| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

جمال الهنداوي

 

 

                                                                                 السبت 16/4/ 2011

     

اتهامات النظام السوري..اصابع كثيرة وجهات اكثر..

جمال الهنداوي                

لا يعد اختراعا..ولا خروجا عن المألوف الرسمي العربي..قيام النظام السوري بتوجيه العديد من اصابع الاتهام الى الخارج بتأجيج الوضع الداخلي ودعم القوى المناهضة لحكم الرئيس الوريث بشار الاسد..وليس بالجديد على المنطقة ولا على الحكم في سوريا اللجوء الى تصدير الازمات الداخلية الى خارج الحدود على الرغم من الواقع الذي يشير الى ان هذه السياسة لا تعد الا نوع من استبدال المشاكل الداخلية بازمات خارجية..ولكن اللافت في الممارسة الراهنة للنظام لهذه السياسة المعتقة هو الارتباك الاقرب الى التلعثم في تحديد الجهة التي يفترض ان يحملها النظام المسؤولية عن الغليان الشعبي الهادر المنادي بالحرية والمساواة والعدالة وحقوق الانسان..

فبعد اللازمة التقليدية لكل نظام باتهام احدى الفصائل الفلسطينية المستضعفة في ارض الصمود والممانعة..ربما لكثرتها وتعدد اتجاهاتها وتبعيتها وافتقادها للقدرة على الرد..نجده يستدير بعنف وقوة وروتينية تجاه الموساد الاسرائيلي..ومن ثم الى الاردن استثمارا لطول خلاف يتعدى الانجال الى الآباء..تزامنا مع اظهار احد المواطنين المصريين من حملة الجنسية الأمريكية باعترافات متلفزة باهتة غير مقنعة ..تليها الاتهامات الاقرب الى الرسائل الى الاخوان المسلمين استدرارا للدعم الغربي..والى تيار المستقبل اللبناني عتبا وتحذيرا الى المملكة العربية السعودية من عواقب موقفها الداعم النظام من جهة والشامت المتشفي المحرض اعلاميا من جهة اخرى..وكاحدى تداعيات التنافس الخفي على قيادة الثورة المضادة للانتفاضات الشعبية العربية المنتشرة كالنور في هشيم الانظمة القمعية الاستبدادية المنتهية الصلاحية والشرعية..

وهذا الارتباك والتخبط قد لا يكون الا علامة على المأزق الامني والسياسي الذي يواجهه النظام من خلال افتقاده الوسائل الملائمة لتجنب النهاية المحتومة للحكم العائلي المغلق في سوريا مع الفشل الواضح لسياساته الاجترارية المكرورة حد الملل تضليلا اعلاميا وتنميقا للخطب وتسويقا للكلمات المدلسة الواعدة بما لا يمكن الوفاء به ..كتنفيس للاحتقان الشعبي ولاكتساب بعض الوقت لالتقاط الانفاس ما بين قمع وقمع ..

المهم الان ان الامور قد توضحت للنظام ولا مجال للادعاء بالتجاهل البرئ حسن الظن والنية بالايام..والرسالة الشعبية اصبحت اكثر وضوحا..فالشعب لم تعد ترهبه ضخامة التهم التي يكيلها النظام للاحتجاجات بانها مسلحة ومدعومة ومدفوعة ومزودة باجندة خارجية..كما انه لم يستجب لدعوات الاصلاح الزائف التي انتحلها الحكم ولا الى الجدول الزمني المفتوح الذي اقترحه لتنفيذها..وان الوعود الهلامية الباهتة لم تعد تروي ظمأ الناس المتعطشين للحرية التي منعت عن سماء الشام لعقود من حكم الحزب الواحد الاحد..عقود تجعل من التساذج السمج ابداء الكثير من الاستغراب من تسرع الناس وتلهفهم لتنسم شذاها العبق..وتجعل من الصفاقة الاقرب الى التجني ابتسامات الرضا الجذل التي يوزعها الوريث على اعضاء مجلسه العجيب المتناثرين ذات اليمين وذات الشمال ومن بين ايديه ومن خلفه متدافعين متنافسين على ايهم الاكثر تملقا ومداهنة ورياء..

تلك الابتسامات التي شحبت وبهتت وجف ريقها وتحولت الى وجوم كالح قلق من غياب القدرة على التأثير على الاحداث ..ومن تساقط اوراق النظام امام صمود الارادة الشعبية الحرة لاهل الشام النجباء..واخفتت حد الخرس هتافات النواب الزاعقين بالوريث ان يستخلف الله على عباده وان يتصدى لحكم العالم وان يرث الارض وما عليها بينما هو يرى تفلت شوارع وطرقات بلاده وانسلالها من بين اصابعه الراجفة المرتعشة..طرقات ومدن لم يراعي الله ولا الشرف ولا القيم الانسانية السامية في ادارتها ودفعها بظلمه واستبداده واستئثاره ومجلسه الهاتف الراجز المدبك الى الانتفاض والقيام منادين بالحرية والمساواة وقارعين على باب القدر باكفهم العارية المدماة من تغول آلته القمعية الجهنمية..

تلك الآلة التي استهلكت ما لم يستطع السراق حمله..وما تساقط من سحت عمليات النهب المنظم التي طالت ثروات ومقدرات وكرامة السوريون لعقود..اجهزة متناسلة من محترفي القتل والارهاب والتنكيل بنيت بما استل من مائدة الشعب واقتطع من رغيف خبزه المغمس بالمن والاذى..

الواقع الان يؤكد على ان النظام السوري ليس لديه اي بوادر صادقة للاصلاح السياسي , وكل ما قيل وما سوف يقال هو محض شعارات جوفاء ومناورة لكسب الوقت ليس الا ..وماهو مؤكد كذلك ان اتساع التظاهرات الشعبية وانتشارها وثباتها ووحدة شعاراتها هي السبيل لهز اركان النظام المفتقر الى القاعدة او المصداقية التي تؤهله للاستمرار في الحكم..وان الاتكاء الرسمي على سياسة القبضة الحديدية واولية الخيار الامني ستكون هي الجسر الذي سيعبر عليه السوريين بنضالهم وكفاحهم وصدق انتماؤهم الوطني الى ضفة التحرر والانعتاق والديمقراطية والتعددية واعلاء الحريات السياسية وحقوق الانسان..وانه ليوم نراه قريبا ويتمناه الطغاة اعداء الشعوب بعيدا..بعيدا جدا..





 

free web counter