| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جاسم الحلفي

 

 

 

الخميس 12/2/ 2009



المرشحون الاشباح والبرامج المنسية

جاسم الحلفي

بعد انتهاء عملية الاقتراع واعلان نتائج الانتخابات، بدأ العمل فورا لازاحة ورفع الاف الجدرايات "الفلكسات" من جميع ساحات العراق واغلب شوارعه، تلك الجداريات العملاقة التي صرفت عليها مئات الملايين من الدولارات، والتي ستبقى مصادر معظمها مجهولة رغم الشفافية التي وعدت بها الخطب الانتخابية الرنانه التي اشارت الى انها الى الشعب ومن اجله!.

ازيحت " الجدرايات" بعد ان ادت غرضها بإيهام الناخب، وكأن " الاقوياء الامناء" الذين صرفت على صورهم الصارمة المثبتة على تلك الجداريات كل تلك الاموال الطائلة، هم في ذاتهم المتنافسون، وليس مرشحيهم، الاشباح الذين لم نتعرف على الكثيرين منهم لغاية هذه اللحظة رغم اعلان فوزهم.

ازيحت " الفلكسات" وغابت معها الشعارات العامة التي رددها اصحابها طوال فترة الحملة، ومنها شعار " وحدة العراق "، رغم انه ليس هناك من تهديد لـ " وحدة العراق" سوى خروج منافساتهم حول السلطة والنفوذ عن السياق القانوني.

لم تكن تلك الشعارات العامة التي رددها " الاقوياء الامناء" في حملاتهم الانتخابية، والتي لم تكن مجالس المحافظات موقعها المناسب، سوى كونها التفاف اخر على الناخبين لكسب اصواتهم ليس الا. ان هذ الممارسات، اضافة الى اخفاء اسماء وصور المرشحين المحليين، وجعلهم اشباحا، تعد التفافا واضحا على المواطن من اجل تغييب البرامج المحلية الملموسة التي تهم ابناء المحافظات اصلا، تلك البرامج التي يفترض انها تهدف الى تنمية المحافظات، وتقديم الخدمات المباشرة، وتحسين نوعيتها، وتطوير طريق تقديمها للمواطن.

وبمعنى من المعاني غابت الطائفية السياسية عن هذه الانتخابات، لكن بمقابل ذلك كان المال السياسي حاضرا بقوة حتى فاقت تأثيراته اثام المذابح الطائفية. لقد دفعنا اكثر من خمسة سنوات قاسية كي يكتشف "الاقوياء الامناء" ان الطائفية هي التي تهدد وحدة الشعب العراقي وتمزق العراق، ولهذا من حق المرء ان يتساءل: كم يا ترى نحتاج من السنوات لكي يكتشف شعبنا مخاطر لعب "النهابون" بالمال السياسي، والذي هو لعب في مصير العراق!

بازاحة "الجداريات" العملاقة تكون الاقنعة قد ازيلت. لذا فان المطلوب منا، كقوى سياسية، ونقابات، واتحادات اجتماعية، ومنظمات مجتمع مدني، أن نتابع مقدار الميزانيات التي سوف تخصص للمحافظات، وكيف واين ستنفق تلك الميزانيات، ولنسأل اليوم، ان فاتنا ان نسأل قبل ذلك، اين برامجهم، ومن هم الفائزون الذين سيمثلون في مجالس المحافظات، ولنلاحق تعهداتهم.

لقد ازيحت الجداريات: فهل سيرافقها شطب الوعود التي اطلقها الكثير من المتنافسين أم سينفذ المرشحون تعداتهم؟ سيكون الحكم للممارسة الفعلية وليس للوعود البراقة، وقد كانت كثيرة اثناء الحملة الانتخابية.

 


 

free web counter