| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جاسم الحلفي

 

 

 

                                                                                                  الخميس 29/9/ 2011

 

فلسطين والعراق في الدورة السادسة والستين

جاسم الحلفي

ترددتُ في اختيار طريقة تناول الموضوع الفلسطيني الذي فرض نفسه في صدارة الأخبار والتقارير السياسية هذه الأيام، بعد ان قدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلبا بقبول دولة فلسطين عضوا كاملا في الأمم المتحدة، وسلمه الى السيد بان كي مون الأمين العام للمنظمة العالمية. رغبت في إلقاء الضوء على حسن أداء ممثلي الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية، وقدرتهم على عرض قضيتهم على أحسن وجه، وبلغة محببة، تمتاز فيما تمتاز بحس أنساني راقي، وتؤكد على الحقائق بدون زوغان، وتضع المعطيات الموثقة أمام المجتمع الدولي بدقة. فبعد حضور طيب الذكر ياسر عرفات في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بزيه المميز، وقوله المأثور:"جئتكم بغصن الزيتون"، وتلويحه به، جاء حضور السيد محمود عباس الدورة السادسة والستين ونجاحه في عرض المفاصل الأساسية للقضية الفلسطينية وحقوق ومعاناة الشعب الفلسطيني وطموحه كأي شعب حر الى العيش بكرامة وسلام، عبر خطاب متزن، ما دفع أعدادا غير قليلة من الحاضرين الى التصفيق وقوفا اكثر من مرة.

وأريد هنا ان انتقد القوى والشخصيات العراقية التي عارضت النظام السابق من خارج العراق، لعدم اكتراثهم بأصدقاء الأمس من الفلسطينيين الذين لم يوصدوا مكاتبهم أمام المعارضة العراقية آنذاك، وفتحوا صحافتهم للكتاب والصحفيين العراقيين، الذين كتبوا فيها عن الشأن العراقي ليس اقل مما كتبوه عن شان فلسطين، رغم قدرات النظام السابق وأجهزته وضغوطه على قادة المقاومة الفلسطينية، الذين لم يساوموا على عراقي لجأ إليهم مضطرا، او مقتنعا بالقضية.

كان يفترض بمن اكتووا بالاضطهاد والإبعاد والهجرة والتهجير، الذين اضطروا الى الهجرة من وطنهم آنذاك، وخبروا أهمية التضامن ألأممي والإنساني، ان يكونوا أكثر تحسسا لأهمية التضامن مع من يحتاجونه، لكن يبدو ان نشوة كراسي الحكم أسكرتهم وأنستهم تلك الأيام، التي يفترض انها بينت لهم حقيقة ان الإنسان اخ الإنسان، ويجب ان يبقى كذلك.

وجدت من المفيد عقد مقارنة بين كلمتي رئيسي العراق وفلسطين، وردود الفعل على كل منهما من قبل القوى والأحزاب في بلديهما. ففي الوقت الذي كانت فيه لدى (حماس) تحفظات على كلمة الرئيس عباس وترتيب مداخلها، أشار احد قادتها الدكتور محمد عوض الى أنها تضمنت " نقاطا مهمة وتعتبر بمثابة وثيقة تاريخية". وفي مقابل ذلك كانت ردود الفعل سلبية على كلمة الرئيس الطالباني من طرف حلفائه، بسبب عدم تطرقه – كما قيل – الى قضية المياه ودور إيران وتركيا فيها، وعدم إشارته فيها الى ميناء مبارك، وقضايا أخرى.

وفي سياق المقارنة لفتت نظري قدرة الفلسطينيين على بناء مؤسسات تنهض بإدارة دولتهم المستقلة الحرة، وقد أشار ابو مازن الى "ان فلسطين تحولت الى ورشة عمل كبيرة" للتأهيل والتدريب والتمكين. اما مؤسساتنا العراقية فينخر فيها الفساد، والقوات المسلحة ما زالت "بحاجة الى مدربين وخبراء" كما جاء في كلمة فخامة الرئيس الطالباني!
 

 

free web counter