| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جبار العراقي

 

 

 

                                                                                     الأحد 19/8/ 2012

 

 العيد وأطفال العراق!!

جبار العراقي

الطفولة عالم جميل ... الطفولة عالم نقي ... الطفولة عالم لا يعرف معنى الكراهية أطلاقا... الطفولة عالم الحب الصادق.

جميعنا يعرف بأن الأطفال في دول العالم المتقدمة والمتحضرة يحضون براعيات واهتمامات واسعة سواء من خلال مؤسسات الدولة المتخصصة بمجال الشؤون الاجتماعية والتربوية والصحية ترعا وتهتم بالطفل، حيث تعتبر الدولة نفسها هي المسئولة على رعايته وحمايته وذلك من خلال سن القوانين التي تضعها لصالحة وخدمته والتي تنص على التعليم الإلزامي وعدم السماح بتشغيل الأحداث دون السن القانوني المسموح به الذي ينص علية الدستور.

وهنالك أيضا في هذه الدول يوجد الكثير من منظمات ومؤسسات المجتمع المدني الغير حكومية والتي تعمل وتسعى على توفير كل ما يحتاجه الطفل من مستلزمات ضرورية منذ مرحلة الطفولة والحضانة حتى بلوغه سن الرشد، وتأخذ أيضا على عاتقها بدعم وتطوير هوايته وقدراته الذاتية بكل نواحيها ... وهناك أيضا مسرحا خاص بالطفل لآن المسرح يعتبر من العوامل الضرورية والمهمة جدا التي تساعد على تطوير ورفع المستوى الثقافي والأدبي لدى الطفل... حيث أن تقدم أي مجتمع مرتبط أيضا بالأطفال ومواهبهم تؤسس كذلك إلى مجتمع متقدم ومتطور من جميع النواحي سواء في المجال العلمي أو الأدبي.

لكن ما مورس ولازال يمارس ليومنا هذا هو العكس تماما، إذ أن أطفال العراق كانوا هم الضحايا الأوائل الذين دفعوا حياتهم ثمن لتلك السياسة العدوانية والحروب الداخلية والخارجية التي مارسها النظام ألبعثي الشوفيني المقبور، حيث مات الكثير منهم نتيجة الحصار الاقتصادي الغير أنساني الذي فرض من قبل الأمم المتحدة على الشعب العراقي، والذي كان المجرم المقبور ( صدام حسين ) يتخذ من هؤلاء الأطفال الأبرياء الذين كانوا يموتون نتيجة شحت المواد الغذائية دعاية إعلامية لحزبه الفاشي ومن تلك الفترة والمرحلة السوداء أخذت ظاهرة التسول والهروب من المدارس عنده الأطفال تظهر علنيا وبشكل غريب وغير طبيعي، وذلك من أجل العمل الشاق لكسب لقمة العيش وأعانت عوائلهم ، ومن هنا بدأت أيضا ظاهرة استغلال الأطفال من قبل بعض الطفيليين أصحاب المعامل والمحلات الذي سمح لهم النظام المقبور باستغلالهم .

ولآن وبعد مرور أكثر من تسع سنوات على سقوط الصنم وفي ظل بما يسمى ( بالعراق الجديد ) أطفال العراق لازالوا هم الضحية الأولى ، ضحية هذه السياسات الخاطئة أيضا سياسات المحاصصة الطائفية والقومية المقيتة التي أتسمت بالفساد الإداري والمالي والسرقات من قبل القوى والأحزاب المسيطرة على الحكم لآن. خصوصا الحزب الذي ينتمي إليه وزير التجارة السابق ( عبد الفلاح السوداني ) الذي كان يسرق اللقمة من أفواه هؤلاء الأطفال الأبرياء.

تسع سنوات مرة على سقوط الصنم لازال أطفال هذا البلد الغني بموارده الطبيعية يعانون من الجوع مشردين ومحرومين من الدراسة والتعليم يمارسون مهنة التسول في الشوارع يفتقدون إلى أبسط حقوقهم المشروعة كأطفال لهم الحق أن ينعموا بحياة طفوليه تتوفر فيها كل مستحقات ومستلزمات الطفولة الطبيعية حياة يمارس من خلالها حق التعليم والدراسة وكل هوايات وأحلام الطفولة التي سلبت منه طيلة هذه السنين.

فمن واجبات الدولة أن تحتضن الطفل وتقدم له كل ما أفتقده من حب وحنان صادق وأن تهتم برعايته التي يستحقها لآن الدولة هي المسئولة على حمايته ورعايته أن تقدم أي مجتمع مرتبط أيضا بدعم وتطوير وعي الطفل... وليس استغلاله كمادة أعلانية أو دعاية انتخابية مثل ما فعلة نوري المالكي أثناء الحملة الانتخابية الأخيرة.

 

النمسا – فيينا



 

 

free web counter