| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

جمال الهنداوي

 

 

                                                                                 الخميس 3/3/ 2011

     

الموت على ايقاع هذيانات الاخ العقيد..

جمال الهنداوي           
 

ثقيلة ومضجرة ومملة هي تلك الساعات التي احتاجها الاخ العقيد القائد ليشرح للعالم خطأه الفادح بتخيل مستقبل ما لليبيا دون قائد مزمن لثورتها ..وقد يكون اكثر من احس بوطأتها هو ذلك الدبلوماسي الآسيوي المسكين الذي وضعه حظه العاثر في الصفوف الخلفية الاقرب الى جوقة الزاعقين والزاعقات الذين غصت بهم القاعة وتجاوز هرجهم ومرجهم جدرانها الى اسماع العالم المنذهل من القدرة العجيبة التي يتحصل عليها ملك الملوك في قول ما لا يعقل..

منعطفات ومنحنيات كثيرة كافعوانة ملتفة تضمنها الخطاب..وبواكير كلام كثير لا تشي بخواتيمه..فمن حديث متناسل مكرور اقرب للهذرعن ترفعه عن اي منصب رسمي يمكن ان يستقيل او يتنحى عنه..الى قصص اقرب الى حكايا الجن والعفاريت عن تنظيم القاعدة..ليصل بنا بعدها امام الائمة –ودون ان يتطرق الى الحبوب المهلوسة-الى ان الامور على خير ما يكون وان الشعب مستعد ان يموت لاخر رجل وامرأة وان تتهدم ليبيا زنقة زنقة فداء للتراب الذي يمشي عليه القائد الاممي..

المهم..ان العقيد لم يصل الى مرحلة الاعتراف بوجود مشكلة ما في البلاد..وهذا ما يجب ان يعيه العرب جيداً..وهوما زال يعطي الاولوية لخيار القمع والتقتيل متبعا تقنية التجاهل والتساذج ولي الحقائق انتظارا لتغير ميداني ما على الارض قد يعيد له زمام المبادرة العسكرية
ليتحول بعدها الى الهجوم على المناطق التي تحررت من قبضته وبغض النظر عن الخسائر التي يمكن ان تسببها مثل هذه السياسة الرعناء..

والمسألة الثانية التي يجب ان يعيها العرب الان هو ان هذا الخطاب وضعهم بين طرفي نقيض ما بين رئيس يتقبل بكل روح رياضية تدمير شعبه ومقدرات امته مقابل الاستمرار في الحكم وبين مجتمع دولي تتردد بين اروقة مؤسساته السياسية العبارات التي لا تتمنى المنظومة العربية سماعها حول امكانية التدخل العسكري المباشر للقضاء على حكم العقيد..

فيبدو ان العقيد يعتمد اعتمادا تاما على الرفض الشعبي الليبي والعربي المتوقع للتدخلات العسكرية الاجنبية لتوفير بعض الوقت في استباق التحركات الدولية التي اصبحت تتحدث عن الاسلوب والطريقة والشكل القانوني للتدخل العسكري في اشارة الى تجاوزها لمرحلة حسم الخيارات في التعامل مع النظام الليبي المقلق..

وهذا الخيار الدولي يجعل من المتوجب على مراكز صنع القرار العربية..الرسمية والشعبية.. أن تتفهم خطل ولا جدوى المقاربة السياسية للازمة الراهنة والتي تتقلقل ما بين الشماتة الصامتة بالنظام والسلبية المفرطة الخرساء تجاه الحراك الشعبي..والاعتماد على نفس الجوق المنافق والمداهن في تخيل مناعة زائفة من امتداد رياح التغيير الى بلدانهم..

وهذا الموقف البائس يمكن له ان يبدد كل اوراق الضغط التي يمكن ان تمارسه المنظومة العربية على القذافي والتي من الممكن في حالة ترتيبها بشكل جيد تكوين قوى ضغط واعدة ومبشرة بتحسن حظوظ العامل العربي في ايجاد مخرج ما قد يتجنب الحلول التي تقفز فوق المصالح العليا لدول المنطقة..

كما ان استحضار عوامل التواشج الاجتماعي والتاريخي يفرض علينا الوقوف إلى جانب الشعب الليبي في خياراته المستقبلية والنضال من اجل تصحيح مساراته الديمقراطية..وعدم انتظار ما تسفر الامور على الارض لاتخاذ موقف متوائم مع النتيجة النهائية للازمة ..بل الاسراع في الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل شرعي للثورة الليبية ودعمه ماديا ومعنويا وسياسيا كوسيلة للسعي إلى تخليق بيئة سياسية ملائمة للتأثير على السلوك السياسي للنظام الليبي تجاه شعبه..تفاديا للتعقيد الذي من الممكن ان يسببه دخول متوقع لقوات عسكرية اجنبية الى البلاد يبدو انه اصبح..

وصدقاً..وللحراجة الفائقة للموقف..يتوجب الآن على العرب أن يتركوا لبرهة وجيزة مقعدهم الوثير ويضعوا جهاز الريموت كنترول جانبا والتفكير قليلا –ولكن بعمق- بنتائج محتملة.. ولكن واقعية.. لتدخل اجنبي يبدو انه اصبح يقترب اكثر فاكثر مع ارتفاع ايقاعات الاقدام المتراقصة طربا لهذيانات الاخ العقيد..



 

free web counter