكري والثقافي والخلقي والاجتماعي منذ فترة حكم نظام البعث الفاشي المقبور، وحتى هذه اللحظة، والذي يثير الشكوك هنا أيضا نرى أن المجرمين القتلة أعداء الأفكار النيرة الذين اغتالوا ( كامل شياع ) لازالوا أحرار وطلقاء ينتظرون أمر أو أيعاز أخر من أسيادهم الظلاميون الجهلة أعداء الأفكار النيرة بتصفية واغتيال مثقف ومبدع وطني أخر.

قبل كامل الزيدي، وفي ظل العراق ( الجديد ) ، حاول أيضا خطيب وأمام جامع براثا والقيادي في المجلس الأعلى بزعامة عمار الحكيم ( جلال الدين الصغير ) على محو تأريخ وأرث أعلام الفكر والأدب والثقافة الإنسانية والبصمات التي تركوها على الثقافة والأدب العراقي، أمثال الباحث في علم الاجتماع الدكتور ( علي الوردي ) الذي كتب على مهزلة العقل البشري التي لازالت تمارس لحد هذه اللحظة من قبل الظلاميون الجهلة الذي ابتلى العراق بهم، وكذلك أستاذ وفقيه اللغة العربية العلامة ( مصطفى جواد ) والمحامي ( جعفر كبة ) وعالم الآثار الذي ترجم وحل رموز ملحمة كالكامش الأستاذ ( طه باقر ) وكذلك الأستاذ ( علي جواد الطاهر ) هؤلاء هم أعلام ورموز الفكر والأدب والثقافة والتأريخ في العراق، الذين خلفوا لنا بعد رحيلهم بصمات وكنوز من العلم والمعرفة التي تصب لخدمة وتطوير الفكر والعقل البشري التي من خلالها تتم محاربة الجهلة أصحاب الأفكار الظلامية.

هذا هو حال الحركة الثقافية والأدبية في ظل بما يسمى بالعراق ( الجديد ) محكوما عليها بالقمع والموت من قبل الظلاميون الجهلة أعداء الأفكار النيرة التي تخدم وتطور وتنمي من وعي المواطن العراقي ابتداء من جلال الدين الصغير، وأعضاء مجلس محافظة البصرة وبابل، وأخيرا وليس أخرا برئيس مجلس محافظة بغداد كامل الزيدي الذي ينتمي إلى قائمة دولة القانون التي أحرزت المرتبة الثانية في الانتخابات النيابية المنصرمة بزعامة رئيس الوزراء نور المالكي؟؟

ختاما لقد صدق الشاعر الكبير ( محمد صالح بحر العلوم ) حينما قال هذه الأبيات في قصيدة ( أين حقي ):

ليتني أستطيع بعث الوعي في بعض الجماجم
لأريح البشر المخدوع من شر البهائم
وأصون الدين عما ينطوي تحت العمائم
من مآسي، تقتل الحق وتبكي: أين حقي!!

 

النمسا – فيينا



 

 

free web counter