| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جاسم الحلفي

 

 

 

الأربعاء 5/3/ 2008



استهداف رجل مسالم و شجاع

جاسم الحلفي

"
نحن نتعايش مع إخوتنا المسلمين لكن هؤلاء الغرباء الذين أتوا الى المدينة هم السبب وراء الاختطافات والتفجيرات التي يحاولون من خلالها ان يزرعوا الفتنة في قلوب العراقيين لكن العراقيين هم أذكى واقوي من هذا". هذا ما صرح به المطران فرج رحو راعي أبرشية الموصل للكلدان الكاثوليك ذات يوم، محددا هدف الإرهابيين ومشخصا لهم، ربما كان يتوقع انه سيكون في يوم ما هدفا للاختطاف من قبل أولئك الإرهابيين الغرباء عن قيم وأخلاق العراقيين الأصلاء!

أتذكر، كما العديد من المتابعين، تصريحات المطران فرج رحو حيث الكلمات القوية التي عبر فيها عن إدانته للإعمال الإرهابية القذرة التي اقترفتها أيادي المجرمين، حين تطاولوا بالاعتداء على أربعة كنائس وأديرة في مدينة الموصل وتفجيرها بسيارات مفخخة وعبوات، و تزامنها مع ثلاث تفجيرات أخرى في جانب الرصافة من مدينة بغداد، في وقت احتفل فيه العراقيون معا بأعياد الميلاد وعيد الأضحى المبارك.

كما لا يمكن للذاكرة ان تنسى خطابه الشجاع لمن يسمون أنفسهم "بالمقاومين" وتحديه بالقول لهم "ان يوجهوا أسلحتهم المشروعة الى المحتلين وليس الى العراقيين بهذه الإعمال غير الإنسانية، والتي تستهدف إفراغ العراق من احد مكوناته الأساسية".

ليست هذه هي المرة الاولى التي استخدم فيها أعداء الشعب العراقي أقذر الأسلحة للنيل من وحدة الشعب العراقي، عبر الاعتداء على احد رجالات العراق الكبار، تلك الشخصية التي لعبت دورا متميزا في تفويت الفرص على محاولات جر العراقيين الى الصراعات الدينية والطائفية والاثنية بهدف تمزيق النسيج الاجتماعي، وبالتالي تهديد وحدة وسلامة الشعب العراقي. فلم يعبر المطران فرج رحو عن ذلك بصموده في البقاء في كنيسته مروجا للمحبة والتسامح والسلام وهذا ما عرف عنه وحسب، بل عمل على تفويت الفرصة على الإرهابيين وهدفهم في زعزعة أي تحسن يتحقق في الجانب الأمني، وسعى بكل قوة ضد أي محاولة تهدف الى تمزيق نسيج الشعب العراقي، وتفتيت وحدته وتهديدها وعمل بمثابرة وصبر لترسيخ فكرة "العراق بيتنا جميعا"، كما أكد على أهمية الترويج لمفهوم التعايش المشترك بين أطياف الشعب العراقي، منطلقاً من التنوع القومي والديني والفكري والثقافي هو عامل إثراء وغنى للعراق وليس عامل تفرقة انقسام.

المطران فرج رحو، هو من رجالات العراق الكبار، ومن هنا يأتي ما أكد عليه حزبنا عندما أشار الى أن من قام بالاعتداء عليه ( استهدف العراقيين جميعا وليس فقط أبناء قومية او طائفة بعينها).

 


 

Counters