| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جاسم الحلفي

 

 

 

الخميس 8/4/ 2010

 

اليونامي
والفساد الانتخابي

جاسم الحلفي

خرج الرئيس الأفغاني حامد كرزاي من صمته المطبق حول عمليات التزوير التي ميّزت الانتخابات الأفغانية التي جرت في العام الماضي، ووجه اتهامات مدوية لممثلية الأمم المتحدة والمراقبين الأجانب لضلوعهم في هذه العمليات. من المؤكد إن هذه الاعترافات طعنت بنزاهة الأمم المتحدة في أفغانستان. وقد وضعت اتهامات السيد (بيتر جالبرايث) المبعوث الأممي السابق إلى أفغانستان ورئيسها وبعض مفوضي الانتخابات الأفغان، في موضع الدفاع غير النزيه، كونها جاءت ردا على اتهامات، وليس مبادأة في الكشف عن انتهاكات يعرف العالم ويقر بأنها حدثت واشتركت بها أكثر من جهة. المثير للانتباه ان السيد (جالبرايث) لم يتفوه بشيء بصدد ما جرى من تزوير في الانتخابات التي جرت في أفغانستان ولكنه استشاط غضبا عندما نال فريقه الاتهام الأساسي في التزوير وبجداره!

ان الاتهامات والاتهامات المضادة في "سرقة أصوات الناخبين الأفغان" كشفت عن المستور، وكشفت أيضا، وهو الأخطر، عن تقاسم للأدوار في تنفيذ جرائم اللعب بأصوات المواطنين، وبينت استهانة ممثلي اهم منظمة دولية بالعملية الانتخابية في أفغانستان.

يبدو ان الزعماء السياسيين في أفغانستان قد سبقوا العراقيين في كشفهم للفساد الانتخابي، ودور موظفي الأمم المتحدة فيه. كما ان الشك في دور موظفي الأمم المتحدة العاملين في بلدان "العالم الثالث"، سيكون سيد الموقف، سيما وان مسلسل الفضائح لم يتوقف عند حدود أفغانستان، فقد سبق ذلك فضيحة كوبونات النفط في العراق وضلوع ابن كوفي انان، الأمين السابق للأمم المتحدة فيها، وتلاعبه بقوت العراقيين، وبطاقتهم التموينية.

ومن هنا نعد أمر توضيح غياب السيدة حمدية الحسني عن المؤتمر الصحفي يوم 26/3/2010 الذي أعلنت فيه النتائج، ضرورياً ومطلوباً، سيما ان هناك الكثير من اللغط يدور حول غياب السيدة الحسيني، وهناك من لم يعده غيابا جاء لأسباب شخصية، كما بين القاضي قاسم العبودي مؤخرا، وإنما هو تعبير عن موقف رافض لتدخل، في غير محله من السيدة (ساندرا) ممثلة (يونامي) لدعم الانتخابات في العراق، ما تسبب في امتعاض الحسيني، وإصرارها على عدم الاشتراك في إعلان نتائج لم تساهم في حسابها.

السؤال المطروح الآن هو: هل ستظهر السيدة الحسيني وهي مديرة الدائرة الانتخابية، وتتحمل المسؤولية الأساسية في إدارة الانتخابات، على الملأ لتوضح الموقف، كما يمليه عليها ضميرها الإنساني والمهني؟ ام تنتظر طويلا، كما فعل طيب الذكر الدكتور فريد أيار العضو السابق في مجلس المفوضية العليا للانتخابات، حينما أعلن في العام الماضي عن أرقام مضلله وأموال كبيرة أهدرت، وانتهاكات حصلت في الانتخابات التي جرت بداية ونهاية عام 2005 . هذا الاعتراف لو تم الإدلاء به في وقته لما تكررت الآن أخطاء تلك التجربة.

ومن هنا تأتي دعوتنا للسيدة الحسيني للقيام بواجب كشف الحقيقة وان كانت مرة، حتى لا تتكرر الانتهاكات في الانتخابات القادمة التي ستجري في عام 2014 .


 

 

free web counter