الأربعاء 9/11/ 2005
هو صديق تعرفت عليه أثناء عملي في الدائرة الزراعية لمدينة العمارة وهو أحد شباب مدينة العمارة ومن عائلة طيبة انحدارها الفلاحي من منطقة الدويريج المحاذية للحدود الإيرانية ، اكمل الدراسة المتوسطة بتفوق وعليه أي يساعد أخيه الأكبر على إعانة عائلتهم الكبيرة ، وعمل عامل بناء وفي معامل الطابوق ، وبعد عودة البعثيين الى السلطة ثانية في انقلاب 17 تموز وما رافقه من قرارات سياسية ليرتشوا وجههم الدموي وذاكرة العراقيين مرتبطة بانقلاب 8 شباط الدموي وخصوصا" مدينة جنوبية يسارية كالعمارة مازالوا في تلك الأيام لا يصدق أي إنسان فيها وخصوصا" في الأوساط الشعبية أن الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم ميت ، وينتظروا اليوم الذي يعيد لهم مجد جمهورية 14 تموز ، والذي جاء مجيء البعث ثانية يوم الفجيعة والحزن وكأن الزعيم استشهد في 30 تموز 1968 عندما سمعوا مرة أخرى باسم البعث والبكر ، ومن جملة القرارات إطلاق سراح السجناء السياسيين وعودة الضباط الأحرار الى دوائر مدنية وكانت حصة وزارة الزراعة نصيب الأسد من الشيوعيين والضباط مع دوائرها ، وصديقي الطيب أراد التعيين وفق شهادته ولا يوافقوا ألا تعينه سائقا" بعد أن اجبر على الانتماء ( لحزبهم القائد) وانتمى وهولا علاقة له بالسياسة ألا القليل ، ولم تمض اشهر حتى اصبح الصديق أبو طالب جيجان فهد روسي اقرب صديق للشيوعيين في الدائرة يساعدهم في كل شيء حتى نقل المعلومات التي تهمهم سياسيا" من داخل التنظيم ، وخوفا" عليه كانوا ينصحونه بعدم التردد عليهم خوفا" عليه من السلطة ، ألا أن أجابته انه رجل كالحديد لا يخاف ومن حينها أطلقوا عليه كنية أبو ستالين فانتشرت في المدينة في الدوائر الحكومية وفي اغلب مناطق العمارة السكنية، إلا أن هذه الكنية جلبت للعزيز المرحوم مشاكل كثيرة أكثرها عند الأزمات المفتعلة للنظام وتوزيع المواد على الشعب بطوابير وبحضور منتسب من مديرية الأمن ومن هذه الأزمات السيكاير والبيض وشفرات الحلاقة ومعجون الطماطة كلها بدأت في أوائل السبعينات فما أن يصل الصديق في طوابير الانتظار للاستلام حينها يهتف الجميع ( ألف عافية أبو ستالين طبقة بيض أو قنينة معجون ) وبعد ذلك تحجب الكمية من ممثل الأمن ويسحب للمديرية للتحقيق معه الاسم الثلاثي جيجان فهد روسي والمكنى أبو ستالين
حكاية أبو ستالين
جمال الهاشمي