| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جاسم الحلفي

 

 

 

الخميس 10/12/ 2009

 

سر جلسة قبل منتصف الليل !

جاسم الحلفي

لا يوجد اغرب من بعض السياسيين عندنا في العراق، فمنهم من ينصب جل جهده على صناعة الأزمة وإعادة إنتاجها، باعتبارها الطريقة التي تبقيه تحت أضواء الإعلام. فليس هناك انجازات ملموسة لخدمة المواطنين او أعمال ملموسة لبناء لخدمة العراق يقدمها هؤلاء كي يتذكرهم الآخرون، غير شد الناس الى أزمات مفتعلة، تزيد من قلقهم وتوترهم وتضيف إليهم معاناة جديدة.

كانت آخر أزمة هي نقض قانون الانتخابات والمفاوضات الماراثونية التي شغلت الناس ونغصت عليهم التمتع حتى بأيام العيد التي مرت والمواطنون لا يبارحهم القلق من مصير مجهول.

لكن الذي خبر اللعبة، يعرف انها جزء مما تعودنا عليه. فتحت رعب انفلات الأوضاع ان لم يحسب الحساب لقضية كركوك، وبذريعة معيار العدالة في احتساب أصوات الخارج، زادوا المقاعد دون إجراء إحصاء، ومرروا أيضا خلف الكواليس صفقة الاستحواذ على أصوات معارضيهم ومصادرة المقاعد الشاغرة في المحافظات، ووضعوا اللمسات النهائية لصفقة سلب المقاعد التعويضية على الصعيد الوطني أيضا.

وفي كل مرة يخترعون للناس عدوا، وينقسمون بين فريقين، الأول يوهم الناس بالدفاع عن مظلومية هذه الطائفة، والآخر يزعم إنصاف الطائفة الأخرى. الأول يحذر من عودة البعثيين، والثاني لا يفهم المصالحة دون عودة المجرمين مرة أخرى للتحكم برقاب الشعب. الأول يفسر تزمته بالدفاع عن العملية السياسية، والآخر يدعي التمسك بقيم الديمقراطية.

وإذا تمعنا في سلوك الفريقين، وهو سلوك واحد من حيث الجوهر رغم اختلاف أشكاله. ليس لكونهما ينطلقان من نظرية المخاوف، بل لأنهما، يرسخان مخاوف أخرى، مستغلين بساطة الناس، ومراهنين على ضعف الوعي، يزعمون علنا تمسكهم بالهوية الوطنية، لكنهم في السر يرسخون البنى التقليدية والهويات الفرعية، دون ان يفقهوا بان من خبر أساليب دكتاتورية النظام المباد، وشهد ظلم الدكتاتورية واستبدادها، وعاش هذه السنوات التي مرت بعد التغيير لا تغيب عنه مناورات المتنفذين ممن يسيئون استخدام السلطة.

فالطائفي الذي لا يستطيع رؤية العراق المتنوع، لن يتحمل وجود الكفاءات الوطنية ان كانت خارج طائفيته، فمعياره هنا هو الطائفية وحسب. هذا المعيار البعيد عن العدل والإنصاف. ومن ابتعد عن العدل والإنصاف لن يتحمل، في نهاية المطاف، منافسة اقرب الناس إليه حتى من نفس الطائفة.

لقد جاء التصويت على ثلم الديمقراطية، بالتعاون المشترك بين من زعموا ان النقض غير دستوري، مع من لوحوا بالنقض الثاني إذا لم تجر تعديلات على القانون. هؤلاء الذين ملأوا الإعلام ضجيجا مدعين الاختلاف والتباين سارعوا في التصويت بالإجماع على محاصرة الديمقراطية والتضييق عليها في جلسة اليوم الأخير!!.

ان صناع الأزمة لا يمكن لهم ان يكونوا مقترحي حلول. والناس لم تعد غافلة عنهم، ولا تحتاج الى قدرة كبيرة كي تكتشف ان النقض، والتعديل، ثم التصويت على التفسير، لم يقدم شيئا سوى صناعة أزمة عجزت القوى المتنفذة عن حلها لولا قدرة الأجنبي الذي ضغط ووعد وطمأن وقدم ضمانا! واستطاع أخيرا تمرير الصفقة قبل منتصف الليل!!.

التمسك بالديمقراطية موقف، علينا المضي به إلى نهاية الشوط، إنهم يتحسبون من تمثيل الديمقراطيين كثيرا، وعلى الديمقراطيين قبول التحدي! لم تعد وحدة الديمقراطيين ترفا.. انها ضرورة آنية وملحة لا تقبل التأجيل.



 

 

free web counter