| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جبار العراقي

 

 

 

الخميس 28/5/ 2009



 أطفال العراق يسألون أين هي حقوقنا
يا سيادة ( دولة ) رئيس الوزراء نوري المالكي

جبار العراقي

الطفولة عالم جميل ... الطفولة عالم نقي ... الطفولة عالم لا يعرف معنى الكراهية ... الطفولة عالم الحب الصادق.

يحظى الأطفال في دول العالم المتقدمة والمتحضرة برعاية واهتمامات واسعة سواء عبر مؤسسات الدولة المتخصصة بالشؤون الاجتماعية والتربوية والصحية التي ترعى وتهتم بالطفل، حيث تعتبر الدولة نفسها هي المسؤولة على رعايته وحمايته وذلك من خلال سن القوانين التي تضعها لصالحة ولخدمته والتي تنص على التعليم الإلزامي وعدم السماح بتشغيل الأحداث دون السن القانوني المسموح به الذي ينص عليه الدستور.

وتوجد أيضا للطفل في هذه الدول مؤسسات المجتمع المدني غير الحكومية والتي تعمل وتسعى على توفير كل ما يحتاجه من مستلزمات ضرورية منذ مرحلة الطفولة والحضانة حتى بلوغه سن الرشد... وتأخذ أيضا على عاتقها دعم وتطوير هواياته وقدراته الذاتية بكل نواحيها... وهناك مسرحاً خاصاً للطفل لآن المسرح يعتبر من العوامل الضرورية والمهمة جداً التي تساعد على تطوير ورفع المستوى الثقافي والأدبي لدى الطفل...حيث أن تقدم أي مجتمع مرتبط أيضاً بالأطفال ومواهبهم تؤسس كذلك مجتمع متقدم ومتطور من جميع النواحي سواءً في المجال العلمي أو الأدبي.

لكن أطفال العراق كانوا هم الضحايا الأوائل نتيجة الحروب الخارجية والداخلية ونتيجة السياسة العدوانية التي كان يتبعها ويمارسها نظام البعث الفاشي المقبور، حيث دفع الكثير من أطفال العراق حياتهم ثمناً نتيجة الحصار الاقتصادي غير الأنساني الذي تم فرضه على الشعب العراقي من قبل الأمم المتحدة تنفيذاً لرغبة الإدارة والحكومة الأمريكية التي كان يتزعمها بوش الأب الذي وفر الحماية والدعم للمجرم المقبور ( صدام ) .

لقد كان المقبور يتخذ من الأطفال الذين يموتون نتيجة شحة المواد الغذائية التي كان سببها الحصار الاقتصادي الذي فرض على الشعب وليس على النظام ، كان يتخذهم دعاية إعلامية لحزبه الفاشي المقبور ... منذ تلك الفترة السوداء بتأريخ العراق أخذت ظاهرة التسول في الشوارع والهروب من المدارس عند الأطفال بالظهور علنياً وذلك من أجل العمل الشاق لكسب لقمة العيش ... ومن هنا بدأ استغلال الأطفال من قبل بعض الطفيليين من أصحاب المعامل والمحلات نتيجة لغياب تلك القوانين التي ترعاهم وتحميهم.

وها نحن في السنة السادسة على رحيل وسقوط الصنم والاحتلال وفي ظل ما يسمى بالعراق الجديد، عراق المحاصصة الطائفية والقومية، عراق نرى فيه الكثير من الوزراء والمسؤولين والمستشارين والمدراء العامين الذين يفتقدون للكفاءة والنزاهة أيضاً ، لكن مع الأسف الشديد رغم كل هذه المواصفات السيئة الذي يحملونها ويتحلون بها نراهم كيف يتقاضون رواتب خيالية لا يستوعبها ولا حتى يتحملها العقل، أمثال رئيس البرلمان المُقال أو إذا صح التعبير (المطرود) محمود المشهداني الذي جاء الى البرلمان ممتطياً على ظهر حمار المحاصصة الطائفية والقومية المقيتة ... حيث تم إكرامة براتب شهري تقاعدي حدد ب( 40 ) ألف دولار أمريكي . فماذا قدم هو وأمثاله الأخرين الذين لا زالوا يسرقون ويتلاعبون بأموال وقوت الشعب لأطفال العراق يا سيادة (دولة) رئيس الوزراء ؟

ست سنوات قضت على سقوط الصنم والاحتلال وأطفال العراق لا زالوا يعانون الجوع والحرمان ويفتقدون إلى أبسط حقوقهم المشروعة كأطفال لهم الحق أن ينعموا ويفرحوا ويحلموا بحياة طفوليه جميلة وسعيدة تتوفر فيها كل مستحقات ومستلزمات الطفولة ... حياة يمارسون من خلالها الدراسة والتعليم وكل هواياتهم كأطفال لهم الحق أن يعيشوا حياة الطفولة التي سلبت منهم ... لكن وللأسف الشديد تبخرت كل هذه الأحلام والأمنيات وأصبح من المستحيل تحقيقها الآن لسبب واضح ومعروف لدى الجميع ... ألا وهو أن العراق وشعبة لا زالوا يعانون من نتائج المحاصصة الطائفية والقومية وظاهرة الفساد المالي والإداري الذي أصبح مستشرياً وكالإخطبوط في كل وزارات ومؤسسات الدولة وأخرها وليس أخيرها هو وزير التجارة ( عبد الفلاح السوداني ) الذي كان يسرق ويتلاعب بقوت هؤلاء الأطفال الأبرياء.

ست سنوات قضت على سقوط الصنم والاحتلال يا سيادة ( دولة ) رئيس الوزراء نوري المالكي، لا زلنا نحن أطفال العراق الضحية الأولى ... ضحية هذه السياسات الخاطئة ، سياسات المحاصصة الطائفية والقومية المقيتة التي مارستها ولا زالت تمارسها هذه الأحزاب والقوى المسيطرة على الحكم الآن، حيث لا زلنا نحن أطفال هذا البلد الغني بموارده نعاني من الجوع مشردين محرومين من الدارسة والتعليم نمارس التسول في الشوارع ، لماذا... لماذا ... لماذا يا سيادة رئيس الوزراء ؟ فأين هي حقوقنا نحن أطفال العراق!!

ختاماً باقات من الورود العطرة والجميلة وكل المحبة لأطفال العراق بمناسبة يوم الطفل العالمي.



فيينا – النمسا

 

free web counter