| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جبار العراقي

 

 

 

الأربعاء 18/2/ 2009



فقدان الثقة والحالة المزرية للمشهد السياسي العراقي

جبار العراقي

لقد بدأت في الآونة الأخيرة ظاهره ليست بالغريبة والغير متوقعة تظهر علنيا على الساحة السياسية العراقية بعد الاحتلال وسقوط الصنم وحزبه الفاشي، ألا وهي ازدياد حدة الخلافات بين الكتل والأحزاب السياسية الحاكمة وقد بدا هذا واضحا عبر اللقاءات الصحفية التي قام بها بعض المسئولين يزداد توترا عبر وسائل الأعلام واللقاءات الصحفية التي يجريها المسئولين وأصحاب القرار في الشأن العراقي، حيث بدأت هذه الظاهرة واضحة للعيان التصريحات التي أدلا بها رئيس الوزراء نور المالكي في اللقاءات الصحفية الذي أجراها مع بعض وسائل الأعلام والصحف العراقية في الآونة الأخيرة التي أنتقده وأتهم فيها حكومة إقليم كردستان بالتصرفات الفردية والغير قانونية التي مارستها طيلة هذه الفترة، التي أتسمت بإبرامها للعقود النفطية مع الشركات العالمية والاتفاقيات الأخرى التي عقدتها دون الرجوع واستشارة الحكومة المركزية إضافة إلى قضية التمثيل الدبلوماسي والمؤسسات الحكومية المزدوجة ( العسكرية والأمنية ) وكأنها دولة لها كيانها المستقل عن العراق.

هذه الخلافات إلى جانب وعدم الثقة أخذت تظهر بعد الإعلان على ما تسمى بمجالس الإسناد العشائري في محافظات الجنوب والوسط والتي تعتبر بمليشيات مسلحة جديدة مدعومة ومسنودة من قبل رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يترأس حزب الدعوة الإسلامي الذي يعتبر مشروع مجالس إسناد العشائر مشروع شرعي ولا يتعارض مع بنود الدستور العراقي الذي طالب هو أيضا بتغير بعض البنود منه لاحقا.

وهنا بدأت بالظهور الازدواجية السياسية التي يتحلى ويمارسها ويتفنن بها رئيس الوزراء نوري المالكي الذي كان يعتبر بأن أعادت بناء دولة القانون والمؤسسات لا يتم في ظل وجود مليشيات مسلحة تحمل السلاح وخارجة عن القانون وطالب بحلها وتجريدها من السلاح علما أن هذه المليشيات كانت بمثابة الجناح العسكري للأحزاب الإسلامية الطائفية ومن ضمنها حزب الدعوة الإسلامي الذي يترأسه، وهنا بدء يعي المالكي من جديد أنه بحاجة إلى ركيزة بديلة عن المليشيات المسلحة كي يكون قادر على تثبيت نفسه وما يطمح أليه. والوجه الجديد في هذه اللعبة السياسية هي عشائر الجنوب والوسط التي تقف إلى جانب/ ومع حزب الدعوة الإسلامي بسبب الانتماء الطائفي/ المذهبي ودخولها إلى ما يسمى " بمجالس الإسناد "حيث بادر بدعمها من خلال تأسيسه مثل هذه المجالس. وهنا أطرح سؤال لرئيس الوزراء نوري المالكي هل بناء دولة القانون وإعادة بناء مؤسساته التي هدمت وأصبح الفساد المالي والإداري ظاهرة طبيعة تمارس من قبل المسئولين الذين جاءوا لهذه المناصب الحساسة ليس من خلال كفاءتهم العلمية بل عبر أسلوب المحاصصة الطائفية/ المذهبية/القومية. وإذا كان فعلا يا سيادة رئيس الوزراء للعشائر دور فعال لإعادة بناء دولة القانون كما تدعي فلماذا إذن أخفقت هذه العشائر التي كان يعتمد عليها ويدعمها ماليا ومعنويا ويدججها بالسلاح من قبلك المقبور صدام حسين وحزبه الفاشي؟؟

هذا من جانب. أما من جانب آخر وما أثار انتباهي فعلا هي تلك التصريحات الأخيرة لرئيس حكومة إقليم كردستان نجيرفان برزاني والتي أعرب من خلالها تخوفه أو تخوف الإقليم من نشوب حرب أو اقتتال عربي- كردي إذا تم انسحاب القوات الأمريكية المحتلة وحلفائها من العراق. فلماذا هذه التخوف من الحرب يا نجيرفان وأنتم طرف فعال ومهم في الحكومة العراقية والعملية السياسية أيضا، وهنا سؤالي لرئيس حكومة الإقليم أي طرف من هذه الأطراف سوف يبدأ الحرب كما تقول؟؟ وكيف تكون حرب بينكم وبين العرب ورئيس الجمهورية كردي ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية أيضا ينتمون إلى نفس القومية والعراق يعتبر فيدرالي ديمقراطي موحد، ألم ترى بأنك قد بالغت في تصريحك هذا؟؟

وفي السياسة لا يوجد حب وغزل وقصص غرامية مثل ليلى وقيس أو روميو وجوليت يا سيادة رئيس حكومة إقليم كردستان، والسياسة فن الممكن والمصالح المشتركة حسب معلوماتي البسيطة التي امتلكها...والولايات المتحدة الأمريكية. حينما أقبلت واحتلت العراق وأسقطت صدام ونظامه الفاشي التي كانت هي الداعم المهم له طيلة خمسة وثلاثين عاما من حكمة ليس لسواد عينك أو عيني بل لأجل مصالحها الحيوية في الشرق الأوسط والسياسة الأمريكية لم تعترف بصديق بل بمصالحها...يا سيادة رئيس حكومة إقليم كردستان فأرجوا أن تنتبه لهذا لاحقا وشكرا.


فيينا - النمسا



 


 

free web counter