| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

جمال الهنداوي

 

 

                                                                                 الأحد 24/4/ 2011

     

يخرج الحي من الميت..

جمال الهنداوي            

شجاع وبطل وجرئ كان السيد ناصر الحريري عضو مجلس النواب السوري وهو يكور استقالته ويرميها في وجه النظام.. فسبحان محي العظام وهي رميم وسبحان من يخرج الحي من الميت..

فمن كان يظن ان مجلس الشعب السوري بهاتفيه وزاعقيه يمكن ان يخرج منه مثل هذا الصوت الشجاع الهادر الذي وقف ليقول في وجه طبيب العيون الوريث انك اعور يا سيدي..

استقالة لم يكن من المتوقع ان تصدر عن احد اعضاء مجلس التهريج والتقافز والهتاف ..المجلس الذي اريد له ان يبدو كمجمع من محترفي الدعاء بطول العمر للسلطان ومن المتكسبين بدماء وآلام الشعب السوري الشريف الجريح والذين لا حاجة لهم الا في تمرير ما لا يريد الوريث ان يتبناه باسمه او عندما يحتاج لسماع ايات الحب والتبريك وقصائد الولاء والتأييد وبيان مدى حب الناس للرئيس..

استقالة زاد من حجمها ووقعها الظروف الامنية الاقرب الى الاستباحة الشاملة التي تعصف بارض الشام من خلال انفلات القوى القمعية التابعة للنظام وتطاولها على الارض والعرض والانسان والدماء الغالية للشباب السوري المنتفض المحمل بعقود دامية مجمرة تقادم فيها حكم الحزب الواحد والاسد الواحد وثقلت وطأته على ضمائر ورقاب الشعب المظلوم..الشباب الذي خرج الى الشوارع بصدور عارية واكف خالية مفتوحة تدعو بارئها الا لعنة الله على القوم الظالمين..

استقالة كانت فاتحة وقوة دفع لاستقالات اخرى..وبداية لتصاعد حركة التململ والتذمر المتنامية من داخل النظام على سوء ادارة الازمة والافراط في استخدام ما لا يجيد سواه الا وهو القمع فالقمع فالمزيد من القمع ..تلك السياسة التي دفعت الشعب الى العبور اليائس الى ضفة اللاخوف مسقطة من يد النظام المخيف المرعب اهم اوراقه التي اخذت تستل من يده واحدة بعد الاخرى في ظل الافتقار المخزي الى التأهيل الاخلاقي اللازم لاستنباط الحلول اللازمة للبدء بخطوات ملموسة في مسيرة الاصلاح المنشود..

لا اوهام لدينا في ان عضو مجلس النواب قد لا يزيد وزنا او حجما في هكذا انظمة قمعية مستبدة عن ضابط الامن او عنصر المخابرات..ان لم يكن يأتي بعدهم بمراحل..ولكن هذه الاستقالة كانت فتحا مبينا انتصفت فيه دماء الشهداء المسفوحة على الطرقات والازقة على باطل التعتيم الاعلامي الزائف المضلل المدلس المنكر المروج لاباطيل التآمر والتخابر والتأسلف والارتباطات الخارجية مع قوى مفترضة تفور غيظا وحسدا من الوريث وحب الشعب الجم الغزير لشخصه واستعدادهم لافتدائه وعائلته وبنيه وحزبه وعناصر امنه وجلاديه بالروح والدم والمال والبنون..

فتلك الاستقالة كانت انتصارا لاستغاثات الاهل الطيبين في درعا واللاذقية وحمص وجبلة وكل مدن الشام من جور وتغول القوى الامنية وولوغهم الشبق في دماء العباد..وتكذيب لكل ما يروجه النظام كان ذلك التذكير الشجاع من قبل السيد النائب للرئيس بوعوده وتعهداته بحماية المتظاهرين ودعم حرية التعبير..

ننتظر ان تتحرك الغيرة وحب الاوطان في من تبقوا حول النظام ويبادروا الى رفض هذه البدائية الهمجية من التنكيل بزهرة شباب البلاد وتقتيلهم بلا ادنى وازع من شرف او وطن اوضمير..وان يتوصلوا الى المعادلة الصحيحة التي تحفظ لهم كرامتهم وانتمائهم من خلال الاصطفاف الى جانب الشعب ضد النظام.. ذلك النظام الذي تحدث عن الاصلاح فكذب..ووعد بعدم التعرض للناس فاخلف..واؤتمن على ارواح ودماء الشعب السوري فخان..فالا لعنة الله على القوم المنافقين..





 

free web counter