| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جبار العراقي

 

 

 

                                                                                     الثلاثاء 21/8/ 2012

 

الشهيد كامل شياع لم يمت
أنه في ضمائرنا يعيش

جبار العراقي

يسألني البعض أحيانا ، ألا تخاف من الموت ؟ فأجيب ، أنا الوافد أخيرا إلى دوامة العنف المستشري ، أعلم أنني قد أكون هدفا لقتلة لا أعرفهم ولا أضنهم يبغون ثأرا شخصيا مني ، وأعلم أنني أخشى بغريزتي الإنسانية لحظة الموت حين تأتي بالطريقة البشعة التي تأتي بها ، وأعلم أنني قبل ذلك كله كثير القلق على مصير أخي ومرافقي الذين بملازمتهم لي في سكوني وحركتي يجازفون بحياتهم وحياة عوائلهم. *

نعم هذا هو الشهيد كامل شياع ، الذي حمل حقائبه في الأيام الأولى من سقوط نظام البعث الفاشي واحتلال العراق في عام( 2003 ) شاد الرحال من بلجيكا البلد الذي قضى فيه سنين الغربة متوجها إلى العراق متحديا كل قوى الظلام والإرهاب والمليشيات المسلحة ، أعداء الثقافة والأفكار الإنسانية والوطنية النيرة ، حيث كان على علم ويقين أنه متوجه إلى بلد ليس للعالم والمثقف والمفكر المبدع الذي يحمل بين طيات أفكاره النيرة بذور العلم والمحبة مكان ، لم يتوقف شهيد الثقافة كامل شياع للحظة واحدة من العطاء سواء كان في المجال الإعلامي أو الفكري والثقافي ، وبصفته كاتب ومفكر وباحث وطني شيوعي كان يمتلك أيضا مشروع فكري وثقافي وحضاري وأنساني كبير عمل عليه ما يقارب ثلاثين عاما قضى معظمها بالدراسات والبحوث والكتابات المتواصلة ، كي يحولها لاحقا إلى مشروع عملي وعلمي قادر على إعادة بناء هيكلة الوطن وثقافة المواطن الذي تعرض طيلة أكثر من خمسة وثلاثين عاما إلى أبشع الطرق وأساليب الخراب الفكري والثقافي والخلقي والاجتماعي أيضا ، الذي تركة النظام ألبعثي الفاشي الشوفيني المقبور حيث كان حلمه هو الوطن الحر والشعب السعيد الذي ناضل وتحمل عذاب ومرارة الغربة ومن ثم أستشهد من أجله.

أن شجاعة كامل شياع تكمن في معرفته بأن ما سيقوم به في العراق من مشاريع ثقافية وفكرية تعيد للمواطن الثقة بنفسه التي أفتقدها طيلة أربع عقود من حكم نظام شمولي دكتاتوري ، ستكون حياته هي الثمن لها وهذا الذي حدث فعلا ، حيث تم اغتياله في وضح النهار تحديد يوم 23 – 8 – 2008 من قبل عصابات وأشخاص مجرمين تعرفهم السلطة ، حيث لم تتمكن أو بالأحرى لا تريد لجان التحقيق من إصدار مذكرة اللقاء القبض على هؤلاء المجرمين الذين قاموا بتنفيذ عملية الاغتيال ...!! فلماذا هذا السكوت؟؟

فهل هو الخوف من أن تتسع مساحات ملفات التحقيق لتشمل رموز هيكلة نظام الدولة الحالية، وأنا شخصيا لا أستبعد مثل هكذا احتمال..؟؟

كامل شياع وكل الذين ضحوا بحياتهم من أجل سعادة ورفاهية الإنسان لم يموتوا ولم يرحلوا عنا أنهم في ضمائرنا ووجداننا يعيشون (فكلنا كامل شياع )


* مقتطفات من كتابات الشهيد كامل شياع
 

النمسا – فيينا



 

 

free web counter