| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جاسم الحلفي

 

 

 

 

الأربعاء 10 /10/ 2007

 


 

الحكمة تتطلب حشد جهود المخلصين

جاسم الحلفي

ان فرصة من يريد إصلاح العملية السياسية من خارجها، وإرجاع الأوضاع إلى نقطة البداية، تبدو ضئيلة للغاية ، ان لم تكن معدومة ،لأنها غير واقعية، إضافة إلى عدم وجود إمكانيات داخلية واضحة لإسنادها، وان اغلب القوى الوطنية الأساسية الفاعلة في الساحة السياسية لها رأي أخر، كما نرى ونتابع.

فالمشروع الذي لا تتوفر له أرضية داخلية قوية ومتينة من الصعب ان يرى طريق النجاح، حتى وان حصل على إسناد ودعم خارجي، ومن هذا الباب نرى ان العامل الخارجي لا بد له ان يتعامل مع جهود القوى التي ترى الحل عبر طريق آخر . كما ينبغي التأكيد على عدم قدرة العامل الخارجي ومها بدا عظيم الشأن ان يعيد الأمور الى نقطة الصفر، لأنه وبكل الأحول لا يراهن كثيرا على مشروع لم تتوفر له أرضية واقعية للنجاح.

بالمقابل ان الفرصة اليوم تبدو اكبر لمن يعمل على إصلاح العملية السياسية وتقويمها، ومعالجة نواقصها من داخلها. فبعد أن أعلن حزبنا الشيوعي العراقي مشروعه الوطني الديمقراطي، وعرض من خلاله رؤيته وتصوراته للمرحلة الحالية والتعقيدات التي تشهدها، والتحديات المطروحة، وحاجات الناس ومطاليبها، والإمكانيات المتاحة، والآليات الممكنة، لإخراج البلاد من أزماتها، فان من بين ما أكد عليه المشروع، هو الحوار الوطني الشامل مع القوى السياسة، وبحث التصورات المشتركة، للوقوف أمام التحديات، بعيدا عن الاستقطاب الطائفي، وانطلاقا من موقف وطني حريص.

وأثناء حملة الحزب للترويج لمشروعه الوطني الديمقراطي، طرح الإخوة في الحزب الإسلامي مشروعهم المعروف بالعهد الوطني، مبينين فيه رؤيتهم لمعالجة النواقص التي رافقت العملية السياسية، ومقترحين حلولا تسعى ان تكون مخرجا للعقبات التي تواجهها العملية السياسية، مؤكدين رغبتهم في إصلاحها من داخلها وليس بالخروج منها. وتوصف تلك الخطوة بالحميدة، لأنها تسير بالاتجاه الصحيح، كما ينبغي الاشارة الى إننا استقبلنا "العهد الوطني" بايجابية وبما يستحق من اهتمام.

وبالاتجاه نفسه، تواصل الكتل السياسية تقديم تصوراتها حول أداء الحكومة، وسبل معالجة الإخفاقات، وبحث إمكانيات تحمل المسؤوليات الوطنية. وجاء البيان المشترك بين السيد عبد العزيز الحكيم والسيد مقتدى الصدر، ليوسع من مساحة الأمل عند العراقيين.
ومن المؤكد ان مساحة الأمل تتسع حال رؤية عمل حقيقي ملموس ينتج عن لقاءات القوى، الثنائية منها او الواسعة او تلك التي تشهدها أروقة البرلمان، وخاصة ما يبذل من جهود مضنية من قبل عدد من البرلمانيين الذين يعملون على تلخيص رؤية مشتركة لما يمكن ان يكون عليه برنامج الحكومة، وما ينبغي ان تحققه خلال الفترة القادمة، وخاصة على المستويات السياسية والأمنية والخدمية. ولا شك ان رؤية عمل صحيح ملموس يصب في مصلحة الشعب، مهما بدا صغيرا، هو رسالة واضحة تقول ان الطريق سالك نحو إصلاح واعد.
ومع هذا يجب على اصحاب القرار، وفي مقدمتهم السيد رئيس الوزراء، بذل جهود استثنائية لكي يستعيد النشاط السياسي عافيته، ويسترجع دورة المطلوب، عبر الانفتاح على الآخرين وفتح حوار جدي ومسؤول معهم، و إشراكهم في صنع القرار السياسي، وفي تحمل مسؤوليات التنفيذ.
ان التحديات كبيرة والأزمات متعددة وعميقة والحكمة تتطلب حشد جهود المخلصين على برنامج وطني، يكون فيه العراق لكل العراقيين.