| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جاسم الحلفي

 

 

 

الأحد 6/12/ 2009

 

كل شيء من اجل المفوضية!

جاسم الحلفي

ثمّنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات يوم 14/11/2009 مجلس النواب لتصويته على قانون تعديل قانون الانتخابات رقم (16) لسنة 2005، وطالبت جميع الكتل والائتلافات السياسية بالوقوف معها، وأهابت بأعضاء مجلس النواب المحترمين بدعمها "والإشادة بعملها بما يعزز من مصداقيتها وشفافية عملها". وبالمقابل بيّنت كذلك أضرار الكلام عن المؤسسة أو أعضائها والتصريحات التي " قد تؤثر على سير عمل المفوضية مما يترك انطباعا سلبيا في نفوس المواطنين ".

غير أن ما يثير الانتباه هو أن مطالبة المفوضية لم تبين شكل وطبيعة الوقوف معها، وهي المؤسسة التي ينبغي عليها الوقوف مع الناخبين وتنمية مشاركتهم في الانتخابات، وتقليص نسبة عزوفهم عن المساهمة فيها. فالمفوضية كما هو معروف هي صاحبة الاختصاص في تقديم مشروع تعديل قانون الانتخابات، الذي ينبغي فيه مساواة أوزان أصوات العراقيين في الداخل والخارج، ويفترض فيها أيضا تبيان مخاطر الاستحواذ على أصوات القوائم التي لم تصل العتبة، وان تؤكد على ان المقعد الشاغر يحسب الى القائمة التي حصلت على الباقي الأقوى، وان لا يذهب الى القوائم المنافسة.

غير أن التجربة تبين بما لا يدع مجالا للشك أن المفوضية لم تقف هذا الموقف ولم تصرح به، فهل يمكن ان يقف المرء في عالم السياسة مع من يقف بالضد من مصلحته؟. وهناك ثمة سؤال آخر هو: كيف تتعزز مصداقية المفوضية دون ان توضح بشكل جلي سر حصول عدد كبير من المرشحين في انتخابات مجالس المحافظات على رقم صفر؟!

إنه لعجيب أمر رد رئيس المفوضية على اللذين يحذرون من تكرار عمليات التزوير، بانهم من الخاسرين، فهو لم يوضح كيف عدهم من الخاسرين سلفا دون ان تبدأ الانتخابات ويجرى فرز الأصوات؟ ومدهشة هي تطميناته بان الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر سيكون ضمن فريق المراقبين الدوليين، ولم يوضح لنا كم صندوق سيراقبه السيد كارتر، وكم من الوقت سيبقى فيه امام كل صندوق؟ ولا ندري اذا كان السيد رئيس المفوضية على دراية بان حدود حركة المراقبين الدوليين لم ولن تتجاوز مساحة المنطقة الخضراء!.

غريبة هي المفوضية ولغة بيانها، التي تذكرنا بأولئك الذي منعونا من النقد متذرعين بشعار " كل شيء من اجل المعركة" ففقدوا كل شيء وخسروا المعركة!.

لا طريق أمام الناخبين لتصحيح الأخطاء وتقويم الأداء غير المشاركة الايجابية في اختيار البديل، والرهان على اختيار الأصلح !



 

 

free web counter