| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

جمال الهنداوي

 

 

                                                                                 الثلاثاء 17/5/ 2011

     

دماء كراتشي..تسفك في اسلام آباد..

جمال الهنداوي         

خيبات متكررة ومتتالية تتلقاها الانظمة المعتمدة على الارهاب كثقافة وسلوك في محاولاتها البائسة للسيطرة على المنظمات الجهادية المسلحة وامكانية تطويعها في خدمة اجنداتها السرية وفي استدرار الدعم الخارجي وتبرير سياساتها الداخلية المكبلة لحرية الرأي والتعبير من خلال انتحال حجة مناهضة الارهاب وايقاف المد المتطرف..

فقد يؤشر الحادث الاجرامي الجبان والمدان والذي استهدف احد اركان القنصلية السعودية في كراتشي الى المأزق الذي وجدت فيه الحكومة الباكستانية نفسها من خلال الحصاد المر لسياساتها الباطنية في تجنيد ورعاية وايواء المنظمات الارهابية وتأمين الملاذ الآمن لقياداتها.. كاستثمار مضمون لقوى الشر الكامنة في تلك العصابات الاجرامية في ادارة تقاطعاتها وتناقضاتها السياسية والامنية مع الدول والمجتمعات الاخرى..

فان مثل هذا الاغتيال الذي تبنته حركة طالبان الارهابية ضد شخصية دبلوماسية مرموقة وفي وضح نهار العاصمة الاقتصادية لباكستان..وتحت ظل الاجراءات الامنية المكثفة التي اعقبت مقتل زعيم تنظيم القاعدة على اراضيها..يدل بالتأكيد على المدى البعيد الذي تتغلغل فيه خلايا تنظيم القاعدة وطالبان داخل النظام الاستخباري الباكستاني مما يؤهله الى استباق الجهد الامني وتجاوزه بخطوات تكفل له السلاسة غير المفهومة ولا المستساغة في توجيه الضربات المبرمجة والهادفة لاحراج الدولة الامنية وقواتها المسلحة ووضعها في خانة العجز الكامل عن ضبط ايقاع الامن في المدن الباكستانية او تأمين الحماية للسكان المحليين والاجانب..

فتلك المنظمات تبني منظومتها الثقافية والفكرية على مبدأ التفلت من الالتزامات القانونية والاخلاقية تجاه الدول والمنظومات الاجتماعية التي تتواجد على ارضها وبين ظهرانيها ولا تحترم الحدود ولا المواثيق المنظمة للعلاقات التي تحكم الناس الطبيعيين..وتستعيض عن كل ذلك بشبكة وخيوط وعلاقات متراتبة تبطن وتظهر حسبما تشاء لها ذهنية ومعرفية ومتبنيات الشيخ الذي يتصدى لمهمة قيادتها وتخضع تماما لتفسيراته واجتهاداته تجاه النص المقدس وقراءته الخاصة للموروث الديني واستحسانه الانتقائي مما يتوفر لديه من وريقات تتوقف مصداقيتها على ما يشوبها من اصفرار وما تعفرت به من غبار القرون..

ان الحكومة الباكستانية..ومن خلال اتباعها للسبيل المواسي الاسترضائي المحاكي لمتبنيات المنظمات الارهابية وجمهورها المنتشر على كراريس اكثر من عشرة آلاف مدرسة دينية متخصصة في تلقين الكراهية والعنصرية ورفض الآخر للاجيال المخدرة المختطفة من طفولتها وملاعب صباها.. والتي تشكل حاضنة مهمة لفكر واستراتيجيات «القاعدة».. تضع نفسها في خانة الاتهام المطالب بتبرير نبرة الخنوع والتصالح مع التيارات والمنظمات الارهابية وتفسير وجود قيادات عسكرية وامنية داخل الجيش والمخابرات متعاطفة مع حركة طالبان..والاجابة عن الشكوك القوية لدى المجتمع الدولي ازاء التورط الفاضح للمؤسسة الامنية في حماية زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن وتوفير الدعم والحماية والمأوى له ولسنوات والتحجج الدائم بكبر المساحة وصعوبة ضبطها وقلة الامكانات في التستر على قيادات اخرى والغة في امن ودماء الشعوب..وهذا ما يحملها ..بدون ادنى مواربة..المسؤولية المباشرة عن كل العمليات الارهابية والدماء التي سالت بسبب تلك السياسات المعتلة..والتي لا يبدو ان تكون دماء الشهيد السعودي الذي اغتيل وهو في ضيافة شعب وحكومة باكستان آخرها..

 

free web counter