| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الأربعاء 4/3/ 2009



متى تهتم الحكومة العراقية الموقرة
بمعاناة الأطفال وظاهرة التسول التي يمارسونها

جبار العراقي

يحض الطفل في الدول والمجتمعات المتحضرة باهتمام واسع سواء من قبل مؤسسات الدولة التي تهتم برعايته قبل وبعد الولادة حيث يكون خاضع للفحوصات الطبية المستمرة وكذلك توفيرها للكل المستلزمات الصحية والتربوية والتعليمية والترفيهية التي تنمي وعيه وفكره، حيث تعتبر الدولة نفسها المسئولة على تربيته ورعايته من عبر سن القوانين التي تضعها لصالح الطفل والتي تنص على حق التعليم الإلزامي وعدم تشغيل الأحداث دون السن القانوني الذي ينص عليه الدستور.

وللطفل في هذه البلدان مؤسسات حكومية وغير حكومية خاصة به تعمل على توفير كل ما يحتاجه من مستلزمات منذ مرحلة الطفولة حتى أعلى مراحل الدراسية ( بكل فروعها ) وتهتم أيضا بدعم وتطوير هوايته وتشجعه على تطوير قدراته الذاتية سواء كانت أدبية أو علمية وهناك مسرحا خاص بيه لأن المسرح يعتبر عامل هام جدا لتطوير الوعي الثقافي للطفل، وأن تقدم أي مجتمع مرتبط بالأطفال وموهبتهم تؤسس كذلك مجتمع متقدم سواء في المجال العلمي أو الأدبي.

لكن ما يجري في العراق ألان هو العكس تماما إذ أن الأطفال هم الضحية الأولى في بلد يعتبر من أغنى بلدان العالم بموارده الطبيعية. لقد عانى الطفل العراقي في فترة الحصار الاقتصادي الذي فرض من قبل والأمم المتحدة تنفيذا لرغبة الحكومة الأمريكية على أطفال وشعب العراق وليس على النظام ألبعثي الفاشي المقبور الذي كان يتخذ من الأطفال الذين يموتون نتيجة شحت المواد الغذائية التي سببها الحصار الاقتصادي الغير أنساني دعاية إعلامية لحزبه الفاشي المقبور...منذ ذلك العهد بدأت ظاهرة التسول ( والجدية ) في الشوارع بعد أن اضطروا إلى ترك مدارسهم من أجل لقمة العيش واستغلالهم للعمل الشاق من قبل أصحاب المصانع والمعامل.

والآن وبعد مرور ست سنوات على سقوط الصنم ومنذ بداية الاحتلال وفي ظل ما يسمى بالعراق الجديد ، عراق المحاصصة الطائفية والقومية يتقاضى فيه المسئولين رموز هذه المحاصصة ومن حولهم رواتب خيالية لا يستوعبها العقل كما هو الراتب التقاعدي لرئيس البرلمان السابق محمود المشهداني، الذي حدد ب ( 40 ) ألف دولار ونصير العاني وحرمه، التي وصلت رواتبهم إلى ( 66 ) مليون دينار عراقي أي ما يعادل أل 56 ألف دولار أمريكي... ما الذي فعله هؤلاء من أجل الوطن ومن أجل أطفال هذا الوطن...؟ ألا تعتبر مثل هذه المبالغ مبالغ مسروقة ولكن بصورة مشروعة على أسس دستورية سنت من قبلهم ولمصلحتهم...!!!؟

ست سنوات على سقوط الصنم ومنذ بداية الاحتلال وفي ظل بما يسمى العراق الجديد لازال الطفل العراقي يعاني الجوع والحرمان ويفتقد إلى أبسط حقوقه المشروعة كطفل له الحق أن ينعم ويحلم بحياة طفولة سعيدة وجميلة كما هم أطفال العالم المتحضر. لكن مع الأسف وبمرور الأيام تبخرت مثل هذه الأحلام وأصبحت أشياء من المستحيل تحقيقها لسبب بسيط: فنحن نعيش في عالم خاليا من القيم الإنسانية، عالم يسوده الجشع والظلم واستغلال الغير، عالم تتصارع فيه الأحزاب من أجل مصالحها الذاتية ( الشخصية )، في عالم أصبح فيه جلاد الأمس مسئولا ( وطنيا ) يناضل من أجل عراق جديد!!!

ست سنوات على سقوط الصنم ومنذ بداية الاحتلال والطفل العراقي لا زال هو الضحية، ضحية هذه السياسات الخاطئة التي مارستها ولا زالت تمارسها هذه الأحزاب، حيث لازال الطفل العراقي يعاني من الجوع والحرمان مشردا ومحروما من التعليم يمارس التسول في شوارع بلد يعتبر من البلدان الغنية بموارده الطبيعية..!!!؟؟؟؟؟

ملاحظة :
هل هذه هي دولة القانون يا سيادة رئيس الوزراء نوري المالكي.



فيينا- النمسا













 

free web counter