| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جبار العراقي

 

 

 

 

الأحد 13/1/ 2008



المرأة العراقية تقتل على يد عصابات
[ فرق ما يسمى (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) - طلبان البصرة ]
والحكومة ورجال الدين يقفون مكتوفي الأيدي

جبار العراقي

للمرأة العراقية مواقف بطولية ووطنية في تأريخ دولة العراق الحديثة. حيث تبلورت هذه التجربة النضالية لأول مرة بمشاركتها إلى جنب الرجل في ثورة العشرين من خلال المساعدة التي قدمتها إلى الثوار والتي تمثلة بنقل المؤن والأسلحة والأهتمام بالجرحى وتشجيع الثوار على مواجهة القوات البريطانية. وترديدها للأهازيج وألقائها للأشعار وذالك لرفع معنوياتهم الثورية لتصدي قوات الأحتلال.

وفي العاصمة بغداد شكلت لجنة نسائية لدعم الثورة والتضامن مع الثوار ، حيث قمن بجمع التبرعات ونشر أهداف الثورة التي ترفض الأحتلال.

ولأول مرة قامت المرأة العراقية بالتحشيد والقيام بمظاهرة تشجب وتدين فيها الأحتلال البريطاني للعراق وكذالك رفع المذكرات الأحتجاجية على الاساليب والممارسات القمعية وأعتقال الوطنيين وطالبت باطلاق سراحهم والعفوا عنهم.
هذه هي الباكورة الأولى لنضالها الوطني والذي نما وعيها السياسي ومفاهيمها الوطنية.
ومن هنا بدأ وعيها تجاة حقوقها ، وفي العشرينيات من القرن المنصرم ساهمت مجموعة من الشباب والعناصر الوطنية التي تؤمن بحق المرأة ومساواتها بالرجل برفع شعار تحريرها من الحجاب وحقها في التعليم ، وكان اولئك الشباب والعناصر الوطنية من جماعة حسين الرحال.

وفي هذه المرحلة بدأ نضال المرأة العراقية من أجل العدالة والمساواة الأجتماعية والحرية والديمقراطية والمواقف الوطنية حتى هذه اللحظة ، وكان لها أيضا الدور الفعال والبطولي في التصدي ومواجهة الأتفاقيات الرجعية التي كانت تبرم بين الحكومات الرجعية والعميلة للأستعمار البريطاني في تلك الفترة.

وللمرأة العراقية دورا فعالا بالتصدي والوقوف مع الرجل ضد معاهدة (بورثسموت) الأستعمارية في عام 1948 .
ومشاركتها في أنتفاضة وثبة كانون الثاني المجيدة في العام نفسه.
حيث كانت رمزا للبطولة والتضحية حينما تصدت لرصاص الغدر على جسر العتيك (جسر الشهداء) استشهدت فتاة الأنتفاضة ( بهيجة ) وهي شامخة . واستمرت المراة العراقية في نضالها الوطني حتى يوم ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة عام 1958.

حيث أنيط للمناضلة البطلة الراحلة الدكتورة نزيهة الدليمي حقيبة وزارة البلديات وهي أول امرأة تشغل منصب وزاري في الشرق الاوسط. والدكتورة نزيهة الدليمي بقيت رمزا من رموز الحركة النسائية الديمقراطية والوطنية العراقية حتى رحيلها.

ثم جاء يوم الثامن من شباط الاسود عام 1963 يوم الانقلاب ألبعثي الفاشي وبالتحالف مع الضباط القوميين الرجعيين وبدعم من المخابرات المركزية الامريكية، حينما صرح المجرم علي صالح السعدي وقال نحن جئنا بقطار امريكي.

وهنا أيضا كان للمرأة دورا مشرفا وبطولي بتحديها والوقوف بوجة المجرمين القتلة من عناصر الحرس القومي وبرغم تعرضها إلى أبشع اساليب التعذيب الوحشي والقتل على أيادي ألبعثين القتلة ، وكذالك تعرضها إلى الاعتداء الجسدي غير الآخلاقي على يد زمرة الأنقلابيين ألبعثيين الفاشستية مع كل هذه الاساليب القمعية التي مارسها المجرمين بحقها لكنها بقت شامخة متحدية القتلة والمجرمين.

لقد قدمت المرأة العراقية الكثير من التضحيات على الصعيدين الأجتماعي والسياسي التي تمثل بحملها السلاح إلى جانب الرجل ومقارعتها للنظام المقبور في صفوف حركة الأنصار في جبال كوردستان وتحملها للظروف الصعية والقاسية جدا على قمم وسفوح جبال كوردستان وهي تقارع أشرس نظام دكتاتوري شهده العراق.

لكننا نرى الان كيف تمارس أبشع أنواع الجرائم والقتل من قبل القوى والتيارات الأسلامية الرجعية التي لازالت تعيش بعقلية عصر الظلام والعبودية ، بحق هذه الكائنة الرقيقة والجميلة التي وقفت بصمود وتحدي بوجة كل القوى الرجعية والمتخلفة.

والعصابات التي تطلق على اسمها ( فرق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) المدعومة من قبل المليشات المسلحة هي من تقوم بهذه الاعمال الاجرامية البشعة بحق المراة العراقية في البصرة .

فمن واجب كل القوى الديمقراطية والعلمانية أن تقف الأن ضد هذه الافكار والمعتقدات الظلامية والرجعية لـ(طلبان البصرة) والوقوف إلى جانب المرأة العراقية ومؤازرتها في محنتها الحالية .

فألف تحية إلى المرأة العراقية التي ناضلت ولا تزال تناضل من أجل العدالة والمساواة والحرية في عراق مزدهر ، عراق الجميع .

تحية أجلال وأكبار الى كل شهيدات الحركة النسائية الديمقراطية والوطنية اللواتي وهبن ارواحهن ثمنا للحرية والعدالة الأجتماعية.



فيينا-النمسا

 

Counters