| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جاسم الحلفي

 

 

 

الخميس 22/1/ 2009



فوز الديمقراطيين مرهون بتركيز أصواتهم

جاسم الحلفي

تخوض القوائم المتنافسة الانتخابات المقبلة، في الغالب، على أرضية الخطاب الديمقراطي، ومن ضمنها القوائم التي خاضت الانتخابات السابقة على أرضية الخطاب الطائفي. إن تغيير الخطاب نحو الديمقراطية فاتحة خير وعلامة صحة، رغم القناعة بان هناك من يتبنى الديمقراطية لفظا وليس عملا. وبطبيعة الحال ان تبني الخطاب الديمقراطي هو ليس صحوة حدثت عند هذا البعض، بل لان الديمقراطيين اثبتوا بما لا يقبل الشك حبهم لوطنهم وتمسكهم بقضايا شعبهم وانحيازهم لهموم المواطنين.

ليست نظافة يد الديمقراطيين ونزاهتهم هي العلامة التي ميزتهم، في وقت عاث به الفساد وكثر فيه المفسدون، فقد انتهجوا الديمقراطية ببعديها السياسي والاجتماعي، ولم ينخرطوا بأي مشروع ضد مصالح العراق ولم يسلكوا اي طريق غير طريق خدمة الشعب والحرص على مصالحه.

وكي لا تكون الشعارات الديمقراطية التي يطلقها البعض في حملاتهم الانتخابية هي عملية التفاف من اجل الكسب السريع والرخيص على حساب مشروع الديمقراطيين ومصداقيتهم، هناك أمور ينبغي توضيحها بدون اي مجاملة، كي لا يقع المواطنون في فخ جديد.

ليس كل من ادعى الديمقراطية هو ديمقراطي، فالديمقراطية قيم ومنهج وسلوك، وتعني في احد وجوهها، العلنية والمكاشفة والشفافية، فهل يستطيع الإجابة كل من يتخذ الديمقراطية شعارا على سؤال يراود المواطنين، عن مصدر الأموال التي ينفقها في هذا البذخ الواضح في حملته الانتخابية؟ وهل خدمة الشعب حقا هو ما يستدعيه كل هذا الإنفاق غير المبرر؟ حين يجب المرشح على هذين السؤالين يتأكد صدق تبنيه للمشروع الذي يخدم الناس، ومن يتهرب من الإجابة سيثير الشكوك أكثر ليس على مصدر التمويل، فقط بل على خطة الالتفاف على المشروع الديمقراطي!

اذا ليس كل من ادعى الديمقراطية هو ديمقراطي، كما ان ليس كل علماني هو ديمقراطي أيضا، فهناك علماني لم يبرح عقلية الاستبداد. وهناك من حاول اللعب للاستحواذ على الملعب، كل الملعب، وتصرف وكأنه القائد الأوحد.

وكي لا يتشوه الميل نحو الديمقراطيين ويسرق منهم ما ثمروه من سلوك حسن، ينبغي التفكير جديا بالعقبات التي تحول دون تحقيقهم الفوز. والحديث هنا ليس عن الظروف الموضوعية الخارجة عن إرادة الديمقراطيين، لكن من الأهمية بمكان النظر إلى العقبات التي وضعها البعض منهم، والتي كان لها التأثير الكبير على انحسار دور الديمقراطيين وعدم أخذهم لمكانتهم بشكل طبيعي. ومن بين تلك العقبات تشتتهم في قوائم كثيرة، اتضح بشكل جلي ما سببه ذلك لهم من خسارة كبيرة. فلو عدنا الى أرقام الأصوات التي حصل عليها الديمقراطيون في الانتخابات السابقة، وتمعنا فيها لوجدنا، ان الديمقراطيين قد خسروا مرتين في ان واحد في كل انتخابات مرت عليهم. فقد أضاعوا أصواتهم في المرة الأولى حينما لم يتمكنوا من الوصول الى عتبة الفوز. اما الخسارة الثانية فهي عند اعتبار أصواتهم أصوات ضائعة، وتحولت وفق القانون الى القوائم الكبيرة المنافسة لهم. ولنا ان نتصور فقدان 800 ألف صوت مشتته في الانتخابات الأولى، وما يقاربها في الانتخابات الثانية، مما مكن القوائم الكبيرة المنافسة من الحصول على ما يقارب 20 مقعدا نيابيا إضافيا، هي حصة القوى الديمقراطية أصلا.

وأمام احتمال ضياع الفرصة مرة أخرى من القوى الديمقراطية، حينما لم تتمكن اغلب قوائمها من الوصول الى العتبة بسبب تشتت الأصوات وضياعها وتحولها الى القوائم المنافسة، لا بد من التمسك بالنجاح وعدم تشتت الأصوات وإضاعتها. ومن المهم التركيز في إعطاء الصوت الى القوائم الديمقراطية التي تملك فرصا أكيدة لعبور العتبة، كي لا تذهب الأصوات سدى مرة أخرى. ان معرفة اين يجب التركيز والحرص على الصوت والمحافظة عليه وعدم التفريط به، هو الهدف الذي يتوجب التركيز عليه من طرف جميع الحريصين على ان يحرز الديمقراطيون فوزا يليق بتاريخهم وحاضرهم... ومستقبلهم أيضا!




 

free web counter