نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جمال الهاشمي

Karmza2003@yahoo.com

 

 

 

 

الجمعة 10/2/ 2006

 

 

( الذاكرة العراقية )


شهود على الانقلاب الدموي الأسود في 8 شباط

الحلقة 2

 

جمال الهاشمي

* زكيه خليفة : قاومت الانقلاب مع الفصائل الوطنية من شعبنا

زكيه خليفة عضو تنظيمات بغداد للحزب الشيوعي العراقي في الستينات وحتى ساعة الانقلاب ومن الكادر النسوي المتقدم في الحزب . كان لنا هذا اللقاء معها باعتبارها إحدى الشهود ومن اللواتي لم يلق القبض عليهن حتى إعادة التنظيم وربط المنظمات الحزبية من جديد .

* كيف كان شعورك منذ صدور البيان الأول للانقلاب وكيف تعاملتي مع الأحداث؟
- كان الوضع الداخلي غير مطمئن قبل الانقلاب وموقف السلطة الوطنية مترجرج كون السلطة أبعدت الكثير من الضباط المخلصين والوطنيين إما بالإحالة على التقاعد أو النقل إلى وحدات أخرى خارج بغداد مع شمول عدد كبير من مناضلي الحزب للاعتقال بتهم باطلة وملفقة وبحجج كثيرة، واكبر الأسباب موقف حزبنا ضد إشعال الحرب ضد الحركة الوطنية الكردية يضاف إلى عودة عناصر رجعية الى الجيش بأعداد كبيرة جميعهم انحازوا الى البعثيين كونهم انتهازيين ومعادين للقوى الوطنية التقدمية وفشلهم في الحصول على مناصب إدارية كبيرة في ظل النظام الوطني،هذا الوضع كله مؤشر كبير على حدوث انقلاب في البلد . في صباح يوم الجمعة كان الانقلاب وكانت الأصوات تتصاعد من بعض البنايات القريبة لمنزلي مع بعض الاطلاقات وقبل سماعي للبيان الأول للانقلاب خرجت من منزلي باتجاه مسكن الشهيد الدكتور صفاء الحافظ كوني ضمن خط تنظيمي واحد والتحق بنا الرفيق حنا واعرفه من اسمه الحزبي (طلعت) من لجنة بغداد ثم الرفيق علي حسين الرشيد بعدها قرار حصل بان تتحرك كل منا حسب خطة الطوارئ التي وضعها الحزب .

* هذه الحركة من قبلك مع رفاقك ضمن خطة الطوارئ هل كنتم تعرفون حدوث انقلاب والجهة السياسية التي تقف وراءه؟

- اتجهت إلى الباب الشرقي ولم نكن نعرف حدوث انقلاب بمعناه الحقيقي ومن يقف وراءه . بل شاهدت مجموعة من الشباب تابعين للانقلابين يحملون السكاكين والسيوف وأسياخ الحديد تردد شعارات معادية للزعيم عبد الكريم القاسم والحكم الوطني . وكانت الجماهير بجموع كبيرة دون إن تجرا على مهاجمتهم بعدها جاءت مجموعة صغيرة من شارع الكفاح وأطلقت عيارات نارية وكانوا من الشباب الشيوعي حينها أطلقت صرختي العالية الموت للخونة والعملاء، فانطلقت الجماهير وهربت المجموعة البعثية وتمت السيطرة على ساحة التحرير وكل المنافذ كشارع الجمهورية وشارع الرشيد حتى جسر الأحرار لمنع الانقلابيين العبور من الكرخ باتجاه الرصافة ومن كثرة جماهير الحزب توسعنا حتى مبنى وزارة الدفاع دون أية قطعة سلاح .

* كيف تكون خطة طوارئ بدون سلاح لمقاومة الانقلاب وكيف عرفتم كشيوعيين أن الانقلاب من تدبير البعثيين والقوى الرجعية داخل الجيش؟

- خطة الطوارئ فشلت وبدون سلاح والتنظيم العسكري مسؤول عنها ومن خلال البيان الأول والثاني للانقلابيين اتضح كل شيء بقينا حتى الساعة الثانية بعد الظهر بعدها وصلت دبابات رافعة صور الزعيم عبد الكريم قاسم والجماهير تصفق لها وهم يتجاوبون ألا أنها كانت للانقلابيين وكان لدي شك بان الدبابات ليست للدفاع عن الحكم الوطني .

* كيف تم معرفة ذلك وهي تحمل صور الزعيم؟

- تفاوضنا معهم بضرورة التحرك لفك الحصار عن وزارة الدفاع فطلبنا منهم القسم بعد أن طرحنا شكوكنا وكنا في شهر رمضان فاقسموا بل رددوا شعارات الموت للبعثيين وللمتآمرين فكانت خدعة كبيرة انطلت على كل الجماهير حتى بعد أن تم الاتصال بمجاميع وزارة الدفاع ظهر أن الخدعة انطلت على الجميع .

* بعدها كيف كان التحرك في ظل الظروف الصعبة؟

- رجعت ألي البيت حينها صدر أمر منع التجول واتصل بي أحد الرفاق للتوجه الى منطقة السدة لاستقبال الدبابات الخضر العائدة الى الحزب الشيوعي حملت معي سكين المطبخ للدفاع عن النفس فلحقتني بسيارتها الخاصة الرفيقة الدكتورة سميرة بابان زوجة الدكتور قتيبة الشيخ نوري وصلنا ألي الدبابات الخضر في منطقة السدة وبلهجتي (العمارتلية) قلت لهم "ها خوتي بشروا أجابوني انبشرج " الثورة الجديدة نجحت وكان رد فعلي بالخير وانسحبت بهدوء طالبة منهم الوصول ألي أهلنا في مدينة الثورة فسمحوا لنا وكانت دبابات الانقلابيين .

* كيف كان الجو العام في مدينة الثورة؟

- جماهير غفيرة تحمل العصي وتهتف بحياة الزعيم عبد الكريم القاسم محاصرين في مدينتهم بينت لهم الموقف بان الزعيم سالم وكل القيادة الوطنية سالمة وسوف ينتهي كل شيء بعدها، عدت من الاتجاه الآخر بحجة كوني مريضة ورفيقتي طبيبة . وبلغت الحزب بالهاتف بان الدبابات الخضر هي للبعثيين وفكرت بترك منزلي وتغير ملابسي واتجهت الى بيت الرفيق عبد الرزاق الصافي وأبلغتهم باني خارجة ومصممة على عدم تسليم نفسي للبعثيين .

* كيف نجوت والحرس القومي والجيش داهموا معظم الدور الحزبية؟

- نعم المداهمات استمرت على معظم الدور الحزبية وبيوت العوائل الشيوعية أيام قضيتها في بيت حسن النهر أنا وحياة ثم توجهت إلى الكرادة حيث تم إيوائي من قبل عائلة طيبة باعتباري خادمة في البيت لكنهم كشفوا هويتي وكان اهتمامهم رائع لكني خفت عليهم من بيان رقم 13 فتم نقلي عن طريقهم إلى كركوك ثم إلى السليمانية في دار الرفيقة خانم زهدي حتى عدت بعد 18 تشرين إلى بغداد والانضمام إلى لجنة بغداد وإعادة المنظمات الحزبية من جديد .

* نجح الانقلاب هل من كلمة أخيرة لما حدث؟

- الخديعة لعبت دورا كبيرا في الأحداث وخطة الطوارئ كانت فاشلة كيف تقاوم تنظيمات الطوارئ انقلاب عسكري دون قطعة سلاح والمسؤولية الكبرى يتحملها التنظيم العسكري للحزب .