| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جمال الهنداوي

 

 

 

الجمعة 14/1/ 2011

     

قبل الانحدار الى القمة العربية..

جمال الهنداوي

سلسلة يبدو ان لا نهاية لها من الاخطاء هي ما تقترفه الدبلوماسية العراقية من خلال تعاطيها مع موضوعة استضافة بغداد للقمة العربية في اجتماعها العادي لهذا العام.. وبلا صعوبة تذكر نستطيع ان نعد اكثر هذه الاخطاء خطلا واقربها للغفلة الا وهو التهليل المبالغ به لكل ما يتساقط من افواه موظفي الجامعة العربية من تصريحات بروتوكولية روتينية عن حق العراق الثابت في استضافة القمة والتجاهل الاقرب للتهاون تجاه التمنع والتدلل الذي تبديه بعض الدول والاشارات الاعلامية بالغة الوضوح والتصريحات المعبرة عن وجود سوء نية مبيتة ومخطط لها بخبث وعناد وعناية فائقة لافشال أي تجمع رسمي عربي يقام او يمارس تحت رعاية الحكومة الحالية او ما تمثله من توجهات.. واستمرار الدفع بحق العراق القانوني والشرعي ضمن منظومة خارجة عن الشرعية والقانون وحتى الاعراف الاجتماعية وخاضعة لنزوات وعقليات زمر منحرفة ومأزومة بالعداء للديمقراطية ولحقوق الانسان لا يمكن ان نصفها بالحكمة تحت اخف الظروف ..

والاكثر ايغالا في الخرق هو التجاهل القصدي المتغابي عن الفتور الشعبي العام القريب من الاجماع تجاه فكرة الترحيب في عاصمتنا الحبيبة ببعض الرموز التي لا نشك بمسؤوليتها المباشرة عن التخريب المستمر والممنهج الذي طال شعبنا العراقي الصابر والشجاع من خلال استهدافه في ارواحه ودمائه ومقدراته وتجربته السياسية.. والتساؤل المر عن ماهية المنتظر من هكذا مؤتمر ومدى صلاحية الجمع المؤمن من القادة العرب على ايجاد أي حل لأي مشكلة او ازمة تطرأ على المنطقة ناهيك عن السجل المتطاول من المتراكمات التي ضاقت بها مقررات القمم السابقة..

يعتصر القلب الما وهو يقرع بالارقام التي تتحدث عن مئات الملايين من الدولارات التي تسفح في سبيل سويعات من الخطابة الانشائية المكرورة والزائفة والمسبقة الاعداد والمفخخة بالكذب البواح والملمعة بالحضور الاعلامي المتملق والمحبط للشعوب العربية وهي تراقب نفس الوجوه لمحترفي التموضع على العروش المعتقة المنخورة بالعجز والتبعية والاستقواء بالدول الكبرى على شعوبها..

ان منظومة القمة العربية قد فقدت مصداقيتها وشرعيتها كمعبر عن ارادة الشعوب العربية منذ زمن قد يكون سابقا لتأسيسها وكنتيجة حتمية للظروف الموضوعية التي رافقت انشاء الدول العربية الحديثة -اصطلاحا- ولا يمكن باي شكل من الاشكال التغافل عن فشلها المعلن والمدوي عن ان تكون مؤسسة تجمع الدول العربية .. بل وحتى الحكومات.. ومن التساذج والتناوم ان لا نضعها في وضعها الطبيعي كأطار قسري وصوري اقرب للعطلة الاجبارية او متطلبات المنصب لمحفل من الاسر الحاكمة التي لا يجمعها سوى العدائية السافرة والمعلنة لتطلعات شعوبها في التحرر والاستقلال والانعتاق والتنمية..

كما انه من المخجل للديمقراطية العراقية الناشئة والرائدة والمتمنى والمرجو والمنتظر قيادتها لحركة التغيير الشعبي الحر في المنطقة ان تكون اول رسائلها للشعوب العربية من خلال استضافة جلاديها وقامعيها وسجانيها في تجمع لن يسفر الا عن مزيد من التثبيط والاحباط واليأس للقلة التي بقيت تتأمل الخير من هكذا كوالح لا يجمعها الا القدرة الفائقة على الحفاظ على سواد رؤوسهم - ووجوههم - في بلدان يشيب بها الرضيع ويتساوى فيها العيش فوق التراب او اسفله..

بوضوح .. على الدبلوماسية العراقية ان تعمل على تجنيب الشعب العراقي الكريم الاهانة التي لم تخفي بعض الانظمة العربية النية على توجيهها له من خلال امتناعها عن المشاركة في قمة تعقد في بغداد.. وعلى ابعاد الحكومة العراقية عن الحرج المتوقع من خلال مشاركة البعض الآخر من خلال وفود دون المستوى اللائق بثقل العراق ودوره العربي والاقليمي.. ولا نرى حلا في هذا المشكل الذي اعيانا البحث فيه عن ناقة او جمل او حتى شاة جرباء للعراق وشعبه.. الا من خلال الاعتذار عن استضافة هذا المؤتمر غير النافع ولا المجدي.. وترك السادة اصحاب الجلالة والفخامة والسمو ومؤتمرهم العتيد لما يرونه مناسباً..

ان التزم العراق العربي هو امام الشعوب فقط .. او من تخوله للنطق باسمها من خلال الخيار الفردي الحر والمباشر والمعبر عنه من خلال صناديق الاقتراع ضمن انتخابات نزيهة مكفولة بنظام دستوري تداولي تعددي.. اما اصحاب الحق الالهي في الحكم والمستفيدين من امتيازات فقه الغلبة واصحاب الدرجات الكاملة في الانتخابات فلا اهلا بهم ولا مرحبا في عراق الحرية والديمقراطية والسلام..



 

free web counter