| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جاسم الحلفي

 

 

 

 

الجمعة 20 /4/ 2007

 

 

تحية لـ (طريق الشعب) التي فازت
 

جاسم الحلفي

تصادف اليوم الذكرى الرابعة لصدور (طريق الشعب) وتوزيعها العلني في بغداد، ليسجلها التاريخ أول جريدة علينة تصدر في البلاد بعد رحيل الدكتاتورية. ولم يكن صدور (طريق الشعب) امرا عابرا في ذاك اليوم بل كان حدثا كبيرا ومعبرا في دلالاته الكثيرة، فقد نقلت وسائل الاعلام التي كانت متواجدة انذاك في فندقي فلسطين مرديان والشيراتون في ساحة الفدروس هذا الحدث، لينتشر ويشاهد من قبل ملايين الناس ، وفي اغلب بلدان العالم، وبمختلف اللغات.

اتفقت قيادة الحزب المتواجدة في بغداد بعيد انهيار النظام المقبور، على تنظيم فعالية جماهيرية، يتم من خلالها الاعلان عن النشاط العلني للحزب الشيوعي العراقي. وتم تبادل مختلف الافكار من اجل ايجاد اللحظة المناسبة لتنفيذ هذه المهمة العزيزة. وكان السؤال المطروح كيف يمكن لنا من تنظيم حشد جماهيري في ساحة عامة، نطلق به علنية الظهور العلني للحزب الشيوعي العراقي، بعد عمل سري دام ما يقارب ثلاثة عقود، على ان نتمكن من تغطيته عبر مختلف وسائل الاعلام ، والتي لا نعرف اي أحد من العاملين فيها انذاك. وبحث الرفاق انذاك افكارعديدة، ولكن فكرة وحدها التي نجحت، هي أن يكون التوزيع العلني لـ ( طريق الشعب ) في ساحة الفردوس وسط بغدادنا التي نعشق هو لحظة الانطلاق.

هكذا تم تبليغ عدد من الرفاق والاصدقاء على عجل بموعد ومكان التجمع، وبينا لهم ان امرا هاما ينتظرهم في تمام الساعة العاشرة من صبيحة يوم 19 اذار في ساحة الفردوس.
وكعادة الشيوعيين والتزامهم بالموعد، وكما عهدهم الحزب بالحضور والاستعداد لتأدية المهمات التي توكل لهم حضروا في الموعد المحدد. ولم تمضي دقائق حتى خرجت طريق الشعب الى النور لتوزعها ايادي الرفاق والاصدقاء الاعزاء، وكان بينهم حيدر شيخ علي عضو اللجنة المركزية ووزير الاتصالات في اقليم كردستان، الشاعر الكبير عريان السيد خلف، و الفنانه العزيزة زكية خليفة، والفنان ذو الصوت الرائع حسن بريسم، والشاعر المبدع الملتزم حمزة الحلفي والفقيد الغالي شاكر الدجيلي، الى جانب رفاق واصدقاء اخرين، بقيت الذاكرة تعتز بهم وبموقفهم الشجاع والمقدام.

ازدحم الشارع بالمارين وراكبي السيارات، مادين اياديهم لاستلام الجريدة، بينما تجولت كاميرات واجهزة تسجيل الصحفيين، بين الحشود، لتصور اللقطات الاولى لتوزيع اقدم واعرق جريدة في العراق، ثم تبثها كاهم حدث في ذالك اليوم. وكانت من بين اللقطات الجميلة والمعبرة هي تلك التي صورت شرطي المرور المقدام الذي عمل متطوعا متمسكا بزية الرسمي ليؤكد ان ان الذي انهار هو النظام اما الدولة العراقي فهي ابقى من جيوش الاحتلال.

ووسط هتافات ( العراق سالم سالم .. على عناد كل غاشم)، (حزبك فهد ما مات باقي للابد )، (سنمضي سنمضي الى ما نريد، وطن حر وشعب سعيد)، ( وحدة وحدة وطنية، لا احتلال ولا فاشية) تحركت الحشود تتقدمها قيادة الحزب الى مقر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الواقع في ساحة الاندلس ليكون اول مكان ترفرف عليه رايات الحزب الحمراء، في بغداد وباقي مدن ومحافظات العراق ما عدى كردستان التي كانت فيها راية الحزب الحمراء ترفرف قبل هذا الحدث بوقت كبير.

غص المكان الجديد بالحشود التي اتت ولم يكن احد يضيفهم ويستقبلهم فالكل مضيفون واصحاب البيت، والاغلب لا تعرف من هو الذي سينظم هؤلاء. عندها عمدنا الى اقامة ندوة تكلمنا بها الرفيق حيدر وانا حول الحزب والعمل وافاقه، فيما وقف الرفيق فارس كريم فارس ليوزع مع ابو رافد وهشام وابو فكرت واحسان وعامر استمارت اعادة الصلة بالحزب على رفاقنا الذين اكتوا بنار الطغيان والتغييب والحروب والحصار الدولي الظالم . كما خطّت انامل احدهم على جدران الحائط ... ( مقر الحزب الشيوعي العراقي) عندها ذهب اليه الرفيق فارس قائلا: ما ذا تعمل، لم يطرأ تغيير على اجراءاتنا، لم نقرر كتابة اسم الحزب لغاية هذه اللحظة! اجبته عندها: دعهم... إنهم يقررون ايضا... أنهم الحزب !

واصل العزيز فارس توزيع استمارت الانتماء..... كان الفرح يملأه ويملئنا جميعا..... انها لحظة اللقاء المتجدد للحزب بالناس.