| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جودت هوشيار

 

 

 

                                                                                        الأحد 27/2/ 2011

 

احتفال أمام نصب الحرية فى بغداد

جودت هوشيار

كل من شاهد الأعتداء الدموى الهمجى لأزلام المالكى على المتظاهرين المسالمين فى ساحة التحرير فى يوم 25 شباط / فبراير الحالى ( يوم الغضب العراقى ) و أصابة العشرات منهم بجروح بليغة و تركهم ينزفون دما من دون أية محاولة لأسعافهم أو نقلهم الى المستشفيات القريبة و منع وصول الطعام  والماء الى المتظاهرين طوال يوم كامل ، و من ثم قيام كل من وزير الناطقية على الدباغ و الناطق باسم عمليات بغداد قاسم عطا بنصب مائدة - فوق المكان الذى سالت فيه دماء المتظاهرين المسالمين - للأحتفال بأنتصار قوات بغداد على فتيان يافعين ، حملوا الورود لأهدائها الى أفراد الجيش العراقى ، أقول بعد كل هذا ، الا يتبادر الى ذهن كل أنسان شريف يمتلك ضميرا حيا ، سؤال : من أى صنف هؤلاء الهمج الذين يتفاخرون بالأنتصار على زهرة المجتمع العراقى ؟. نعم لم يخجل الدباغ و لم يخجل عطا و هما يشربان القهوة فى ساحة التحرير بعد تفريق المتظاهرين بشتى صنوف الأسلحة التى يجيد أستخدامها الطغاة لقمع شعوبهم : خراطيم المياه ، الغازات المسيلة للدموع و من ثم الرصاص الحى . وقد أبتكر طاغية بغداد الجديد نورى المالكى أسلوبا جديدا فى قمع شعبه وهو رش المتظاهرين بنوع مجهول من الغبار أو نوع غير معروف من الغازات ، اضافة الى الأسلحة التقليدية .

نعم جلس الأثنان من بلطجية المالكى اللذان صعدا كما يقول المثل العراقى ( من الطهارة الى المنارة ) بين ليلة وضحاها أولهما وزير دولة لشؤون ( الناطقية ) و هو منصب لا يوجد فى أى بلد من بلدان العالم سوى فى العراق المبتلى بشرذمة من الجهلة اللصوص والثانى لا أحد يعرف من أين أتى وهو لا يحمل لا شهادة من الكلية العسكرية ولا خبرة سابقة فى القوات المسلحة وكل مؤهلاته هو تبرير جرائم سيده طاغية بغداد الدموى المتخلف الذى استخدم كل الأمكانيات المادية والسلطوية للدولة العراقية لتجديد ولايته وهو يفكر منذ اليوم للبقاء فى منصبه لولاية ثالثة . الدباغ و عطا كانا يشمتان بالشهداء و الجرحى الذين سقطوا بالعشرات فى مدن العراق الكبيرة والصغيرة وفى ساحة التحرير تحديدا ، وقد أنشرحت أسارير وجهيهما القبيحة من نشوة الأنتصار وهما يجلسان تحت نصب (الحرية) نكاية ب ( الحرية و الأحرار ) و يتلذذان بشرب القهوة الساخنة وتحت أقدامهما دماء حارة وطرية لم تجف بعد ، جلسا وراء مائدة الأحتفال فى ساحة موحشة وخالية من المارة والسيارات مثل بقية ساحات وشوارع بغداد المظلمة الكئيبة بعد حظر حركة السيارات ومنع التجوال ..

كانا يبتسمان لكامرة قناة ( العراقية ) الحكومية وهما يسردان حكاية خيالية مفبركة زائفة عن تظاهرة ( يوم الغضب العراقى ) فى ساحة التحرير فى محاولة يائسة لتبرير الجريمة المروعة ، حكاية من ( أبداع ) خيالهما المريض تزعم ان القوات الأمنية تعاملت مع المتظاهرين بليونة و طيبة و مهنية عالية ( لاحظوا كلمة مهنية كأنهما يتحدثان عن معركة حربية مع الأعداء ) ، ترى اذا كان اطلاق الرصاص الحى على شبيبة بغداد يعد فى عرفهما ليونة وطيبة ، كيف تكون اذن ( الشدة ) و ( القسوة ) لا بد أنهما كانا يفكران على طريقة مجنون ليبيا أى قصف الشعب بالقنابل من الجو وبصواريخ الكاتيوشا و ال (آر بى جى ) .

ظل الدباغ وعطا يكذبان على الهواء مباشرة و أمام ملايين المشاهدين بلا أستحياء أو خجل ومن دون أن يرف لهما جفن ، اقتداءا بالكذاب الأكبر فى العراق نورى المالكى الذى يفعل عكس ما يقول دائما .

خلال السنوات الخمس العجاف من فترة حكمه الأسود لم يصدق المالكى مع شعبه ولو لمرة واحدة . فى عام 2008 وعد بحل مشكلة الكهرباء بشكل جذرى خلال سنة ونصف وها نحن نرى ان مشكلة الكهرباء قد تفاقمت وتردت المنظومة الكهربائية الى الحضيض . ولا يتمتع العراقيون اليوم بنعمة الكهرباء سوى ساعتين فى اليوم وتردت الخدمات العامة .

ويفتقر عراق المالكى اليوم الى المياه الصالحة للشرب والى المدارس والمستشفيات ومنظومات الصرف الصحى ، ناهيك عن الحدائق العامة ومدن الألعاب والنوادى وأماكن اللهو البرىء الأخرى . ولكن ثمة اليوم فى عراق المالكى جبال هائلة من القمامة فى كافة أحياء و أزقة و شوارع بغداد و المدن الأخرى و الحدود العراقية – الأيرانية سائبة بشكل متعمد لتسهيل دخول المخدرات و فرق الأغتيالات بالكواتم ، على نحو يصح القول ان عراق المالكى هو عراق القمامة و المخدرات و الكواتم المستوردة من الجمهورية الأسلامية الأيرانية ( الشقيقة ) .

لا صناعة و لا زراعة اليوم فى بلاد الرافدين و كل ما هو موجود فى السوق من سلع ، أجنبية المصدر , و اليوم يعيش 60% من الشعب العراقى على ما يسمى مواد البطاقة التموينية و هى سلة مواد غذائبة (الطحين و الرز والزيت و الشاى و السكر و الصوابين ) ، يبلغ اجمالى قيمتها عشرة دولارات لا أكثر و مع ذلك عجزت حكومة لصوص منتجع ( المنطقة الخضراء ) عن توفيرها للشعب العراقى .

المالكى صرف ( 400 ) مليار دولار خلال السنوات الخمس الماضية . و لا أحد يدرى أوجه صرف هذه الأموال الطائلة . و قد صرح السيد طارق الهاشمى نائب رئيس الجمهورية ، بأنه رغم صرف هذه الأموال الطائلة لم يبلط شارع و لم تبن مستشفى او مدرسة ، اذن أين ذهبت تلك المليارات ؟ يتظاهر المالكى و أزلامه بأنه لا يعرف الجواب ، و لكن الشعب العراقى يعرف جيدا كيف سرقت عصابة ( المنطقة الخضراء ) فلوس اليتامى و الأرامل و يقية أبناء والشعب العراقى .

وزارة التخطيط العراقية قالت فى تقرير نشر قبل حوالى شهرين أن نسبة الفقر فى العراق يبلغ 25% أى ان ربع العراقيين يعيشون تحت خط الفقر و لا يزيد الدخل الشهرى للفرد الواحد عن 40 دولار, أؤكد 40 دولار فى الشهر فى احد أغنى بلاد العالم بالثروات الطبيعية .

هنالك اليوم فى العراق ملايين العاطلين عن العمل و معظمهم فى مقتبل العمر ، بينهم عدد كبير من خريجى الجامعات .

ثروات العراق كلها فى متناول يد مجموعة من اللصوص المحترفين من ذوى الشهادات المزورة ، الذين يمتلكون العقارات فى شتى عواصم العالم القريبة و البعيدة و حسابات فلكية فى البنوك الأجنبية .و يخدعون الشعب بالوعود الكاذبة فى كل دورة أنتخابية ,

وعندما يثور شباب العراق للمطالبة بلقمة الخبز ينهال على صدورهم رصاص الغادرين و يتهمهم الطاغية و أزلامه بأنهم من البعث , و اليوم رد أحد المتظاهرين الشباب على المالكى فى ساحة التحرير و فى ذروة التظاهرة السلمية ، قال هذا الشاب الثائر : لم أكن بعثيا عندما أنتخبتك و لكننى اليوم تحسبنى بعثيا لأننى طالبت بحقوقى المهدورة وحريتى المغتصبة . و لا يكتفى طاغية العراق ( الجديد ) و أزلامه بسرقة المليارات و هضم حقوق أبناء و بنات العراق و مصادرة الحريات العامة و الخاصة و خنق حرية التعبير بأشكاله المختلفة بل يحتفلون و يشربون نخب أنتصارهم الدموى على الشعب العراقى فى الساحة التى أريقت فيها الدماء الطاهرة لجيل الشباب العراقى الواعد .

أية خسة و وضاعة يتصف بهما الطاغية و أزلامه من قبيل الدباغ و عطا و الى اى صنف من البشر ينتمون ؟. لا أجد لهما نظيرا فى التأريخ الحديث سوى فى ألمانية الفاشستية , هل يختلف المالكى و الدباغ و عطا فى شىء عن حثالات الفاشست ؟.
 

free web counter