| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جاسم الحلفي

 

 

 

 

الأحد 4/2/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس



وحدة قوى الخير


جاسم الحلفي

( يا قوى الخير تساندي..... لاجل العراق توحدي) شعار رددناه نحن الشيوعيون العراقيون في اول فعالية علنية لنا في ساحة الفردوس بعد بضعة أيام من إنهيار النظام المقبور.
إنطلقنا في ذلك من تحليل عميق لطبيعة المرحلة التي كان يمر بها الوطن، والمخاطر التي تهدده، ومن شعورنا بالمسؤولية الوطنية، وإدراكنا لعدم قدرة اي طرف، لوحده، مهما امتلك من امكانيات، على حل المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحياتية الخطيرة التي يعاني منها الشعب العراقي، جراء سياسات النظام المقبور وحروبة، والاحتلال واثاره السلبية.
اشتركنا في العملية السياسية، انطلاقا من إدراك للمسوؤلية الوطنية، واضعين نصب اعيننا العمل مع باقي القوى الوطنية، من اجل انهاء الاحتلال واستعادة السيادة، واعادة البناء والاعمار.
ومن هنا يأتي أرتياحنا، نحن الشيوعيين، لمصادقة ممثلي الشعب، بالأجماع، في جلسة البرلمان يوم الخميس 25/1/2007 على الخطة الامنية التي يترقب نجاحها جميع المخلصين من ابناء الشعب العراقي، الذين ذاقوا مرارت فقدان الأمن ، وفقدوا جراء التدهور الامني أحبتهم، لاسباب كان يمكن تلافيها من دون تقديم هذه التضحيات والخسائر المجانية .
لم يعد خافيا على احد ان الدم الذي يسيل لا يبرره الصراع المحموم على السلطة وامتيازاتها، بين المتنافسين. إذ يتخذ هذا التنافس المخزي من الطائفية شعارا سياسيا، ويتجلى بأعمال القتل والخطف وتصعيد مستوى العنف الى مديات خطيرة، ولا تتورع القوى الشريرة، المتصارعة من استخدام ابشع الاساليب واقذرها، من قطع الرؤوس الى التمثيل بجثث الضحايا، دعك عن الخطف والتغييب.
اما الجرائم الارهابية المشينة التي تطال، في وضح النهار، المدنيين، الكادحين المكدودين، من باعة الأرصفة وعمال البناء، وهم ينتظرون فرصة عمل لتدبير القوت اليومي لعوائلهم الفقيرة، وتلك الاعمال الدنيئة التي تطال البنية التحتية، وقطاع الخدمات الخ..
ان هذه الجرائم النكراء التي يصفها مقترفوها المجرمون بعمليات المقاومة، هي اعمال اجرامية، بالتأكيد لا تسرع بإنهاء الاحتلال، ولا تفسح المجال لبحث جدولة انسحاب القوات الاجنبية وصولا لرحيل اخر جندي أجنبي من ارض العراق، بل تعطي مبررات لبقاء القوات الاجنبية، وزيادتها.
لا نعتقد أنه من السهولة ايجاد حل سريع، دون عقبات وعراقيل عديدة، لهذا الصراع المكشوف الذي يستهدف خراب البلد وشرذمة الشعب، الصراع الذي تدفع اليه قوى الشر والارهاب وعصابات الجريمة المنظمة والطفيليون الطامعون في السلطة وامتيازاتها، والساعون الى أقامة نظام شبيه بنظام طلبان، او نظام صدامي بدون صدام، ولا يقل خطرا على ذلك التدخل السافر للدول الاقليمية، في هذا الصراع المدان، بعيدا عن مصلحة الشعب العراقي.
المخرج لحل الازمة الشاملة المستعصية يأتي عبر تكاتف وتظافر جهود، جميع الخيرين من ابناء العراق من مختلف الاتجاهات الفكرية والسياسية والانتماءات القومية والدينية، ورص الصفوف والعمل على توحيد القوى الخيرة الحريصة على سلامة العراق ومستقبله. سواء تلك التي تؤمن بالعملية السياسية، أو القوى الوطنية التي لم تشترك فيها بعد، لهذا السبب او ذاك، وعبر مبادرة المصالحة الوطنية. ويتطلب ذلك من الحكومة أعادة هيكلة هيئاتها العليا وتفعيلها، وتنشيط وتكثيف فعالياتها وتنويع اشكال واساليب عملها و ضمان تواصله، انطلاقا من حوار وطني شامل، منفتح على جميع الحلول دون اشتراطات سوى الموقف الواضح من الارهاب والتأكيد على ملاحقة الارهابيين، وتحريم الدم العراقي وتجريم العنف، والكف عن الاحتكام للسلاح، ونبذ الطائفية والتخندق والانقسام، واشاعة روح المواطنة والتعايش المشترك، وتنفيذ مقررات مؤتمر المصالحة الوطنية.

وعلى هذا الصعيد يتوجب على الحكومة بعث رسالة قوية، واضحة، ومتماسكة تؤكد سيرها على طريق المصالحة الوطنية، وان العراق لكل العراقيين، والحكومة هي حكومة العراقيين جميعا، حقا وفعلا، بعيدا عن المحاصصة الطائفية، لا تسمح بالاستحواذ على السلطة من أي كتله ولا تهميش أي طرف مشارك في حكومة الوحدة الوطنية، ذلك ان البلد يتعّمر و يزدهر بالتوافق الوطني، ويتحقق السلم الاهلي والاستقرار بتضافر الجهود الخيرة.

وحتى تقتنع القوى الوطنية والديمقراطية والاسلامية بأن التعددية الفكرية والسياسية والتنوع الاثني والديني هو عامل قوة واثراء، وليس عامل تفرقة وضعف وانقسام، نردد معا من اجل العراق الذي نعشق:
                                يا قوى الخير تساندي          لاجل العراق توحدي
                                توحدي بعزم الشعب           بالوحدة ردي المعتدي